هيغواين: في يوفنتوس نلعب من أجل الفوز بكل شيء

المهاجم الأرجنتيني تعلم من والده كيف يقهر المدافعين ليصبح أحد أفضل هدافي العالم

هيغواين متعطش لحصد لقب دوري الأبطال مع يوفنتوس
هيغواين متعطش لحصد لقب دوري الأبطال مع يوفنتوس
TT

هيغواين: في يوفنتوس نلعب من أجل الفوز بكل شيء

هيغواين متعطش لحصد لقب دوري الأبطال مع يوفنتوس
هيغواين متعطش لحصد لقب دوري الأبطال مع يوفنتوس

تحدث المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين في مقابلة حصرية طويلة مع «الغارديان» عن «التزامه» بتسجيل الأهداف، وكيف شاهد الظاهرة البرازيلية رونالدو أكثر من مليوني مرة وهو يهز شباك الخصوم، ولماذا يجب أن يهتم أي لاعب بسلوكه في المقام الأول.
لا يتذكر مهاجم المنتخب الأرجنتيني ونادي يوفنتوس الإيطالي غونزالو هيغواين أول هدف سجله في مسيرته الكروية، لكن يمكنه أن يخبرك بالهدف الذي سجله في نادي ريفر بليت الأرجنتيني وهو في الثامنة عشرة من عمره، أو أن يحدثك عن أول هدف سجله بقميص ريال مدريد الإسباني خارج ملعبه أمام أتليتكو مدريد، أو كيف أحرز هدفاً رائعاً من لمسة سحرية في ظهوره الأول مع المنتخب الأرجنتيني في مرمى بيرو.
يقول هيغواين: «لا أتذكر ما سجلته في أيام طفولتي، لكني أتذكر فقط كل الأهداف الأخرى التي سجلتها في بداية مسيرتي مع الأندية والمنتخبات».
ربما لا يتعين علينا أن نشعر بالدهشة من أن ينسى اللاعب أول هدف سجله في مشواره الكروي نظراً للأهداف الكثيرة التي أحرزها، ويكفي أن نعرف أنه سجل 60 هدفاً في آخر موسمين له في الدوري الإيطالي الممتاز، بعيداً عن الأهداف الأخرى التي سجلها في مباريات الكأس. وقد وصل عدد الأهداف التي سجلها هيغواين في مسيرته الكروية حتى الآن إلى نحو 300 هدف.
كان والد هيغواين لاعب كرة قدم محترفاً، ولذا عشق كرة القدم منذ نعومة أظافره. ويمتلك هيغواين جواز سفر فرنسياً لأن والده، خورخي، وافق على الانتقال من بوكا جونيورز إلى بريست الفرنسي بعد أشهر قليلة من ميلاد غونزالو.
وبعد 3 عقود، لا يشك هيغواين في أنه يدين بجزء كبير من مسيرته الكروية الناجحة إلى والده، ويقول: «بالطبع أدين له بجزء كبير من نجاحي. لقد كان مدافعاً، لذا فقد علمني كل الأشياء التي لا يحبها المدافعون. ومن هذا المنطلق، فأنا أتفوق عليهم منذ البداية. وحقيقة أنه لعب في الخط الخلفي تعني أنه كان قادراً على أن يخبرني بالأشياء التي تمكنني من التغلب على المدافعين».
لكن ما هذه الأشياء بالضبط؟ يقول هيغواين: «لا، لن أخبرك بها، فهي سر».
ويعد تسجيل الأهداف هو أهم شيء في حياة هيغواين، الذي أجرى هذه المقابلة الصحافية دون مقابل. وفي الحقيقة، لم يكن خورخي هو المعلم الوحيد لهيغواين، فربما كانت أفضل المواد التعليمية بالنسبة للاعب توجد على موقع «يوتيوب»، التي تتمثل في مقاطع فيديو للاعب البرازيلي الكبير رونالدو.
يقول هيغواين: «لقد شاهدت أهدافه مليوني مرة. وبالنسبة لي، هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه».
قد يتمتع هيغواين بالقوة البدنية الهائلة نفسها التي كان يتمتع بها رونالدو والرغبة في استخدام القوة والمهارة معاً للتغلب على دفاعات الفرق المنافسة. لكن عندما سئل هيغواين عن المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المهاجم الجيد، تحدث عن أهمية وجود الدافع والتعطش لتحقيق مزيد من الانتصارات والإنجازات، وأن يركز اللاعب بشكل كامل داخل المستطيل الأخضر. وقال: «بالنسبة لي، فأنا دائماً أضع صورة الأهداف في مخيلتي، وهذا شيء أساسي في اعتقادي».
وكان زميل هيغواين السابق في نادي نابولي، دريس ميرتينز، قد صرح بشيء مشابه في مقابلة صحافية أجريت معه خلال العام الحالي، عندما أكد أن هيغواين يستيقظ من النوم كل يوم وهو يضع تسجيل الأهداف نصب عينيه.
قد يمكننا أن نقول إن ذلك يعد هوساً بكرة القدم، لكن اللاعب الأرجنتيني يقول: «لا، ليس الأمر كذلك. إنه أكثر من مجرد التزام، ومن الطبيعي أن يكون تسجيل الأهداف شيء أساسي بالنسبة للمهاجم».
ويؤكد هيغواين أنه يستمتع بعمله، وفي الحقيقة يظهر هذا واضحاً للغاية لأي شخص يرى هيغواين وهو يحتفل بتسجيل الأهداف، فسواء كان الهدف الذي يحرزه في مرمى فريق عملاق مثل برشلونة الإسباني أو في نادٍ متواضع مثل فروزينوني الإيطالي، وسواء جاء هذا الهدف بطريقة سهلة من أمام خط المرمى أو بتسديدة صاروخية من على بعد 30 ياردة، فإنه يحتفل بالهدف بالطريقة نفسها.
وعندما سأل صحافي من صحيفة «الموندو» الإسبانية هيغواين عن العيش تحت أضواء وسائل الإعلام، أكد المهاجم الأرجنتيني أنه يتعامل مع مثل هذه الضغوط والأضواء منذ أن لعب في الفريق الأول لنادي ريفر بليت. وأضاف: «دائماً ما كنت أريد ذلك، وهذا هو السبب في أنني ألعب كرة القدم. والشخص الذي لا يمكنه أن يشعر بهذه الضغوط لا يحب هذه الرياضة. كرة القدم هي عبارة عن ضغط متواصل، من يوم لآخر، ويتعين على اللاعب أن يعرف كيف يتعايش مع ذلك».
وفي الحقيقة، يتعامل هيغواين مع هذه الضغوط بطريقة أفضل من معظم اللاعبين. فكم عدد اللاعبين في الأندية الكبرى في أوروبا الذين حافظوا على نجاحهم وتألقهم بشكل متواصل على مدى العقد الماضي؟ فخلال مسيرته من ريال مدريد مروراً بنابولي ووصولاً إلى يوفنتوس، استمر هيغواين في هوايته المفضلة في إحراز الأهداف ووصل معدله التهديفي إلى هدف في كل مباراتين عاماً بعد آخر - حتى خلال تلك الفترة التي كان يشارك فيها بديلاً مع ريال مدريد.
ويمكن القول إن مستوى هيغواين يتطور من عام لآخر، ويكفي أن نعرف أن المهاجم الأرجنتيني قد أحرز أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد في تاريخ الدوري الإيطالي الممتاز عندما سجل 36 هدفاً في موسم 2015/ 2016، رغم أنه غاب عن 3 مباريات في ذلك الموسم بسبب الإيقاف. وفي دوري أبطال أوروبا، تحسن معدله التهديفي أيضاً منذ وصوله إلى إيطاليا، حيث سجل 10 أهداف في 19 مباراة لنابولي ويوفنتوس.
ومع ذلك، نجح هيغواين في أن يحول كل هذا الكلام عن الضغط إلى شيء مبهج على ما يبدو. فهل يمكن أن تظل كرة القدم لعبة ممتعة عندما يكون اللاعب مدركاً حجم التوقعات التي ينتظرها الجميع منه والضغوط الكبيرة الموضوعة على كاهله؟
يقول هيغواين مبتسماً: «كرة القدم بالنسبة لي هي أكثر رياضة متغيرة باستمرار في العالم، لأنك قد تنجح في تسجيل الأهداف في 7 مباريات متتالية، ثم تتوقف عن التهديف في مباراتين بعد ذلك، وينظر إليك الجميع حينئذ على أن مستواك قد انخفض وأنك أصبحت في أزمة».
ويضيف: «لكن هذا هو ما يحدث مع الأشخاص الذين يتسمون بالقوة فيما يقومون به، أليس كذلك؟ اعتاد الجميع على أن يروك وأنت تحرز كثيراً من الأهداف، ولذا فعندما تتوقف عن التسجيل في مباراتين، فإنهم يشعرون بالدهشة. إنه شيء آخر جميل ورائع، ولذا فأنا أقول إن كرة القدم دائمة التغير. لكنها مع ذلك تظل لعبة ممتعة».
وفي الحقيقة، تركز إجابة هيغواين عن هذا السؤال على ردود فعل الناس وليس على تجربة اللاعب نفسه داخل الملعب، ولذا قد يتعين علينا أن نعيد صياغة السؤال ليصبح كالتالي: نحن نعرف بالطبع أن هيغواين يعشق وضع الكرة داخل الشباك، لذا هل يكمن جمال كرة القدم في اللعب أو في تحقيق الفوز؟
يقول هيغواين: «بالنسبة لي، يكمن جمال كرة القدم في تحقيق الفوز. وبالطبع سيكون من الأفضل لو تمكنت من اللعب بشكل جيد وتحقق الفوز بتسجيل الأهداف أيضاً. لكن لو لعبت بشكل جيد وفشلت في تحقيق الفوز، فهذا يعني أنك لم تحقق أي شيء في نهاية المطاف». وقد حصل هيغواين على كثير من البطولات والألقاب، بما في ذلك لقب الدوري الإسباني 3 مرات ولقب الدوري الإيطالي مرة واحدة، بالإضافة إلى عدد من بطولات الكأس في إيطاليا وإسبانيا. لكن عندما نتحدث عن البطولات والألقاب، يكون من المستحيل تجاهل الحديث عن اقترابه من الحصول على عدد من أكبر البطولات في عالم كرة القدم. وخلال الثلاثة أعوام ونصف العام الماضية، خسر هيغواين المباراة النهائية لكأس العالم ودوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى المباراة النهائية لكوبا أميركا مرتين. صحيح أن خسارة هذه المباريات كانت مسؤولية جماعية للفريق وليست فردية، لكن هيغواين قد أضاع عدداً من الفرص كان كفيلاً بأن يغير الأمور كثيراً ويقلب نتائج تلك المباريات رأساً على عقب. فهل جعل ذلك اللاعب يعيد التفكير فيما كان يتعين عليه القيام به؟ وهل بدأ يشعر بأن سوء الحظ يلازمه في المباريات الكبرى؟
يقول هيغواين بشكل قاطع: «لا، أنا أؤمن دائماً بأنه من الرائع أن تفوز بالمباريات المهمة، لكن من المهم أيضاً أن تصل إلى هذه المرحلة، وأنا أؤمن بذلك تماماً. لقد وصل يوفنتوس للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مرتين خلال الثلاث سنوات الماضية، وهذا شيء صعب للغاية». في الواقع، لن يقتنع الجميع بهذه الإجابة، لأن الجميع يبحث عن الفوز في كرة القدم الحديثة، ولأن الصحف ووسائل الإعلام تخرج للتحدث عما حققه كل لاعب من نجاحات وإخفاقات، وحتى الفريق الذي يصل إلى المباراة النهائية بعد تخطيه كل المنافسين ثم يخسر اللقب في النهاية بات ينظر إليه على أنه ربما الخاسر الأكبر، لأنه كان على بُعد أمتار قليلة من الوصول إلى الهدف الأكبر، وهو الحصول على اللقب.
وقد تكون الإجابة المناسبة من وجهة نظر هيغواين هي أنه يستمتع بما يحققه ويتغلب على الإخفاقات، حيث يقول: «فلسفتي في كرة القدم هي أن تكون سعيداً بما تقوم به. عندما يقولون إنك واحد من أقوى اللاعبين في العالم يتعين عليك أن تواصل العمل بالطريقة نفسها التي تعمل بها عندما يقولون إنك قد انتهيت».
ويضيف: «يتعين عليك أن تهتم بالأشخاص الذين يريدون لك الخير وبزملائك في الفريق والعاملين في النادي. فأنا أهتم بما يقوله والدي أو مديري الفني أو رئيس النادي الذي ألعب له، لكنني لا أهتم بما يقوله أي شخص لا يعرفني ولا يقول ذلك لكي يساعدني على أن أكون أفضل».
ووسط كل هذا الصخب، يؤكد هيغواين (29 عاماً)، أن أهم شيء هو أن يؤمن اللاعب بقدراته وإمكانياته وبالهدف الذي يسعى لتحقيقه. وعن طموحاته في عالم كرة القدم يقول المهاجم الأرجنتيني: «أريد أن أدون اسمي بين أفضل لاعبي كرة القدم. ولكي تتمكن من تحقيق ذلك، يتعين عليك أن تتحلى بالتواضع اللازم لكي تواصل التطور، وخير مثال على ذلك الحارس الإيطالي جيجي بوفون الذي يقترب من عامه الأربعين لكنه يؤمن بأنه يمكنه التطور. هل لنا أن نتخيل ذلك؟ وأنا أيضاً أشعر بأنه يمكنني تطوير مستواي للأفضل، فأنا ما زلت صغيراً في السن، وأتمنى أن أواصل العطاء في كرة القدم سنوات أخرى كثيرة».
