موسكو وباريس تفضلان «مفاوضات مباشرة» مع بيونغ يانغ

برلين تعرض الوساطة وسيول ترحب... وبكين ترفض «التشكيك في موقفها»

TT

موسكو وباريس تفضلان «مفاوضات مباشرة» مع بيونغ يانغ

لم تعلق كوريا الشمالية حتى الآن على عرض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن التوسط في حل النزاع في شبه الجزيرة الكورية، وجاء الترحيب الأولي من قبل حكومة كوريا الجنوبية برفض ميركل. وقال كبير مستشاري الرئاسة الكورية الجنوبية للشؤون الأمنية شونغ أوي يونغ، في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية المقرر صدورها اليوم (السبت): «نرحب بعرضها»، مضيفاً أن ألمانيا لعبت دوراً إيجابياً في المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران. واعترف أوي يونغ بأنه لا يمكن تشبيه الخلاف النووي مع إيران بالخلاف مع كوريا الشمالية، وقال: «لكننا يمكن التعلم من الخبرات التي تم اكتسابها خلال المفاوضات مع إيران»، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة أن تتوقف كوريا الشمالية قبل إجراء مفاوضات «عن اختبار أسلحة نووية وإطلاق صواريخ».
كما دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «مفاوضات مباشرة» مع كوريا الشمالية لخفض التوتر، وذلك إثر إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً جديداً. وقال الكرملين في بيان إن الرئيسين أكدا خلال اتصال هاتفي بينهما على «الوحدة إزاء الطابع غير المقبول للتصعيد» في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً أنهما اتفقا على «ضرورة حل هذا الوضع البالغ التعقيد حصرياً بالوسائل السياسية والدبلوماسية من خلال استئناف المفاوضات المباشرة».
ودانت روسيا «بشدة» إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وقال بيسكوف: «روسيا تشعر بالقلق العميق إزاء عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة التي أدت إلى تصعيد التوتر على شبه الجزيرة»، مضيفاً: «ندين بشدة مواصلة مثل تلك الأعمال الاستفزازية».
أما وزارة الخارجية الصينية فقالت أمس (الجمعة)، إنها تعارض استخدام كوريا الشمالية صواريخ باليستية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا تشون ينغ إن التركيز على الحد من قدرات كوريا الشمالية الصاروخية والنووية ينبغي ألا يكون على حساب المساعي من أجل إيجاد حل سلمي ودبلوماسي للأزمة. وقالت هوا إن الصين قدمت تضحيات كبيرة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وإنه لا يمكن الشك في صدقها.
وصرح ينس شتولتنبرغ سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأن ما قامت به كوريا الشمالية في وقت سابق الجمعة هو «انتهاك آخر مستهتر» لقرارات منظمة الأمم المتحدة، يتطلب رد فعل عالمياً. وقال شتولتنبرغ في تغريدة على موقع «تويتر» إن «إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ هو انتهاك آخر مستهتر، وتهديد خطير للسلم والأمن الدوليين يتطلب رد فعل عالمياً».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».