روى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقلوا إلى حكومته رسالة حادة وفظة بخصوص الاستيطان، وأنهم قالوا له: «كن خنزيراً، ولا تكن جشعاً».
وكان نتنياهو يتحدث خلال لقاء مع رؤساء مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مساء أول من أمس (الأربعاء)، الذين جاؤوا يحتجون على قلة البناء في المستوطنات، وراح يتباهى أمامهم بأنه يحقق أكبر الإنجازات على صعيد الاستيطان.
وقال مسؤولون كبار وبعض رؤساء مجالس المستوطنات، ممن حضروا الاجتماع، إن نتنياهو فاخر بنجاحه في إقناع الأميركيين بإلغاء التمييز بين كتل المستوطنات والمستوطنات المعزولة، وقال لقادة المستوطنين إنه ومستشاروه التقوا أمس مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان، وإن من بين القضايا التي جرى بحثها مخططات البناء في المستوطنات التي يتوقع أن تجري المصادقة عليها قريباً في لجنة التخطيط العليا التابعة للإدارة المدنية.
وأطلع نتنياهو قادة مجلس المستوطنات على أن اللجنة ستصادق في اجتماعها بعد عيد العرش على بناء 3 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات.
وحسب أحد رؤساء مجلس المستوطنات، الذي شارك في اللقاء، فقد قال نتنياهو إنه خلال اللقاء مع المسؤولين الأميركيين، توجه السفير الأميركي إلى الطاقم الإسرائيلي، والمح إلى أنه من غير الجدير بإسرائيل أن تبالغ في كل ما يتعلق بدفع البناء في المستوطنات، وأن على إسرائيل تنفيذ التزامها لإدارة الرئيس ترمب، في كل ما يتعلق بتقييد البناء في مستوطنات الضفة الغربية.
وقال رئيس أحد المجالس الاستيطانية، الذي شارك في اللقاء وطلب عدم ذكر اسمه، باعتبار أن الحديث عن مباحثات مغلقة، إن نتنياهو حاول شرح قوة الضغوط الأميركية، من خلال اقتباس ما قاله كبار المسؤولين الأميركيين له ولمستشاريه بشأن الاستيطان.
وتوجه نتنياهو إلى رئيس مكتبه، يوآب هوروبيتش، وقال له: «قل لهم أنت ما الذي قاله لك الأميركيون: تستطيع أن تكون خنزيراً، ولكن لا تكن جشعاً». وقال نتنياهو خلال اللقاء إن الرئيس الأميركي يعد خطة أميركية لدفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، مضيفاً أنه «قد يطرح ورقة على الطاولة».
وأضاف أن إسرائيل التزمت بقيود في كل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات، كجزء من التفاهمات مع إدارة ترمب، وأن حقيقة التزامها بتلك التفاهمات تجعل الولايات المتحدة لا تدين إسرائيل بعد كل قرار بدفع مخططات البناء في الضفة الغربية. وتعهد نتنياهو أمام قادة المجلس الاستيطاني، بأنه سيلتزم بالتعهدات التي صدرت عنه قبل أكثر من 5 سنوات، بشأن بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «بيت إيل»، كتعويض عن هدم مباني «هأولبناه»، مشيراً إلى أنه يأمل بأن يتم ذلك خلال اجتماع مجلس التخطيط الأعلى في الأسبوعين المقبلين.
وطرح بعض المشاركين في اللقاء أمام نتنياهو طلبات بدفع مخططات بناء مختلفة يصل حجمها إلى 10 آلاف وحدة سكن، فرد نتنياهو «لا يمكن عمل كل ذلك، الآن»، مضيفاً: «ما هو غير ممكن اليوم، سيكون ممكناً بعد 3 شهور».
وقالوا في ديوان رئيس الحكومة إن نتنياهو طرح، خلال اللقاء مع غرينبلات وفريدمان، رفض الفلسطينيين شجب العملية التي وقعت في مستوطنة هار ادار، أول من أمس. وأعرب عن احتجاجه على مطالبة الفلسطينيين بمحاكمة إسرائيليين في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وكذلك احتجاجه على ضم الفلسطينيين إلى «الإنتربول»، وقال: «هذه خطورة تخرق الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل».
وادعى ديوان نتنياهو أن «نشاط القيادة الفلسطينية في الأيام الأخيرة يمس بشكل خطير بفرص تحقيق السلام، وأن الحرب الدبلوماسية الفلسطينية لن تمر من دون رد». وبناء على ذلك، اقترح نتنياهو معاقبة الفلسطينيين بغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وعقبت عضو «الكنيست»، كسانيا سفاتلوفا، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، على تصريحات نتنياهو، وقالت: «نتنياهو يؤسس دولة ثنائية القومية. إذا كان قد أقنع الأميركيين فعلاً، كما ادعى، بأنه لا يوجد شيء يسمى كتلاً استيطانية، فإنه يكون قد وجه ضربة قاصمة للجهود الدبلوماسية، طويلة المدى، من أجل الاعتراف الدولي بالكتل الاستيطانية، هذا الاعتراف الذي وصل إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. البديل الذي تقود إليه سياسته واضح: دولة ثنائية القومية، ومن دون غالبية يهودية، ستكون نهاية للمشروع الصهيوني بثمن أرضاء شركائه الطبيعيين في اليمين الاستيطاني».
مساعدو ترمب لنتنياهو: كن خنزيراً في موضوع الاستيطان ولا تكن جشعاً
ينوي إقرار خطة لبناء 3 آلاف بيت ويطلب غلق ممثلية فلسطين في واشنطن
مساعدو ترمب لنتنياهو: كن خنزيراً في موضوع الاستيطان ولا تكن جشعاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة