3 أسباب دفعت «أحرار الشام» إلى الانحياز للسياسة

TT

3 أسباب دفعت «أحرار الشام» إلى الانحياز للسياسة

3 تطورات، دفعت «حركة أحرار الشام الإسلامية» إلى إعادة التموضع في الشمال السوري؛ يتمثل الأول في المعركة الروسية - التركية المتوقعة في إدلب، والثاني في هجرة مئات المقاتلين من صفوفها باتجاه «هيئة تحرير الشام» إثر هجوم «جبهة النصرة» على مقرات الحركة خلال الشهرين الماضيين، والثالث يتمثل في شخصية القائد الجديد للحركة حسن صوفان الذي يتبع «نهجاً انفتاحياً»، ويعيد إنتاج صورة الحركة بوصفها فصيلا سياسيا يحظى بدور في المرحلة الحالية.
ودفعت تلك الاعتبارات الثلاثة «حركة أحرار الشام» للمشاركة في اجتماعات آستانة، لترسم مشاركتها واقعاً جديداً، تظهر أن روسيا «تعيد إنتاج الحركة بالنسخة المنفتحة لها»، وذلك بعدما «هجرتها القيادات المتشددة، واصطدمت معها، ولم يبقَ من رؤوسها الذين يمكن أن يشكلوا عائقاً أمام تبدلها، إلا القليل في ظل قيادة صوفان»، كما قال مصدر سوري في «أحرار الشام»، لافتاً إلى أن «أول المعطيات حول تأقلمها مع التغييرات لصالح روسيا، يتمثل في اتفاق يقضي بانتشار قوات فصل روسية في بلدتي كفريا والفوعة اللتين تسكنهما أغلبية شيعية في ريف إدلب، وتحاصرهما عناصر متشددة تابعة لـ(هيئة تحرير الشام)».
وتراجع عدد مقاتلي «الأحرار» إلى نحو 4 آلاف مقاتل بالحد الأقصى بعد عملية نفذتها عناصر متطرفة ضد الحركة، أسفرت عن السيطرة على مقراتها، وانشقاق المئات من عناصرها باتجاه الفصائل المتشددة في إدلب. وتشارك «أحرار الشام» بحصار كفريا والفوعة في نصف النقاط المحيطة بالبلدتين، وهو «ما دفعها للاستجابة للطلب الروسي».
وتعاني «أحرار الشام» في الفترة الأخيرة من مشكلة مرتبطة بالتمويل، في وقت «باتت فيه عرضة لضغوطات للمشاركة بالمفاوضات السياسية وتعزيز دور الجناح السياسي على الجناح العسكري فيها»، بحسب ما قالت المصادر. ورأت المصادر أن «التأقلم» مع المهام الجديدة «لن يكون مهمة مستحيلة، في ظل وجود شخصية انفتاحية على رأس قيادتها السياسية (صوفان) المستعد للانفتاح، وتقديم مزيد من التنازلات بغرض بقاء (الأحرار)، واستعادة الدور السياسي، وحجز دور لها في مرحلة التسويات المقبلة».
لكن الدور الجديد المتوقع لـ(الأحرار)، ورغم التطورات خلال الأشهر الماضية، «بدأ يسترجع زخمها القديم» من خلال «عودة المتسربين منها»، كما يقول الباحث في الجماعات المتشددة الدكتور عبد الرحمن الحاج، الذي يشير إلى أن «هيئة تحرير الشام» في هذا الوقت، «تعيش عملية تفكك»، لافتاً إلى أن التسرب السابق منها «ناتج عن الضغوط على (أحرار الشام)، مما دفع مجموعة من العناصر للتسرب منها إلى (الهيئة) تحت الضغط والخوف».
ويقول الحاج لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك في أن العملية العسكرية المتوقعة في إدلب، ستدفع (أحرار الشام) للعب دور أساسي في المحافظة يعيدها إلى ما كانت عليه في السابق»، موضحاً أن ما يجري التحضير له «يتمثل في أن تكون، إلى جانب فصيل (الزنكي)، ضابطاً أمنياً في إدلب في حال انطلقت المعركة ضد المتطرفين فيها»، مؤكداً أن دور «الأحرار» سيكون رئيسياً «بالنظر إلى أنهم أولاد المنطقة، ولهم أرضية شعبية فيها». كما أشار إلى أن اتصالات «أحرار الشام» مع الروس تمت بموافقة تركية.
وكان صوفان أعلن الأربعاء الماضي، أن الحركة التي يقودها تخوض «مفاوضات سياسية لحماية المناطق المحررة»، قائلاً: «الأحوال الطارئة تتطلب مواقف استثنائية»، مضيفاً: «لطالما كانت (أحرار الشام) سباقة في ميادين القتال، وفي زمن التآمر والتكالب على الثورة تخوض الحركة غمار السياسة حماية للمحرر، وتخفيفاً عن الناس».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.