سامي الجابر... بين أحلام «التدريب» وآلام الإقالات

مسيرته مع الشباب انتهت مبكراً وسط انقسام جماهيري حول القرار

سامي الجابر («الشرق الأوسط»)
سامي الجابر («الشرق الأوسط»)
TT

سامي الجابر... بين أحلام «التدريب» وآلام الإقالات

سامي الجابر («الشرق الأوسط»)
سامي الجابر («الشرق الأوسط»)

لم يتوقع أكثر المتشائمين نهاية مسيرة المدرب الوطني سامي الجابر مع فريق الشباب بهذه السرعة, فضلا عن الظهور المتواضع هذا الموسم وكذلك الذي قبله للفريق الملقب بالليث تحت إشراف هذا المدرب.
وقسمت إقالة الإدارة الشبابية للجابر الجماهير الرياضية إلى فريقين الأول دافع عن المدرب وعدم إعطائه الفرصة كاملة في ظل تبقي موسمين بعقده، فيما كان الفريق الآخر يشير إلى خذلان الجابر للمرة الثالثة محبيه في مسيرته التدريبية، حيث فشل مع الشباب في تحقيق ما يذكر خلال الفترة التي قضاها. وكان الجابر قد عاد للتدريب بعد غياب 4 أعوام، حيث قرر العودة إلى زخم الملاعب السعودية من بوابة نادي الشباب الموسم الماضي، وكانت الطموحات الشبابية بملء السماء وذلك بعد اجتماع الجابر مع الرئيس الفخري للنادي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز قبل بداية الموسم وعرضه لبرنامجه التدريبي الممتد لكامل عقده.
وخلال ذلك الصيف أقام الشباب معسكراً في هولندا، وتم التعاقد مع الثلاثي الأجنبي جمال الدين بن العمري والبرازيلي هيبرتي والأوروغوياني سيباستيان ريباس، إلا أن الفريق لم يستفد من خدماتهم مطلع الموسم نظير الأزمة المالية التي مر بها الفريق ومنعته من تسجيلهم، مما ساهم ببداية متواضعة للفريق حيث تعادل في الجولة الأولى أمام القادسية وخسر أمام الباطن في الجولة الثانية.
بينما أسهم قيد الإدارة الشبابية للمحترفين الأجانب قبل انطلاقة الجولة الثالثة بتحسن أحوال الفريق حين كسب الفريق الأهلاوي، قبل أن يبدأ بالانهيار في منتصف الموسم حيث خرج من دور ربع نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال ومن دور الـ32 من كأس خادم الحرمين الشريفين أمام نادي وج، واكتفى الفريق بتحقيق المركز السادس في بطولة الدوري.
وفي الصيف الماضي، أكمل الشباب ملف الأجانب بالتعاقد مع الأرميني بيتزيلي والبرازيلي جوناثان بيسولو والتونسي فاروق مصطفى والعراقي سعد الأمير، ورغم التدعيمات الكبيرة التي حظي بها الفريق مقارنة بالموسم الماضي إلا أن النتائج لم تكن مغرية باستمرار الجابر مما ساهم بإبعاده مبكراً. وكان الجابر الملقب بـ«الذئب» كما يحلو لعشاقه بدأ رحلته التدريبية في فرنسا عندما انضم إلى طاقم تدريب فريق أوكسير، الفريق القاطن في دوري الدرجة الثانية الفرنسي والذي أنهى موسمه في المركز التاسع، إلا أن التجربة لم تستمر سوى عام وحيد، عندما قررت إدارة الهلال الاستعانة به مدربا للفريق، فوقعت مع الجابر عقدا يمتد لثلاث سنوات، تطلع خلالها الجابر لإنهاء آلام الهلال الفنية، بعدما تعاقب أربعة مدربين على الفريق في موسمين «الألماني توماس دول والتشيكي هاسيك والفرنسي كومبواريه والكرواتي زلاتكو».
بدأ الجابر مهمته مع الهلال بالبحث عن الصفقات وتدعيم الفريق بدءا من هداف الشباب ناصر الشمراني إلى محور الاتحاد سعود كريري مروراً بتياغو تيفيز. وبعد منافسة قوية في الدوري، حقق الهلال الوصافة بـ63 نقطة خلف البطل النصر بـ65 نقطة، وحقق وصافة كأس ولي العهد بعد خسارته أمام النصر بهدفين مقابل هدف، وخرج من ربع نهائي كأس الملك أمام الشباب بهدف نظيف، وتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا بعد إقصائه بونيودكور الأوزبكي في دور الـ16. وبعد موسم خال من الذهب قرر مسيرو الهلال إنهاء مهمة سامي الجابر مع الفريق بإقالته وتعيين الروماني لورينت ريجيكامب.
لم ييأس الجابر، فكانت وجهته إلى شرق شبه الجزيرة العربية وتحديداً الدوحة، عندما عين مديراً للعربي القطري ليقوم باختيار مدربي النادي ويناقشهم فنياً، واختار الأوروغوياني دانيال كارينيو مدرب النصر السابق، والذي تعاقد معه لاحقاً المنتخب القطري. وخلال فترة عمله لم يستطع إخفاء حنينه للعودة إلى مقاعد التدريب، فمع أول إشارة انطلق لتدريب الوحدة الإماراتي بديلاً للمقال البرتغالي جوزيه بسيرو والذي أشرف على الجابر إبان كان لاعباً في الفريق الهلالي وهو مدرب له.
مشوار الجابر مع الوحدة كان قصيراً حيث وقع عقداً لثلاثة أشهر لنهاية الموسم، وفي نهاية الموسم أعلنت إدارة الوحدة الإماراتي إنهاء العلاقة التعاقدية مع مدرب فريقها الجابر، وذلك بسبب الاختلاف حول خطط العمل المستقبلي في الموسم القادم. وقالت إدارة النادي الإماراتي حينها: «عقدت إدارة شركة نادي الوحدة الرياضية لكرة القدم اجتماعاً استثنائياً مع المدرب سامي الجابر والذي ينتهي عقده في 31 - 5 - 2015. وذلك لمناقشة موضوع تجديد العقد وخطة العمل المستقبلية في المرحلة القادمة وبمناقشة المواضيع من الجوانب كافة لم يتم الاتفاق في بعض الأمور المحورية والخاصة بالعمل المستقبلي وعليه فقد تم الاتفاق بينهم بالتراضي على عدم تجديد العقد لفـترة أخرى».
وكان المدرب السعودي قد خاض مع الوحدة 12 لقاء، انتصر في 4 مباريات وتعادل في 3 مباريات وخسر 5 مباريات، وخرج من ملحق دوري أبطال آسيا أمام السد بركلات الترجيح، وخرج من كأس رئيس الدولة من دبي فريق الدرجة الأولى بركلات الترجيح أيضا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».