لبنان: إطلاق سراح الموقوفين بـ«فضيحة» المدرسة الحربية

TT

لبنان: إطلاق سراح الموقوفين بـ«فضيحة» المدرسة الحربية

أفرج القضاء اللبناني عن سبعة موقوفين، متهمين بالتورّط في قبض رشى مالية، مقابل التوسّط لإدخال تلامذة ضباط إلى المدرسة الحربية، وذلك بعد نحو شهرين من توقيفهم.
وكان قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، وافق على طلبات تخلية سبيل الموقوفين السبعة، أبرزهم الضابط المتقاعد في جهاز الأمن العام اللبناني الرائد (أحمد ج)، لقاء كفالة مالية قدرها مليون ليرة لبنانية (666 دولاراً أميركياً) عن كلّ منهم، وقرر منعهم من السفر. وأثارت هذه الفضيحة ضجة كبيرة في الأوساط السياسية، ولدى المؤسسة العسكرية، التي قررت التعامل معها بحزم، وملاحقة كل المتورطين فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وأفادت المعلومات بأن الفضيحة ظهرت إلى العلن، على خلفية تقدّم سبعة أشخاص بشكاوى أفادوا فيها بأن الأشخاص المذكورين، قبضوا منهم مبالغ تقدّر بعشرات آلاف الدولارات عن كل مرشّح لدخول المدرسة الحربية، لكن أبناءهم رسبوا في اختبارات الدخول، وأن المدعى عليهم رفضوا إعادة الأموال التي قبضوها.
وينتظر أن يصدر القاضي أبو غيدا قراره الاتهامي في هذه القضية، الأسبوع المقبل، وأوضحت مصادر قضائية أن القرار «سيحدث ضجّة كبيرة تفوق الضجّة التي أحدثها قرار توقيفهم»، مشيراً إلى أن القرار «سيكشف تفاصيل العملية، وكيفية دفع الرشى المالية، والوسطاء الذين كانوا صلة الوصل بين أهالي المرشحين لدخول المدرسة الحربية، والمدعى عليهم، وكل الأشخاص المستفيدين من هذه الصفقات».
وتردد أن جهات سياسية مارست ضغوطاً كبيرة للإفراج عنهم، وأجرت اتصالات بأكثر من مرجع معني بالتوقيف، لكنّ وزير العدل سليم جريصاتي، نفى هذا الأمر بالمطلق، وأعلن مكتبه الإعلامي في بيان، أن «ما نشرته إحدى الصحف اللبنانية بعنوان (فضيحة الكلية الحربية إلى اللفلفة) غير صحيح»، مؤكداً أن الوزير جريصاتي «لم يتدخل بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد، ولم يتصل بالتالي بأحد بخصوصه»، معتبراً أن «ما ورد من إدلاءات أخرى يستحق إحالة الملف إلى هيئة التفتيش القضائي، وهذا ما بادر إليه وزير العدل من دون تردد».
ومن المقرر أن يحال المدعى عليهم بموجب القرار الاتهامي إلى المحكمة العسكرية الدائمة، التي ستحاكمهم بموجب المواد القانونية التي أحيلوا بموجبها، من دون أن تعاود توقيفهم، إلا إذا أصدرت حكماً بسجنهم مدة تفوق فترة توقيفهم الاحتياطي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.