تعتزم الرئاسة الجزائرية متابعة وزير التجارة سابقاً نور الدين بوكروح، بسبب «تحامله على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة»، عندما وصفه في أحد تصريحاته الكثيرة بـ«المريض عقلياً»، بحجة أنه يتمسك بالحكم رغم المرض الذي يعاني منه، والذي أقعده على كرسي متحرك، وحال دون ممارسته مهامه بشكل طبيعي.
وسربت الرئاسة لمجموعة من الصحافيين خبر ملاحقة بوكروح في القضاء، ونسب الخبر إلى «مصادر سياسية مقربة من الرئيس»، قالت إن مواقف السياسي بوكروح المثير للجدل أزعجت الرئيس وعائلته ومحيطه المباشر، الذي يتعامل بحساسية كبيرة تجاه أي تصريح أو شيء مكتوب يتحدث عن صحة الرئيس، أو إزاحته من الحكم بداعي المرض. ويشاع أن عائلة الرئيس هي من قررت مقاضاة بوكروح.
وحسب المصادر ذاتها، تعكف مجموعة من المحامين على دراسة الإجراءات القانونية المتعلقة بوضع شكوى في القضاء ضد بوكروح، تمهيداً لاستدعائه من طرف النيابة. وكان الشخص نفس قد تعرض للمتابعة القضائية عام 1998، إثر سلسلة مقالات نشرها في الصحافة، هاجم فيها بحدة الرئيس آنذاك اليمين زروال، ومستشاره الأمني رئيس المخابرات العسكرية سابقاً الجنرال محمد بتشين. وصرح بوكروح بأن بتشين هو من جره إلى المحكمة، لكن في النهاية تم طي الملف، وتوقفت المتابعة، واستقال زروال ورحل معه بتشين عن الحكم.
ويعود تذمر الرئيس بوتفليقة من بوكروح إلى مضمون مقابلة أجراها مع صحيفة «الوطن» الفرنكفونية، المحسوبة على المعارضة العلمانية بالجزائر، نشرت في العاشر من الشهر الحالي. وأكثر ما أقلق الرئاسة هذه الفقرة من الحوار «كنت عضواً في حكومته (بوتفليقة) لخمس سنوات (1999 - 2004)، وكانت لدي كثير من الفرص لأعرفه وألاحظه وأحلله وأدرسه، وحتى لأتعامل معه، ولهذا كنت أعرف مدى تعلقه بالسلطة، لكني لم أكن أتصور أنه بإمكانه أن يضع نفسه على كفة من الميزان، والجزائر بأكملها على الكفة الأخرى. فعندما أعلن في مارس (آذار) 2014 عن رغبته في الترشح لولاية رابعة وهو في الحالة الصحية التي كان عليها، لم يعد بالنسبة لي رجلاً مريضاً في جسده فقط، بل أصبح مريضاً في عقله أيضاً. ومنذ اليوم الذي أعلن فيه ترشحه إلى اليوم، كتبت ما يقارب الخمسين مقالاً عنه وعن ولايته الرابعة».
مقطع آخر من الحوار أثار حفيظة الرئيس، وكان أحد دوافع متابعة بوكروح، هو: «لا أحقد على الرجل، ولا أرغب في أخذ مكانه، كما يأمل آخرون لأنفسهم، بل هو الاشمئزاز من الصورة التي صار هذا الرجل يعكسها للجزائريين الواعين، وللعالم الذي يتفرج علينا: التشبث بالسلطة مثلما يتشبث مريض عقلي بشيء لن يتركه إلا ميتاً»، وأضاف موضحاً: «إنّه لم يعد يملك قدراته الذهنية كافة، فهو اليوم يكرس كل ما بقي له من حياة جسدية ونشاط عقلي في الارتياب والاشتباه في الجميع، والحراسة على يمينه ويساره وورائه وأمامه وفوقه وتحته، خشية أن يأتي شيء أو إنسان ليخلع عنه صولجان الحكم وختم الرئاسة، والصفة والوظيفة الرئاسيتين. إنه لا يثق سوى بأخيه، وببضعة أشخاص آخرين قام بوضعهم على رأس مؤسسات مهمة بالنسبة إليه. لا يهمه شيء آخر، كمصيرنا أو مستقبلنا أو مكانتنا بين الدول الأخرى».
الجزائر: عائلة بوتفليقة تلاحق وزيراً سابقاً {لتحامله على الرئيس}
الجزائر: عائلة بوتفليقة تلاحق وزيراً سابقاً {لتحامله على الرئيس}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة