قالت النيابة العامة البلجيكية أمس، إن صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، طلب أن يكون حاضراً خلال محاكمته المقررة في بروكسل أواخر العام الجاري بتهمة إطلاق النار على شرطيين في مارس (آذار) 2016، وقال متحدث باسم النيابة العامة: «خلافاً لما كنا نعتقد، لقد أبدى الرغبة في حضور جلسة محاكمته»، وذلك في اليوم الأول لجلسات الاستماع في غياب عبد السلام والمخصصة لتحديد جدول أعمال المحاكمة التي يفترض أن تنطلق في 18 ديسمبر (كانون الأول) وتستمر أسبوعاً. وفي أبريل (نيسان) الماضي، جرى الإعلان في بروكسل، أن سلطات التحقيق البلجيكية أوشكت على إنهاء التحقيقات، التي تتعلق بحادث تبادل إطلاق النار بين الشرطة وشخص من أصول إسلامية في إحدى الشقق بأحد أحياء بروكسل في مارس من العام الماضي، وانتهى الأمر بمقتل هذا الشخص ويدعى محمد بلقايد، بينما هرب شخصان أحدهما كان المطلوب الأمني الأول أوروبياً في ذلك الوقت (صلاح عبد السلام)، ومعه صديق له تونسي يدعى سفيان العياري، حسبما أفادت وسائل الإعلام في بروكسل وقتها.
وقال الإعلام البلجيكي إن انتهاء التحقيق في هذا الملف سيجعل السلطات البلجيكية تطلب من باريس تسليم عبد السلام لمحاكمته في هذا الملف، وتوقعت أن تتم المحاكمة قبل نهاية العام الجاري.
كانت بلجيكا قد سلمت عبد السلام إلى باريس في أواخر أبريل من العام الماضي، بناءً على مذكرة اعتقال صدرت عن السلطات القضائية الفرنسية في مارس من العام نفسه، ومنذ اعتقال عبد السلام ووفقاً لتقارير إعلامية، لا يزال يلتزم الصمت في أثناء التحقيقات. ويعتبر صلاح عبد السلام وسفيان العياري المعروف أيضاً باسم أمين شكري، المعنيين الوحيدين بهذه المحاكمة وهما يتابعان قضائياً من بين أمور أخرى بتهمة الشروع في قتل عناصر من الشرطة في سياق إرهابي. وبعد ثلاثة أيام فقط من اعتقال عبد السلام، أي في 22 مارس من العام الماضي قرر زميله محمد عبريني والأخوان إبراهيم وخالد البكراوي ومعهم شخص رابع هو نجيم العشراوي، التسريع بتنفيذ هجمات في بروكسل، وهو ما حدث بالفعل في 22 مارس من العام الماضي.
واستهدفت الهجمات مطار بروكسل وإحدى محطات القطارات الداخلية، مما أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين، وقام نجيم وإبراهيم البكراوي بالتنفيذ في مطار بروكسل بينما تراجع عبريني، في حين نفذ خالد البكراوي الهجوم في محطة القطارات الداخلية، وهو الأمر الذي ورد في أقوال عبريني في التحقيقات التي تسرب جزء منها، حسبما ذكر الإعلام البلجيكي.
وفي الأسبوع الماضي تقرر تخفيف الإجراءات المفروضة في السجن على صلاح عبد السلام، ورأت السلطات الفرنسية أن تخفيف هذه الإجراءات سوف يصب في مصلحة التحقيق، وفي نفس الوقت يمكن بذلك تفادي أي محاولة من جانب عبد السلام للانتحار قبل بدء جلسات محاكمته، حسبما نشرت وسائل الإعلام البلجيكية نقلاً عن موقع صحيفة «لابريسيان» الفرنسية. ومنذ نقل عبد السلام من بلجيكا إلى فرنسا في 27 أبريل الماضي، وهو يجلس في زنزانة انفرادية في سجن فلوري مرجوا «جنوب باريس» والمعروف بالحراسة المشددة، ويتم رصد تصرفاته على مدى ساعات اليوم الأربع والعشرين، من خلال كاميرات المراقبة، ولكن حسب المصادر الإعلامية البلجيكية فقد ظهرت على مدى الأشهر الأخيرة إشارات مقلقة بشأن الصحة النفسية لصلاح عبد السلام وبدأ رصد حالات اكتئاب، إلى جانب أعراض أخرى، مثل جنون العظمة وحب الشهرة، وخوفاً من أن يقْدم عبد السلام على الانتحار قبل بدء محاكمته تقرر تخفيف الإجراءات المفروضة عليه في السجن.
الناجي الوحيد من بين منفذي تفجيرات باريس يطلب حضور جلسات محاكمته في بروكسل
في قضية إطلاق نار على الشرطة سبقت اعتقاله بأيام قليلة
الناجي الوحيد من بين منفذي تفجيرات باريس يطلب حضور جلسات محاكمته في بروكسل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة