السودان وجنوب السودان يعيدان فتح المعابر... ويوقعان عدة اتفاقيات

البشير يدعو قبائل دارفور إلى تسليم أسلحتها ويعدها بتنمية الإقليم

TT

السودان وجنوب السودان يعيدان فتح المعابر... ويوقعان عدة اتفاقيات

وقعت دولتا السودان اتفاقيات تجارية ونفطية مفتاحية، تتضمن زيادة إنتاج البترول وإعادة فتح المعابر البرية والنهرية بين البلدين، واتفقا على تنشيط اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بينهما مسبقاً، وذلك بعد أعوام من التوقف بسبب الحرب التي اندلعت بين شركاء الحكم في الدولة حديثة الاستقلال، وبسبب خلافات تجارية وسياسية وأمنية، وذلك أثناء زيارة وفد رفيع من جنوب السودان، ضم وزراء القطاع الاقتصادي.
وقال نائب رئيس الوزراء السوداني وزير الاستثمار مبارك المهدي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوفد الجنوبي قلواك دوت بالخرطوم أمس، إن الطرفين توصلا إلى اتفاقيات مفتاحية في المجالات الاقتصادية والنفط والتجارة والتدريب، فيما قال مستشار رئيس جنوب السودان للصحافيين إن الطرفين أبرما اتفاقية إطارية في المجالات التجارية والنفطية كافة، متوقعاً أن تؤدي الاتفاقيات إلى عودة نفط بلاده للأسواق العالمية بعد توقف طويل، وتعهد بتجاوز خلافات الماضي.
ووفقاً لوزير النفط بدولة جنوب السودان إزياك لوال قلواك، فإن الطرفين اتفقا على إعادة إعمار منشآت وآبار النفط التي تأثرت بالحرب، وإعادة طواقم العمل، لا سيما في حقول الوحدة والحقول الوسطى وتأمينها، مبرزاً أن الطرفين اتفقا أيضاً على تنظيم حملات علاقات عامة في العالم والإقليم تستهدف رفع العقوبات المفروضة على البلدين، فيما أوضح وزير النفط السوداني أن المجموعة توصلت إلى اتفاقات الجديدة، وعلى تنشيط اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين البلدين سنة 2012، التي تأثرت بنشوب الحرب في جنوب السودان.
بدوره، قال وزير مالية جنوب السودان استيفن ديو إن اللجان توصلت إلى اتفاقيات تجارية، تضمنت فتح المعابر البرية والنهرية وتنسيق المواقف الاقتصادية والسياسية في المحافل كافة، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الخبرات، فضلاً عن التعاون الفني.
وأوضح وزيرا تجارة البلدين حاتم السر وموسس حسين، إن ثلثي سكان جنوب السودان يعيشون في المناطق الحدودية بين الدولتين، ولذلك تزيد معدلات تأثرهم بتوقف التبادل التجاري المشترك، مبرزاً أن فتح المعابر يمكن من نقل المواد التجارية والمساعدات الإنسانية، كما أشارا إلى اتفاقهما على تنشيط النقل النهري، وتطابق توجهات الحكومتين بشأن التبادل التجاري الذي يتوقع أن يسهم في تعزيز الاستقرار وترتيب الأوضاع في دولة جنوب السودان.
من جهته، أوضح المهدي أن الطرفين اتفقا على زيادة إنتاج النفط بإعادة تشغيل الآبار التي توقفت عن العمل بسبب الحرب، وضمان الوجود الفني المشترك في حقول النفط، كما أوضح أنهما اتفقا على تداول 54 سلعة، وعلى تنشيط تجارة الحدود والترانزيت، وإعادة افتتاح ثلاثة معابر أحدها نهري، كما اتفقا على توظيف فرع بنك السودان المركزي في مدينة كوستي لإجراء المعاملات المالية، وتابع: «تجارة النفط والتجارة الحدودية ستفعل فوراً».
وقطع المهدي بأن الطرفين جددا التأكيد على الاتفاقيات السابقة والتعرفة المتفق عليها في بين البلدين، وقال بهذا الخصوص إنه «لا خلافات بيننا على التعرفة والحساب الجاري».
في غضون ذلك، دعا الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، خلال اليوم الثاني من زيارته إلى دارفور قبائل الإقليم الواقع في غرب البلاد، إلى التجاوب مع الحملة التي أطلقتها الحكومة لجمع سلاحها، واعدا بأن تطلق حكومته عجلة التنمية إذا ما استتب الأمن في الإقليم المضطرب، حيث أدى النزاع لمقتل الآلاف وتشريد الملايين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.