فتح أبواب «قصر الصنوبر» أمام زوّاره من لبنانيين وسيّاح لأول مرة في العام الماضي وحصد إقبالا لا يستهان به بحيث فاق عددهم الـ1250 شخصا. هذا العام وللسنة الثانية على التوالي يشرّع هذا المعلم التاريخي الذي يشكّل المقر الرسمي للسفراء الفرنسيين في لبنان أبوابه أمام من يرغب في زيارته في 17 الجاري، شرط تسجيل اسمه مسبقا عبر الرابط الإلكتروني الخاص بالسفارة. وحدّدت مواعيد الزيارات بالنسبة لأهل الصحافة المهتمين بتغطية هذا الحدث ما بين الحادية عشرة قبل الظهر والساعة الثانية عشرة ظهرا يرافقهم فيها السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، على أن تمتد هذه الفترة حتى السادسة مساء بالنسبة للأشخاص العاديين.
والجديد الذي طرأ على الزيارة هذه السنة هو السماح للزوار بإدخال أجهزتهم المحمولة للاستفادة من نزهتهم في أرجاء القصر بشكل أفضل. وبفضل رمز (QR) يمسحونه على هواتفهم، سيتمكنون من التواصل مع دليل صوتي يقدم المعلومات حول مختلف مراحل الزيارة (يتوفر باللغتين العربية والفرنسية) من خلال هذا التطبيق الإلكتروني.
وكما العام الماضي فسيتسنّى للزوار الراغبين في استكشاف هذا المعلم التجوّل في أرجائه، والتعرّف إلى غرفة الطعام فيه وإلى صالوناته الثلاثة الشاسعة: الصالون الكبير (من تصميم المهندس الفرنسي ميشال إيكوشار)، إضافة إلى الصالون العثماني وصالون الموسيقى. وكذلك سيتاح لهم الوقوف على شرفاته (تطلّ على حديقته الغنّاء) والتنقّل في باحته الخارجية (تجري فيها حفلات السفارة الرسمية). وسيسمح لهم أيضا بالتقاط الصور الفوتوغرافية كذكرى من هذه الزيارة.
ويعتبر قصر الصنوبر معلما تراثيا متكاملا من الناحيتين المعمارية والتاريخية، وقد شهد على أحداث عدة مهمة في تاريخ لبنان والمنطقة، أبرزها إعلان الجنرال غورو استقلال دولة لبنان الكبير من على شرفته في الأول من سبتمبر (أيلول) 1920. كما أدرج في لائحة الجرد العام للمباني التاريخية في العام 1995. ويعد من أجمل مقار السفارات في العالم وأكبرها. القصر مبني من الحجر الأصفر وهندسته المعمارية مزيج من الطراز العربي والعثماني معا، ويتميز بقناطر حجرية تحوطه من كل الجوانب، وبأدراج واسعة تؤدي إلى الداخل. أما نوافذه الخشبية والمصنوعة من الزجاج الملون وجدرانه الخارجية المنقوشة بآيات قرآنية محفورة على الحجر بالخط العربي فتؤلّف فرادته وأهميته في التاريخ المعاصر.
ويحيط بالقصر حرج واسع من أشجار الصنوبر وقد شهد منذ نحو الشهرين احتفالات العيد الوطني الفرنسي الموافق 14 يوليو (تموز) الماضي.
وفي الداخل سيتنقل الزائرون بين قاعات القصر وصالوناته الفخمة والتي تتميّز بهندسة داخلية تجمع ما بين الطرازين الأوروبي والشرقي.
تنفتح الصالونات الواسعة على بعضها البعض وتزينها مواقد المدافئ من الجهتين وقطع الأثاث الشرقي والغربي بألوان هادئة. كما تتوزع في أرجائها لوحات فنية ورسومات وصناديق خشبية مطعمة بالنحاس ويزين حائط غرفة الطعام الكبرى سجادة جدارية فرنسية ضخمة. أما الثريات المتدلية من السقف فتضفي بزجاجها «المورانو» مشهدية جمالية تبرز فخامة المكان. ويلفتك في صالة الموسيقى آلة بيانو تقبع في إحدى زواياه فيما تناديك زخرفة ونقوش على جدران خشبية أخرى تحيط ببركة رخامية تعدّ من رموز الصالة العثمانية في القصر. وإلى جانب الصالة المذكورة يقع مكتب السفير وتتوسطه لوحة ضخمة للجنرال غورو تصوّره يعلن استقلال دولة لبنان الكبير، وصورة للرئيس شارل ديغول ينزل من طائرة في بيروت.
زيارة «قصر الصنوبر» في بيروت هذا المعلم التاريخي الذي يندرج على لائحة أجمل السفارات في العالم، ستشكّل متعة تثقيفية لأصحابها الذين سيروون تفاصيلها على مسمع أولادهم وأحفادهم كواحدة من أجمل القصص التي عايشوها عن قرب.
«قصر الصنوبر» في بيروت يفتح أبوابه أمام الزوار للسنة الثانية
جديده تطبيق إلكتروني يسمح بالتواصل مع دليل صوتي
«قصر الصنوبر» في بيروت يفتح أبوابه أمام الزوار للسنة الثانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة