يحل أكثر من 70 شاعراً عربياً في ضيافة مدينة صفاقس التونسية للمشاركة في فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الأيام العربية الدولية للقصيد الذهبي التي انطلقت يوم 20 سبتمبر (أيلول) الحالي لتتواصل إلى غاية اليوم، في ظل احتفاء حقيقي بالقصيدة العربية وميزاتها الفنية والفكرية.
الدورة الجديدة اختارت الاحتفاء بالشاعر الإماراتي محمد عبد الله البريكي وحملت هذه الدورة اسمه، فيما وقع تكريم الفنان التونسي عز الدين الباجي فضلاً عن تكريم الكاتب العراقي عبد الرحمان مجيد الربيعي بالمناسبة نفسها.
وعلى مدى 7 أيام وليالٍ، قدم المهرجان كثيراً من الشعر وكثيراً من التجارب الشعرية، ما حول مدينة صفاقس التي احتفت خلال السنة الماضية باحتضانها تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، إلى مدينة للشعر العربي حيث تحولت القراءات الشعرية إلى سجالات لا تختلف عن العكاظيات المعروفة في التاريخ العربي، وهو ما أحيا جذوة الشعر لدى كثير من المتابعين لهذا المهرجان.
وكانت الانطلاقة خلال اليوم الافتتاحي من هذا المهرجان، حيث التأمت عكاظية شعرية وكانت مناسبة لقراءات شعرية تنبع من تجارب شعرية مختلفة، واستمتع الحاضرون بسماع قصائد محمد عبد الله البريكي من الإمارات العربية المتحدة، وجبار فرحان العكيلي، وخضير الرميثي من العراق، وتوفيق ومان من الجزائر، وإدريس المرابط من المغرب وأحمد قنديل من مصر، وجميل أبو صبيح ومحمد علي الدنقلي وسالم العالم من ليبيا، وروال اشتية من فلسطين، ومن تونس شارك الشعراء الطيب الهمامي وصالح السويسي والجليدي العويني.
وفي هذا الشأن، قال الشاعر التونسي صالح السويسي لـ«الشرق الأوسط»، إنها فرحة طفولية لا تنسى وحظوة كبيرة يلقاها الشعر والشعراء في هذا المهرجان.
وكان هذا المهرجان مناسبة لتنظيم ندوة علمية تحت عنوان «الشعر والوسائط الاجتماعية: إلى أين؟»، وفيها جلسة أولى برئاسة أحمد الصائغ رئيس مؤسسة النور بالسويد وفيها مداخلات لكل من الدكتورة فائزة سعد من مصر والدكتورة أحلام معمري من الجزائر والدكتور نديم العبد الله من العراق والدكتور سمير السحيمي من تونس.
وبدا التساؤل مشروعاً من خلال مختلف المداخلات التي أكدت تشعب طرق نشر الشعر وحسن الاستماع إليه خلال السنوات الأخيرة، حيث ضاعت أو تكاد ضوابط الشعر التقليدي، وباتت عبارة «حفظ 5 آلاف بيت من الشعر ونسيانها» كشرط أساسي من شروط ممارسة الشعر، من مخلفات الماضي.
وخلال جلسة ثانية من الندوة العلمية نفسها، ترأس الدكتور صالح العلواني من جامعة ليون بفرنسا هذه الجلسة، وفيها مداخلات لكل من الدكتورة فاطمة الحاجي من ليبيا والدكتور إدريس المرابط من المغرب والدكتور جبار فرحان العكيلي من العراق، وفيها تأكيد على صعوبة نظم الشعر في عالم اليوم وارتفاع نسبة عدم الإنصات إلى القصائد الشعرية بأنواعها من قبل الفئات الشابة التي تعلقت هممها بعوالم افتراضية مبنية على الإثارة الساذجة والبحث عن الغريب من الأحداث، ما جعل ذائقة الشعر تخبو بمرور الوقت.
وحظي العرض الفني الذي قدمته فرقة «المحفوظية» من الجزائر باهتمام ضيوف المهرجان، حيث قدمت لوحات من الفلكلور الجزائري العريق بددت من خلالها غيوم الحداثة التي قدمتها الندوة العلمية حول الشعر والوسائط الاجتماعية.
{الأيام العربية الدولية للقصيد الذهبي} يختتم فعالياته في تونس
احتفى بالشاعر الإماراتي محمد عبد الله البريكي

{الأيام العربية الدولية للقصيد الذهبي} يختتم فعالياته في تونس

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة