الاتحاد الأوروبي يعتمد برنامجاً لمواجهة التهديدات الإرهابية

يدوم 3 سنوات... ويستهدف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

رجال الأمن يحرسون مقر اجتماع وزراء خارجية أوروبا في بروكسل أمس على هامش اجتماعهم حول الإرهاب والهجرة (رويترز)
رجال الأمن يحرسون مقر اجتماع وزراء خارجية أوروبا في بروكسل أمس على هامش اجتماعهم حول الإرهاب والهجرة (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يعتمد برنامجاً لمواجهة التهديدات الإرهابية

رجال الأمن يحرسون مقر اجتماع وزراء خارجية أوروبا في بروكسل أمس على هامش اجتماعهم حول الإرهاب والهجرة (رويترز)
رجال الأمن يحرسون مقر اجتماع وزراء خارجية أوروبا في بروكسل أمس على هامش اجتماعهم حول الإرهاب والهجرة (رويترز)

اعتمد الاتحاد الأوروبي برنامجا يهدف إلى الإسهام في تحقيق الاستقرار والسلام، ومواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخصص لهذا الغرض مبلغ 17 مليونا ونصف مليون يورو.
وحسب بيان المفوضية الأوروبية في بروكسل أمس، فإن هذا البرنامج الذي يدوم 3 سنوات سيعالج الدوافع والتهديدات المتعلقة بالإرهاب في هذه المنطقة، والعمل على تعزيز الأمن وبناء القدرة على مواجهة الفكر المتشدد.
وقالت فيدريكا موغيريني، نائب رئيس المفوضية ومنسقة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد، معلقة على اعتماد هذا البرنامج «الاتحاد الأوروبي يحرص على التعاون في مكافحة الإرهاب مع البلدان الشريكة، وقد قمنا بتطوير شبكة من خبراء مكافحة الإرهاب لتكون جاهزة للانتشار في هذه الدول، وتنظيم حوارات حول مكافحة الإرهاب، وتبادل أفضل الممارسات والطرق المثلى للتصدي للتشدد، والتطرف العنيف، والعمل المشترك بشكل شامل وتضافر الجهود من الجانبين».
وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أقروا في يونيو (حزيران) الماضي حزمة إجراءات تتعلق بمكافحة الإرهاب، من بينها تعزيز التعاون مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وغرب البلقان والساحل والقرن الأفريقي، وذلك من خلال تعزيز الحوار السياسي، واعتماد مزيد من مشروعات مكافحة الإرهاب، والدعم المالي المخصص لمكافحة التطرف العنيف ومنعه. كما تضمنت الإجراءات تعزيز التعاون الإقليمي والمتعدد الأطراف مع المنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة و«الناتو» والتحالف الدولي ضد «داعش»، إلى جانب التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وذلك حسب ما جاء في بيان على هامش اجتماع وزراء الخارجية في لوكسمبورغ منتصف يونيو الماضي.
وأشار البيان إلى أن الإجراءات تشمل أيضا تعزيز الاستجابة الأوروبية لمواجهة التطرف عبر الإنترنت، ودور البعثات والوكالات والهيئات الأوروبية في الخارج من خلال فرق مكافحة الإرهاب أو الخبراء الأمنيين. كما شدد الوزراء في البيان على إدانتهم القوية للإرهاب بأشكاله كافة ومهما كانت أسباب، وأجمعوا على أن الإرهاب بات يشكل واحدا من أخطر تهديدات الأمن والسلم الدوليين.
واحتل ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتشدد، إلى جانب ملف الهجرة غير الشرعية، أجندة اجتماعات وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي التي انعقدت أمس في بروكسل، وقال المجلس الوزاري الأوروبي، إنه جرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول التطورات الأخيرة المرتبطة بمكافحة الإرهاب، وبخاصة في أعقاب الهجمات التي ضربت عددا من المدن الأوروبية خلال الأسابيع الماضية، إلى جانب التأكيد على أهمية التبادل المعلوماتي بين الأجهزة المعنية في الدول الأعضاء، وأيضا التعاون مع شركات الإنترنت لمواجهة الفكر المتشدد.
وفي ملف الهجرة، أشار مسؤولون أوروبيون إلى أنهم يتابعون باهتمام بالغ عمليات قدوم مهاجرين إلى رومانيا عبر البحر الأسود، حيث أوضح وزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنهم سيناقشون الأمر مع المفوضية الأوروبية اليوم؛ إذ قال المفوض المكلف شؤون الهجرة ديمتريس أفراموبولوس «نحن مستعدون لتقديم المساعدة للسلطات الرومانية لو طلبت ذلك». لكن المفوض الأوروبي بقي حذراً كبقية الوزراء، لدى الحديث عن طرق جديدة بدأ يسلكها مهربو البشر، وعن مدى فاعلية الإجراءات التي تقوم بها الحكومة التركية، باعتبار أن هؤلاء قدموا من تركيا، وقد يستغل المتطرفون هذا الوضع لكي يندسوا في صفوف المهاجرين ويتمكنوا من دخول الأراضي الأوروبية.
في هذا السياق، حاول وزير الداخلي الأستوني أندرس أنفلتيه، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، التقليل من حجم هذه المشكلة، مؤكداً أن الأعداد القادمة عبر هذه الطريق ليست كبيرة، وأن الارتفاع الأخير يعود لأسباب وقتية وليست دائمة.
وعلى صعيد متصل، قال خبراء في مجال الإرهاب، إن التهديدات الإرهابية والوضع الأمني تشكل أمورا حاسمة في قرار السويد ما إذا كانت ستقوم بتمديد فترة الرقابة على الحدود عندما تنتهي الفترة القانونية المحددة من قبل الاتحاد الأوروبي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وتمارس الكثير من بلدان الاتحاد الأوروبي ضغوطاً من أجل تغيير القوانين بهذا الشأن، وقد اجتمع وزير الداخلية والعدل السويدي مورغان يوهانسون مع وزراء بلدان أوروبية أخرى نفذت هي الأخرى إجراءات الرقابة على الحدود بسبب أزمة تدفق اللاجئين، وليس من الواضح حتى الآن الطريقة التي ستلجأ إليها السويد بعد انتهاء صلاحية الرقابة الحالية في 11 نوفمبر المقبل.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.