حفتر يعقد في روما لقاءات سرية بشأن الهجرة

TT

حفتر يعقد في روما لقاءات سرية بشأن الهجرة

بدعوة من الحكومة الإيطالية، وصل المشير ركن خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، إلى روما أمس، للاجتماع مع وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي، ووزير الداخلية ماركو بينيتي، ورئيس جهاز المخابرات الإيطالية وقادة الجيش.
ونقلت صحيفة «ميسّاجّيرو» الإيطالية أن زيارة حفتر ستتضمن عقد «لقاءات سرية» بشأن الهجرة، وبحث توفير الحماية لمواقع عمل مجموعة شركة «إيني» الإيطالية للطاقة في ليبيا.
وفي غضون ذلك نفى ليف دينغوف، رئيس لجنة الاتصال الروسية في الشأن الليبي، انحياز موسكو إلى حفتر في الأزمة الراهنة بين الأطراف الليبية. ودلل رئيس اللجنة التابعة لوزارة الخارجية ومجلس الدوما على التقارب بين جميع الأطراف في ليبيا، وقال وفقا لـ«أكي» الإيطالية إنه خلال «زيارة القائد العام للجيش الليبي لحاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف»، مطلع العام الجاري، «كان فريق الاتصال الروسي يجتمع مع جنود مصراتة (قوة البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني) الذين هزموا تنظيم داعش في سرت».
وأضاف دينغوف، نقلاً عن صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، «هذا يدل كثيراً عن موقفنا. هدفنا هو أولاً وقبل كل شيء مكافحة الإرهاب، ونحن على استعداد للتعاون مع أي طرف يساعدنا في هذا المجال، ونؤيد توطيد مؤسسات الدولة في ليبيا»، مشيراً إلى أنه لا نية في الوقت الراهن لدى موسكو «لرفع الحظر عن توريد السلاح إلى ليبيا».
في غضون ذلك، اتهم صالح قريسيعة، المتحدث باسم غرفة عمليات مكافحة «داعش»، آمر الكتيبة (48 مشاة) أحمد الدباشي، المعروف بـ«العمو»، بـ«التورط في تهريب البشر من صبراتة إلى أوروبا مقابل أموال»، وزاد موضحاً أن «الدباشي من أكبر مهربي البشر على مستوى ليبيا... وهو مسؤول عن كل من يخرج عبر البحر (الهجرة غير القانونية)، وضالع في تهريب الوقود، والسيطرة على المصارف في المدينة وتحويل العملة».
وسبق للدباشي أن اعترف بأنه «مارس عمليات تهريب البشر في صبراتة سابقاً»، لكنه «ترك هذه العمل، وأصبح يقف ضده في المدينة»، مشيراً إلى أنه «لم يتورط وأعضاء كتيبته بتحويل العملات من المصارف، كما يتردد».
من جانبه قال محمد فنيك، مساعد الدباشي، في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»، إن غرفة عمليات مكافحة «داعش»، «تحاول السيطرة منفردة على المدينة، وتلصق بنا اتهامات لم نقترفها... نحن من أبناء صبراتة، وسنظل ندافع عنها، مهما كلفنا ذلك».
ميدانياً، ما زالت الاشتباكات تتصاعد، ثم تهدأ ثانية، بين القوتين الأمنيتين التابعتين لحكومة «الوفاق الوطني» في المدينة، ما خلف 17 قتيلاً، ونحو 50 جريحاً، ونزوح غالبية سكان المدينة، وفقا للهلال الأحمر الليبي.
وحرص فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فور وصوله من نيويورك، على زيارة ميدان الشهداء بالعاصمة فجر أمس، بعد انتهاء مظاهرة دعا إليها المرشح السابق لرئاسة الوزراء عبد الباسط إقطيط، وظهر السراج وسط مجموعات قتالية، بينما طوقت أخرى أطراف الميدان.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد اتهم ليبيا بعدم التعاون في «استعادة رعاياها الخاضعين لأوامر إبعاد نهائية ببلاده»، مشيراً إلى أن «ليبيا تواجه تحديات كبيرة في تقاسم أنواع عدة من المعلومات، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالسلامة العامة وبالإرهاب واللازمة لحماية الأمن القومي».
وقال ترمب، في بيان نقلته السفارة الأميركية لدى ليبيا، مساء أول من أمس «إن الوجود الإرهابي الكبير داخل أراضي ليبيا يزيد من المخاطر التي يشكلها دخول رعاياها إلى الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنه «بناءً على ذلك، فإن دخول مواطني ليبيا معلق كمهاجرين وغير مهاجرين بواسطة تأشيرة الأعمال التجارية (ب - 1) والسياحة (ب - 2) والأعمال التجارية-السياحية (بـ1 - ب2)».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».