وبعيداً عن المنافسة الشديدة في عالم كرة القدم، من الواضح أن هيغواين يتمتع ببعض القيم الأخرى والأكثر أهمية، حيث يقول: «على المستوى الإنساني، أنا أحب أن أكون أباً جيداً لأطفالي عندما يكون لدي أطفال، وأن أكون رجلاً صالحاً. عندما تقوم بأشياء جيدة بعيداً عن كرة القدم، فهذا ينعكس على أدائك داخل الملعب، والعكس صحيح». وأضاف: «ربما هناك لاعب أو اثنان قد كسرا هذه القاعدة، لكن لو كنت جيداً مع نفسك وإذا كانت لديك طاقة إيجابية بنسبة 8 من 10 فسيكون هذا شيئاً رائعاً وسينعكس على أدائك. وهذا هو السبب الذي يجعلني أؤمن بأن ما تقوم به على المستوى الإنساني مهم للغاية. لكن للأسف، فإن كثيرين لا يعطون أهمية لذلك، ويتعاملون مع العمل على أنه أكثر أهمية من الجوانب الإنسانية».
ويضع هيغواين وشماً جديداً للأحرف الأولى لأفراد عائلته على ذراعه اليمنى، في إشارة إلى أنهم الأهم بالنسبة له في هذا العالم. ويستعد هيغواين بكل قوة وحماس لمباراة يوفنتوس المهمة غداً أمام أولمبياكوس اليوناني في الجولة الثانية لدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، خصوصاً بعد الخسارة الثقيلة في الجولة الأولى أمام برشلونة.
وعندما سئل عن طموحه للموسم الجديد، قال هيغواين دون تردد: «كل شيء، هنا في يوفنتوس نحن نلعب من أجل الفوز بكل شيء، وهذه هي الطريقة التي نفكر بها هنا. وهذا هو أول شيء تتعلمه بمجرد دخولك من باب النادي لأول مرة. كنا قريبين من الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وسوف نحاول مرة أخرى خلال العام الحالي». يذكر أن يوفنتوس جعل من هيغواين اللاعب صاحب الأجر الأعلى في إيطاليا بعدما استقدمه من نابولي مقابل 100 مليون يورو. ويدفع يوفنتوس لهيغواين راتباً سنوياً يقدر بـ7.5 مليون يورو، ممكن أن يصل إلى 10 ملايين يورو، وفقاً لحجم مكافآت وحوافز الفوز بالألقاب. وإذا كان لا يتذكر غونزالو هيغواين أول هدف سجله في مسيرته الكروية، فربما ذلك يعود إلى أنه يفكر دائماً في الهدف المقبل وليس فيما مضى.


مقالات ذات صلة

مدرب ماينز: الفوز على بايرن إنجاز هائل... تفوقنا على أفضل نادٍ في ألمانيا

رياضة عالمية بو هنريكسن (أ.ب)

مدرب ماينز: الفوز على بايرن إنجاز هائل... تفوقنا على أفضل نادٍ في ألمانيا

أعرب بو هنريكسن المدير الفني لنادي ماينز عن فخره بفوز فريقه على ضيفه بايرن ميونيخ البطل القياسي لدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ماينز)
رياضة عالمية أندريس إنييستا (أ.ف.ب)

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

ودَّع نجم كرة القدم الإسباني المعتزل، أندريس إنييستا، مسيرته الكروية (الأحد) في مباراة استعراضية بين أساطير برشلونة وريال مدريد في طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بجائزة أفضل ناد في أفريقيا (رويترز)

جوائز أفريقيا: الأهلي ينافس الزمالك على «أفضل نادٍ»

يتجدد الصراع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك عبر جائزة أفضل نادٍ في أفريقيا التي سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بها.

«الشرق الأوسط» (مراكش)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».