- تكاد لا تجد بين أهل السينما من يقف إلى جانب رونالد ترمب لا في سياساته الداخلية ولا في تلك الخارجية. وفي حين مرت عصور عدّة تم فيها التقاء واشنطن وهوليوود على خط واحد وقيام عاصمة السينما العالمية بترديد سياسات الأولى (كما حدث في أواخر الأربعينات وطوال الخمسينات ثم على نحو متجاذب فيما بعد) إلا أن العاصمتين تعيشان الآن على بعد 180 درجة كل عن الأخرى.
- بنت هوليوود الليبرالية الكثير من الدعم لمسائل تعتبرها جوهرية وإن أساءت في أحيان كثيرة إلى آلية تنفيذها. فهي بالتأكيد ضد العنصرية، لكن معظم أدوار البطولة ما زالت من نصيب الممثلين والممثلات البيض في الأدوار الأولى وما تبعدها، حتى أن بعض الأدوار الآسيوية (كما تم الكشف مؤخراً) تُعاد كتابتها لكي يتحول البطل، أو البطلة إلى شخصية بيضاء - شقراء بعين زرقاء.
- لكن حين يصل الأمر إلى مسألة المهاجرين الذي تحاول السلطات حصرهم لإعادتهم من حيث جاءوا ومعظمهم من اللاجئين المكسيكيين، فإن هوليوود صف واحد حيال هذه المسألة. والموضوع يتم طرحه في اللقاءات الصحافية التي يشهدها مهرجان تورونتو حالياً. كذلك فيما تحضر له بعض الشركات من أفلام تعالج الموضوع من وجهة نظر لا تدعم سياسة ترمب في هذا المجال.
- لكن ما ساد هنا عزم شركة وورنر على تحويل حكاية جديدة من حكايات سوبرمان إلى فيلم سينمائي وهي التي لم تكن استقرت بعد على موضوع فيلمها السوبرماني المقبل حتى الآن.
- الحكاية الجديدة ترد في العدد الجديد الصادر من مجلة «الكوميكس» DC’s Action Comics حيث يقوم سوبرمان بالدفع عن حقوق المهاجرين المهددين كونهم لا يملكون مستندات وإقامات تتيح لهم البقاء في الولايات المتحدة. هنا سينبري سوبرمان لمواجهة السلطات لأول مرة رغم دفاعه سابقاً عنها.
- الموضوع ساخن لدرجة أن المتردد هنا هو أن وورنر (المتفقة مع شركة دي سي كوميكس ذاتها) قد تضع الحكاية في جدول الأعمال المستعجلة ليتم إطلاق الفيلم في العام 2019. ما هو على القدر نفسه من الأهمية حقيقة أن سوبرمان هو بدوره مهاجر خلق فوق كوكب بعيد وحط طفلاً على الأرض فتبنته عائلة لم ترزق بأولاد وترعرع ليصبح البطل الأميركي رقم واحد.
- لكنه بطل أميركي عن طريق هجرة غير مشروعة وبلا مستندات ما يمنح المسألة زاوية تناقض لا تخلو من السخرية.
المهاجرون لأميركا لهم سوبرمان
المهاجرون لأميركا لهم سوبرمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة