قرارات تاريخية

قرارات تاريخية
TT

قرارات تاريخية

قرارات تاريخية

من نافلة القول إن غالبية المقالات الرياضية في المملكة العربية السعودية دارت وتدور وستدور حول القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الجديد لهيئة الرياضة تركي آل الشيخ، الذي أكد أنه منذ تعيينه لا يرى سوى السيفين والنخلة، أي أنه يرى بعيون وطنه وليس بعيون ميوله (ومن منا بلا ميول). وعلى ذكر الميول فأنا لا أرى غضاضة أبداً في أن يكون للمسؤول ميول، فهو إنسان مثلنا يحب ويتابع ويعشق هذا النادي بعينه، وإلا فهو لا ينتمي للوسط الرياضي ولا يعرف مشكلاته وهمومه وطموحاته، ولكن المشكلة فقط، إن كانت لدى المسؤول أو الإعلامي، هي التعامل مع الأمور والحقائق والمستجدات من منطلق هذه الميول.
ومن نافلة القول أيضاً إن غالبية رؤساء الأندية يقولون إنهم متطوعون لخدمة هذه الكيانات التي يعشقونها، ولكن الحب لا يعني عدم الخضوع للمساءلة لأن الأندية ليست ملكيات شخصية، ومن ارتضى أن يتعاطى الشأن العام فعليه قبول تبعات هذا التعاطي، وبالتالي لا أحد فوق المساءلة حتى لو كان متطوعاً، ويكفينا الاستماع لأسطوانة (متطوع لخدمة النادي).
ومن بين حزمة القرارات الأخيرة غير التي صدرت يوم الثلاثاء، أرى شخصياً أن من أهمها هو إلزام الأندية بعقد جمعيات عمومية استثنائية ورفع تقارير مالية بالإيرادات والمصروفات والديون، لأن ما حدث ويحدث في (غالبية الأندية) تجاوز كل حدود المعقول أو المقبول وبات من المطلوب وضع حلول جذرية ونهائية لها.
من القرارات (التاريخية) موضوع اللاعبين مواليد المملكة من غير السعوديين والسماح بلاعب واحد مع بدء فترة التسجيل المقبلة لدوري المحترفين ولاعبين اثنين للدرجة الأولى والثانية، فهو قرار طال انتظاره لوجود آلاف الموهوبين الذين يمكن أن يفيدوا الأندية ويقللوا من حجم الصرف على المحترفين القادمين من الخارج ويكونوا بمستواهم وحتى أفضل.
أما موضوع الملاعب وترقيم المقاعد والمنشآت غير المكتملة، فهو من أكثر المواضيع التي كانت ملحة وتحتاج لإجراءات فورية، وأنا متأكد أن كل شيء في الرياضة السعودية بشكل عام وليس في كرة القدم يسير نحو الأفضل وبشكل متواصل، ولن يكون مجرد فورة آنية بل ثورة تمنح المملكة المكانة الرياضية التي تستحقها عربياً وقارياً وحتى عالمياً.
مع صدور هذه المقالة يحتفل السعوديون ومن يحبهم باليوم الوطني السابع والثمانين، فكل عام والمملكة قيادة وشعباً بألف خير.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».