عون ينوه بالتجديد لـ«يونيفيل» قبل سفره إلى نيويورك

TT

عون ينوه بالتجديد لـ«يونيفيل» قبل سفره إلى نيويورك

أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن ارتياح لبنان لتمديد مهمة القوات الدولية العاملة جنوب لبنان (يونيفيل)، والتجاوب الدولي مع المطلب اللبناني باستمرار عمل القوة في الجنوب وفق المعايير التي أنشئت من أجلها.
وجاء تصريح عون خلال لقائه في القصر الجمهوري في بعبدا أمس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، قبيل أيام من سفره إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
ونقلت كاغ إلى عون تحيات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والتهنئة بنجاح العملية العسكرية التي نفذها الجيش لتحرير الجرود عند الحدود الشرقية، كما قدمت التعزية باستشهاد العسكريين في الجيش.
وخلال اللقاء، عرض لأبرز المواضيع التي سيتناولها عون في لقائه المرتقب مع الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك في ضوء القرارات الدولية التي تعنى بالشأن اللبناني، والتي كان آخرها التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) ومشاركة الجيش اللبناني معها في حفظ الأمن والاستقرار فيه.
وحمّل رئيس الجمهورية كاغ تحياته إلى الأمين العام للأمم المتحدة شاكرا الاهتمام الدائم الذي يبديه حيال لبنان وقضاياه، ولافتا إلى أن اللقاء معه، وهو الثاني بعد لقاء أول عقد على هامش القمة العربية في الأردن في شهر مارس (آذار) الماضي، سيكون مناسبة للبحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك «ولا سيما مطالبة لبنان بأن يكون مركزا دوليا لحوار الحضارات والأديان، وضرورة التعاون مع المنظمات الدولية فيما خص المساعدات التي تقدم للنازحين السوريين والتي لا يتم تنسيقها مع الحكومة اللبنانية، بل توجه مباشرة إلى النازحين».
وأثار عون مع كاغ الخروقات الجوية الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية في ضوء الشكوى التي قدمها لبنان إلى مجلس الأمن، وضرورة تحديد الأمم المتحدة موقفا منها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.