موظفو لبنان ومعلموه في إضراب عام اليوم

مرشح للتوسع مع توجه الحكومة لتعليق زيادة الرواتب للقطاع العام

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ترأس أمس الجلسة الاستثنائية المخصصة لمناقشة موضوع إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ترأس أمس الجلسة الاستثنائية المخصصة لمناقشة موضوع إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب (دالاتي ونهرا)
TT

موظفو لبنان ومعلموه في إضراب عام اليوم

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ترأس أمس الجلسة الاستثنائية المخصصة لمناقشة موضوع إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ترأس أمس الجلسة الاستثنائية المخصصة لمناقشة موضوع إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب (دالاتي ونهرا)

على وقع الإرباك الذي أحدثه قرار المجلس الدستوري بإبطاله قانون الضرائب الأسبوع الماضي، تواجه الحكومة اللبنانية مأزق تأمين إيرادات زيادة الرواتب التي كانت قد اعتمدت في تمويلها على هذا القانون، وهو ما جعلها أمام غضب موظفي القطاع العام والمعلمين الذين أعلنوا اليوم إضرابا شاملا بانتظار ما ستؤول إليه المشاورات السياسية، محذرين من تعليق العمل بـ«سلسلة الرتب والرواتب».
وفي حين من المتوقع أن تتخذ الحكومة التي عقدت أمس جلسة استثنائية، قرارا بتعليق «سلسلة الرتب والرواتب»، وهو ما أعلنه صراحة أمس وزير الإعلام ملحم رياشي، توالت الدعوات إلى الإضراب من قبل نقابات عدة، أبرزها «هيئة التنسيق النقابية» التي تضم نقابتي المعلمين؛ (الخاص والعام)، إضافة إلى الاتحاد العمالي العام. ومع تحذير هذه القطاعات من اللجوء إلى الإضراب المفتوح إذا لم تلتزم الحكومة بالقانون المتعلق بزيادة الرواتب، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس أن «قرار المجلس الدستوري بإلغاء الجدول الضرائبي هو ممارسة لدوره الطبيعي الذي يشكّل حجراً أساسيا في بناء دولة المؤسسات».
وترأس أمس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أمس، الجلسة الاستثنائية للحكومة المخصصة لمناقشة موضوع إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب. وفي مستهل الجلسة، تحدث الحريري بقوله: «الحكومة مصممة على تنفيذ سلسلة الرتب والرواتب، فهي مؤتمنة على تنفيذ القوانين والتشريعات التي يسنها المجلس النيابي وعلى الدستور والمؤسسات، كما على الاستقرار النقدي والمالي»، مؤكدا في الوقت عينه على احترامها قرار المجلس الدستوري إبطال القانون الذي يمول السلسلة.
ومن المتوقع أن يلقى إضراب اليوم تجاوبا كبيرا من الموظفين في القطاعات الداعية للإضراب، بحسب ما أكد أمين عام نقابة المعلمين في لبنان وليد جرادي، وقدّر أن يشارك فيه أكثر من 125 ألف موظف بين إدارات عامة ومعلمين.
وقال جرادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «بعد إضراب الاثنين، سيتخذ القرار النهائي بهذا الشأن بناء على القرارات التي من المفترض أن تتخذها الحكومة، وبالتأكيد سنلجأ إلى التصعيد إذا اتخذ أي قرار بتعليق الزيادة». وأضاف: «هم يقولون إنهم بحاجة إلى شهر واحد لاتخاذ قرار بشأن مصادر تمويل (السلسلة)، ونحن نقول إذا كانوا جادين فيما يعلنونه وهناك نية صادقة للسير قدما بإعطاء الزيادة، فبإمكان الدولة تحمل تكلفة شهر أكتوبر (تشرين الأول)، على أن يكونوا قد توصلوا إلى حل في الشهر المقبل، أما إذا اتخذ قرار التعليق، فهنا ستدخل (سلسلة الرتب والرواتب) في التأجيل المجهول إلى أجل غير مسمى، ويكون بالتالي حجة لإسقاطها».
وأصبحت الحكومة اليوم أمام حلين؛ أما تعليق القانون، وهو الأمر الذي سيمدّد المواجهة مع الموظفين، أو تأمين الإيرادات خلال أيام قليلة. من هنا باتت السلطة تسابق الوقت مع اقتراب نهاية الشهر، بحيث كان القطاع العام، الذي بدأ العمل وفق القانون الجديد خصوصا فيما يتعلق بتمديد الدوام اليومي والتعطيل يومي السبت والأحد، ينتظر أن يقبض رواتبه مع الزيادة التي نص عليها القانون الجديد مع بداية أكتوبر. مع العلم بأن هناك شبه إجماع، ليس فقط من الخبراء الاقتصاديين، إنما أيضا من قبل المسؤولين والأفرقاء السياسيين على أن تأمين الإيرادات ممكن إذا تمكنت السلطة من تنفيذ إصلاحات ووضع حد للهدر، على أن يترافق هذا الأمر مع وضع الموازنة العامة وإجراء قطع الحساب، وهما الخطوتان اللتان لم يتم التقيد بهما وفق الأصول الدستورية قبل فرض الضرائب وزيادة الرواتب.
وأمس دعا كل من «الاتحاد العمالي العام» و«هيئة التنسيق النقابية» وعدد من اتحادات النقابات، للإضراب التحذيري والشامل اليوم الاثنين، في الإدارات الرسمية والمدارس الخاصة والعامة والبلديات ومرفأ بيروت والضمان الاجتماعي ومؤسسات المياه والكهرباء وغيرها. وقال «الاتحاد العمالي» في بيان له إن «القرار جاء بعد عجز الحكومة عن تنفيذ القوانين التي تسنها السلطة التشريعية، لا سيما بعد التلويح بتأجيل أو تعليق قانون (سلسلة الرتب والرواتب) من قبل مجلس الوزراء، والانقلاب على الحقوق المكتسبة للموظفين في الإدارات العامة والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.