استبقت السلطة الفلسطينية لقاءات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في نيويورك، وأعلنت أنها لن تدخل في عملية مفاوضات جديدة في ظل الاستيطان.
ويشكل الاستيطان الذي تطالب السلطة بوقفه، عقبة أساسية في طريق المفاوضات منذ سنوات، بعدما رفضت إسرائيل تجميده للدخول في عملية سياسية.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية: «إن تكريس الحكومة الإسرائيلية معادلة سياسية تقوم على الاستمرار في الاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية، في ظل استمرار الحراك الدولي والأميركي لاستئناف المفاوضات، معادلة مرفوضة من شعبنا وقيادته، ولا يمكنها أن تؤدي إلى توفير الأجواء والمناخات المناسبة لإطلاق مفاوضات جدية بين الطرفين».
وجاء بيان الخارجية بعد تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، قال فيها: «إن الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ومنطقتي الأغوار والبحر الميت، هو السور الواقي الحقيقي لدولة إسرائيل». وأضاف ليبرمان أثناء جولة له في منطقة الأغوار: «منذ عام 2000 لم تشهد المستوطنات أعمال بناء واسعة النطاق مثلما يجري حاليا».
وأعلن ليبرمان عن إعداد خطة أمنية شاملة للضفة الغربية حتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ودانت الخارجية تصريحات ليبرمان، وقالت إنها «تأتي امتداداً لموجة من المواقف والتصريحات التصعيدية لعدد واسع من المسؤولين الإسرائيليين، تسابقوا فيها بدعوات ضم الضفة الغربية وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها». وأكدت الخارجية على أن تجاهل المجتمع الدولي وحالة اللامبالاة التي تسيطر عليه اتجاه هذا التصعيد الاستيطاني، يشجعان أركان اليمين الحاكم في إسرائيل، على مزيد من التمادي في تعميق الاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما يقوض ما تبقى من فرص لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة إلى جانب إسرائيل.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والدول كافة، باتخاذ خطوات عاجلة وإجراءات دولية كفيلة بضمان تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، في مقدمتها القرار 181، بما يضمن قيام دولة فلسطين على حدود يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجاء البيان قبل ساعات من لقاء مفترض أمس، بين ترمب ونتنياهو. وكان نتنياهو اجتمع، قبل ذلك، مع رؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، وبحث معهم قضايا عدة منها إيران وحركة حماس و«حزب الله» وعملية السلام. ويفترض أن يلتقي ترمب بعباس الذي يلقي غدا الأربعاء، خطابا في الأمم المتحدة. وسيؤكد عباس لترمب أن «الحل الوحيد هو قيام دولة على حدود عام 1967».
من جانبه، أكد نبيل شعث، وهو أحد كبار مستشاري عباس في رام الله للصحافيين، أنه سيكون من «السخيف تماما» ألا يلتزم الرئيس الأميركي بحل الدولتين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شعث تساؤله: «على ماذا نتفاوض؟ هل نتفاوض على اتفاق دبلوماسي بين أبو مازن (عباس) ونتنياهو، حيث سيقومان بموجبه بلقاء بعضهما البعض؟ لا».
وأبدى شعث عدم تفاؤله من اجتماع ترمب وعباس، مشيرا إلى أنه لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة. وقال: «لا أعرف إن كان لدى ترمب الكثير ليقوله. إن وفده الذي كان هنا بالفعل، والمؤلف من كوشنر وغرينبلات، طلب فترة انتظار بين ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل أن يكون ترمب جاهزا بصياغة لاستئناف عملية السلام».
ووصف شعث اللقاء المرتقب بين ترمب وعباس بأنه «اجتماع مجاملة له أهمية سياسية».
ويراهن الفلسطينيون على إمكانية تحقيق تقدم في العملية السياسية قبل نهاية العام الحالي. وإذا ما نجح الأميركيون في دفع عملية سلام جديدة، ستكون أول مفاوضات يجريها الطرفان منذ عام 2014، وهي المحادثات التي جرت بوساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، واستمرت نحو 9 أشهر وانهارت بسبب خلافات حول الحدود والاستيطان.
غير أن مصادر إسرائيلية في تل أبيب ذكرت، عشية هذه اللقاءات أن الإدارة الأميركية خفضت من سقف توقعاتها في موضوع عملية السلام.
وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض لوسائل إعلام إسرائيلية، إن الإدارة متفائلة بشأن عملية السلام عامة، لكن لا أحد يتوقع تحقيق اختراق أو تقدم ملموس، خلال اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة الأسبوع الحالي. وقال المسؤول: «هذا ليس أسبوع العملية السلمية. تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بقي إحدى الأولويات العالية جدا بالنسبة للرئيس (ترمب)، ولكن اللقاءات خلال اجتماع الجمعية العامة، ستكرس لقضايا أخرى، وستشكل فرصة لفحص الأوضاع». وأضاف أنه في ضوء زيارة جاريد كوشنر، نسيب الرئيس، إلى المنطقة خلال الشهر الماضي، على رأس وفد من البيت الأبيض، قام بجولة ناجحة، فإن الإدارة ليست معنية بتغيير سلوكها البطيء والحذر في هذا الموضوع، «المحادثات حول العملية السلمية تتواصل بوتيرة ثابتة، وهي مفصولة عن اللقاءات التي ستجري في الجمعية العامة».
وأكد المسؤول أن البيت الأبيض ليس معنيا بجعل الخطابات والتصريحات، خلال اجتماع الهيئة العامة، تؤثر على الجهود السلمية التي يقودها كوشنر والمبعوث الخاص للرئيس جيسون غرينبلات، وقال: «في كل سنة هناك تماس بين اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة والعملية السلمية. ونحن ننوي بكل بساطة مواصلة الخطوات التي بدأناها وتحقيق التقدم».
وكان ترمب قد تطرق إلى الموضوع خلال محادثة أجراها في نهاية الأسبوع، مع قادة التنظيمات اليهودية بمناسبة رأس السنة العبرية. وقال إنه يأمل رؤية تقدم ملموس خلال السنة القريبة.
السلطة تستبق لقاءات ترمب مع نتنياهو وعباس برفض «مفاوضات تحت الاستيطان»
ليبرمان يصفه بـ«السوار الواقي»... وواشنطن تخفض التوقعات ... وشعث: على ماذا نتفاوض؟
السلطة تستبق لقاءات ترمب مع نتنياهو وعباس برفض «مفاوضات تحت الاستيطان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة