كشف فحص أكثر من 3000 إعلان سياسي نشرته مؤسسة روسية في موقع «فيسبوك»، خلال الحملة الانتخابية الأميركية الماضية، استغلال السود والمسلمين الأميركيين للتصويت ضد مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ولصالح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب.
بالنسبة للسود، أشارت الإعلانات إلى أنهم يشكلون خطرا جديدا على المسرح السياسي الأميركي. وبالنسبة للمسلمين، قالت إنهم، وخاصة المسلمات، سيصوتون لكلينتون، بهدف إثارة غضب غير المسلمين والتصويت لصالح ترمب.
أمس الثلاثاء، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن وزارة العدل، ولجنة الاستخبارات في كل من مجلسي الشيوخ والنواب، يحققون في هذه الإعلانات. ووصفت الصحيفة الإعلانات بأنها «ذكية، وفيها رموز وغمزات، بهدف التأثير على الناخبين الأميركيين، وبهدف زيادة التوترات بين الطوائف والجماعات العرقية والدينية في المجتمع الأميركي».
وقالت الصحيفة إن المحققين يقارنون هذه الإعلانات بإعلانات ترمب خلال الحملة الانتخابية، وذلك لأن إعلانات ترمب، أيضا، استغلت قضايا السود والمسلمين والمكسيكيين؛ لحث الأميركيين للتصويت لصالح المرشح الجمهوري.
وقالت ماليكه سيريل، متحدثة باسم منظمة سوداء في كاليفورنيا: «ليست جديدة هذه الأساليب. ليست جديدة محاولات استغلال عداء كثير من الأميركيين للسود، وللمهاجرين، وللمسلمين. تحدث مثل هذه الأشياء في كثير من دول العالم؛ لكن ما فعله الروس يبدو أنه كان بتنسيق مع حملة ترمب الانتخابية. وهنا مكمن الخطر، والخوف على نظامنا الانتخابي، وعلى حريتنا».
وقال السيناتور مارك وورنر (ديمقراطي من ولاية فرجينيا): «تعمد الروس إثارة القلاقل، وتعمدوا التأثير على الانتخابات. كان هدفهم زيادة عدد الذين سيصوتون لصالح ترمب، وتخفيض عدد الذين لن يصوتوا (من السود والمسلمين والمكسيكيين وبقية الأقليات الذين يصوتون تقليديا مع الحزب الديمقراطي)».
وقال النائب آدم شيف (ديمقراطي، ولاية كاليفورنيا): «يجب نشر كل هذه الإعلانات ليعرف الشعب الأميركي مدى سخرية وسلبية الروس، وهم يريدون نشر التفرقة في وطننا».
أمس، قال تلفزيون «سي إن إن»، إن «فيسبوك» اكتشفت أن الروس اشتروا إعلانات في نحو 500 صفحة مقابل أكثر من 100 ألف دولار، خلال الشهور التي سبقت التصويت في الانتخابات الرئاسية الماضية. وإن نسبة كبيرة من هذه الصفحات كانت لمشتركين داخل الولايات المتحدة. ويقدر عدد المشتركين الأميركيين بأكثر من 300 مليون حساب، من جملة أكثر من ملياري حساب حول العالم.
وأضافت القناة التلفزيونية أن كثيرا من الإعلانات كتبت بأسماء تبدو أميركية، وذلك لإخفاء أن أصحاب الإعلانات أجانب، وأنهم يعملون لحساب روسيا. وأشارت القناة إلى أن تدخل الروس في الشؤون الداخلية الأميركية كان قد انخفض بعد سقوط الاتحاد السوفياتي قبل نحو 30 عاما؛ لكنه عاد نشطا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.
في عام 2014، في مقابلة مع تلفزيون «سي بي إس»، قال بوتين، منتقدا النظام الديمقراطي الأميركي: «هل تعتقدون أن كل شيء مستقر في ظل نظامكم الديمقراطي؟ إذا كان هذا هو الحال، لما كانت هناك اشتباكات عنصرية (إشارة إلى مواجهات عنصرية في فيرجسون، وولاية إلينوي، في ذلك الوقت)». وأضاف بوتين: «دورنا هو أن نفحص هذه التطورات، وترد عليها بالصورة التي نراها مناسبة».
روسيا استهدفت السود والمسلمين في الانتخابات الأميركية
اشترت أكثر من 3 آلاف إعلان في «فيسبوك» خلال الحملة
روسيا استهدفت السود والمسلمين في الانتخابات الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة