أعلنت جمهورية جنوب السودان أنها اتفقت مع الحكومة السودانية للعمل معها لضمان رفع العقوبات الأميركية المفروضة على الخرطوم، في وقت يتوقع أن يقوم فيه الرئيس سلفا كير بزيارة إلى السودان قريباً.
وقال مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك إن الوفد الحكومي الذي بعثه الرئيس سلفا كير إلى الخرطوم أوصل رسالته بالتأكيد بأن بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاق التعاون المشترك الذي تم توقيعه بين البلدين في سبتمبر (أيلول) 2012، مبرزا أن الاتفاقية تشجع الدولتين على العمل معاً من أجل تعزيز العلاقات وتبادل المصالح المشتركة، وأن «الحكومة السودانية أكدت أنها مستعدة لاستقبال الرئيس سلفا كير للقاء نظيره عمر البشير ليقف الزعيمان على ما توصلت إليه اللجان الفنية المشتركة، وحل جميع القضايا العالقة في اتفاق التعاون، إلى جانب تناول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
ويتوقع أن تنظر الإدارة الأميركية في 12 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في مسألة رفع العقوبات التي فرضتها على السودان منذ عام 1997، والتي كان يفترض أن يتم رفعها في يوليو (تموز) الماضي، لكن تم تأجيل قرار الرفع.
وأضاف قلواك أن «هذا الاتفاق ليس جديداً، بل نصت عليه اتفاقية عام 2012 بين البلدين، وسيعود بالفائدة عليهما»، غير أن بعض المراقبين شككوا في قدرة جنوب السودان على القيام بأي دور في رفع العقوبات الأميركية عن السودان، ويرون أن علاقة جوبا أصبحت ضعيفة مع واشنطن، التي فرضت أيضاً عقوبات فردية على كبار المسؤولين في جنوب السودان بعد أن حملتهم مسؤولية استمرار الحرب منذ أربع سنوات في الدولة الجديدة.
من جهة ثانية، اعترف أولينو واناويلا وزير العدل والشؤون الدستورية في جنوب السودان، عقب عودته من جنيف، بتورط حكومته والمتمردين في ارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في الحرب الدائرة منذ أربع سنوات، وقال بهذا الخصوص إنه «لا يمكن أن يتم إنكار هذه الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في جنوب السودان، لكن الضحايا، لا سيما الفتيات والسيدات، يفضلن الحديث إلى الأجانب والمنظمات الدولية، بدلاً من التحدث إلى الحكومة وأجهزتها حول هذا الانتهاكات»، مشيراً إلى أن الحكومة لا يمكنها محاسبة مرتكبي الجرائم.
وأبرز واناويلا أن فشل الضحايا في إبلاغ الحكومة بأمر هذه الانتهاكات هو الذي يؤخر تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، ومساءلة المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.
في غضون ذلك، جدد رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت خلال تسلمه أوراق سفراء المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والنرويج، وألمانيا وجنوب أفريقيا، دعوة قيادات المعارضة إلى نبذ العنف والعودة إلى البلاد، مؤكداً أن الانتخابات التي أعلن عن إجرائها العام المقبل هي وحدها التي ستمنح الشعب فرصة اختيار قادته وممثليه، وأبرز أن قرارات العفو الكثيرة التي أصدرها من قبل لحملة السلاح لم تلقَ استجابة إلا من طرف فئة قليلة منهم.
جوبا تتفق مع الخرطوم للعمل على رفع العقوبات عن السودان
جوبا تتفق مع الخرطوم للعمل على رفع العقوبات عن السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة