وزير الداخلية المصري: قواتنا تمتلك «زمام المبادرة» في معركتها ضد الإرهاب

السجن 5 و10 سنوات لـ«إخوانيَين» أُدينا في أحداث عنف جنوب القاهرة

وزير الداخلية المصري («الشرق الأوسط})
وزير الداخلية المصري («الشرق الأوسط})
TT

وزير الداخلية المصري: قواتنا تمتلك «زمام المبادرة» في معركتها ضد الإرهاب

وزير الداخلية المصري («الشرق الأوسط})
وزير الداخلية المصري («الشرق الأوسط})

في حين قضت محكمة مصرية، أمس، بمعاقبة متهمَين اثنين من عناصر جماعة الإخوان، بالسجن المشدد 5 و10 سنوات، عقب إدانتهما بارتكاب أعمال عنف جنوب العاصمة القاهرة، قال اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري، إن بلاده تخوض معركة شرسة وغير مسبوقة مع الإرهاب، لكنه أكد أن «الشرطة أصبحت تمتلك زمام المبادرة، ونجحت خلال الفترة الماضية في توجيه ضربات استباقية».
ومنذ عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، تشهد مصر موجة من أعمال العنف والتفجيرات، التي عادة ما تستهدف عناصر الجيش والشرطة، وبخاصة في محافظة شمال سيناء.
وتتهم السلطات الإخوان، المصنفة رسميا جماعة إرهابية، بالمسؤولية عن أعمال العنف، إضافة إلى تنظيمات متشددة أخرى، تقول السلطات إنها على صلة بالجماعة، من أبرزها «أنصار بيت المقدس» الناشط في سيناء، وحركة «حسم» التي تبنت عمليات مسلحة أخيرا في القاهرة والدلتا.
وخلال لقائه أمس بمقر أكاديمية الشرطة، مع عدد من الضباط الجدد، قال اللواء عبد الغفار، إن «الدولة المصرية تخوض معركة شرسة غير مسبوقة مع الإرهاب، الذي يسعى بشتى الطرق إلى تقويض دعائم استقرار الدولة، واستعرض المُعطيات الراهنة للموقف الأمني»، مشيراً إلى أن «مهمة القضاء على الإرهاب، مهمة وطنية يضطلع بها رجال الشرطة جنباً إلى جنب مع أشقائهم رجال القوات المسلحة».
وشدد وزير الداخلية على «ضرورة الحفاظ على تلك الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار وتطوير فعاليات مواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة بكافة أشكالها وصورها»، محذرا من «انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب، ولا سيما مع انتشار وسائل التواصل الحديثة، واستغلالها في تزييف وعي الشباب».
ودعا إلى «ضرورة استيعاب الخطط الأمنية لحجم التهديدات الإرهابية، وبخاصة في ظل التحديات الراهنة والأخطار المتزايدة التي تحيط بالمنطقة، وملابسات الوضع الإقليمي، وما طرأ عليه من متغيرات، ومحاولة العناصر الإرهابية استغلال تلك الأوضاع؛ لارتكاب أعمال إرهابية، بهدف زعزعة الاستقرار، ليس فقط في المنطقة، بل العالم بأسره».
وأضاف الوزير «رغم التحديات المتلاحقة، فإن جهاز الشرطة أصبح يملك زمام المبادرة، ونجح خلال الفترة الماضية في توجيه ضربات أمنية استباقية خلال معركته الحاسمة والفاصلة ضد الإرهاب، لحماية المجتمع من شروره، وتقويض الجريمة بكافة صورها، بما انعكس على حالة الاستقرار الأمني بصفة عامة».
وقتل نحو 20 شرطيا في 11 من سبتمبر (أيلول) الحالي، في عملية استهدفت قوة أمنية بطريق «القنطرة- العريش» شمال سيناء، وأعلنت مواقع محسوبة على تنظيم داعش المسؤولية عنها.
وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ في عموم البلاد من منذ أبريل (نيسان) الماضي، عقب سلسلة هجمات إرهابية شهدتها مصر.
وأوضح وزير الداخلية المصري، أن رسالة الأمن وإنفاذ القانون لها قواعد وأسس، يأتي في مقدمتها حماية الحقوق والحريات وصونها، والحفاظ على كرامة المواطنين، وفقاً لما كفله الدستور والقانون، مشددا على أن الحرص على تطبيق تلك القواعد، يعد ركيزة لنجاح رسالة الأمن.
وأكد الوزير، أهمية تطبيق القواعد القانونية في حالات الاشتباه والضبط والاحتجاز خلال التصدي للأنماط الإجرامية المختلفة، مشدداً على أن الوزارة حريصة على تطبيق تلك القواعد وإخضاعها للرقابة المباشرة من القيادات الأمنية، وأن سياسات الوزارة ترفض بصورة قاطعة وقوع أي انتهاكات بشأنها.
ووجه اللواء عبد الغفار رسالة للضباط بـ«ألا يشغلهم العمل الأمني ومهامه المختلفة عن كفالة حقوق الإنسان والحفاظ على كرامة المواطنين»، مشددا على أن «سياسة الوزارة لا تتسامح مع أي متجاوز، وتحرص على مساءلته».
في السياق، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بمعاقبة متهمَين اثنين من عناصر جماعة الإخوان، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات للأول، والسجن لمدة 5 سنوات للثاني، وذلك في ختام إعادة إجراءات محاكمتهما، حيث أدانتهما المحكمة وآخرين بارتكاب أحداث عنف وتفجيرات بمنطقة حلوان.
تضمن الحكم وضع المحكوم عليهما تحت المراقبة الشرطية عقب انتهاء مدة العقوبة، لمدة 5 سنوات، مع تبرئة اثنين من الشهود ممن كان قد تم الاستماع إلى شهادتيهما أثناء جلسات إعادة إجراءات محاكمة المتهمين، من تهمة الشهادة الزور في القضية.
وسبق للمحكمة أن قضت في يناير (كانون الثاني) الماضي بمعاقبة المتهمين المذكورين محمد أنور توفيق وعمرو عيد بيومي، غيابيا بالسجن المشدد لمدة 15 عاما لكل منهما، قبل أن تجري إعادة إجراءات محاكمتهما حضوريا ليتم الاستماع إلى الشهود والمرافعات من جديد.
وكانت النيابة العامة قد أحالت 8 متهمين في القضية إلى محكمة الجنايات، لقيامهم في غضون الفترة من 14 أغسطس (آب) 2013 وحتى 30 يونيو (حزيران) 2015 بدائرة قسم حلوان، بتولي قيادة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والاعتداء على أفراد ومنشآت الشرطة والمنشآت العامة.
وأكدت النيابة، أن المتهمين حازوا وأحرزوا وصنعوا مواد تعتبر في حكم المفرقعات، واستعملوها في الوقائع محل الاتهام، على نحو من شأنه إلحاق الضرر بالناس وأموالهم للخطر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.