عبد الله الثاني: وقف إطلاق النار جنوب سوريا يسهم في إيجاد بيئة لحل سياسي

قال إنه لمس التزاماً من الرئيس الأميركي بدعم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
TT

عبد الله الثاني: وقف إطلاق النار جنوب سوريا يسهم في إيجاد بيئة لحل سياسي

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنهم معنيون جداً بالتطورات في جنوب سوريا: «أولويتنا القصوى حماية حدودنا الشمالية من الجماعات الإرهابية والميليشيات الأجنبية».
وأضاف الملك عبد الله الثاني في مقابلة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أمس الأربعاء، أن بلاده مستمرة بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن هناك تقدما جيدا في الحرب ضد تنظيم داعش، ما قد يدفع «داعش» جنوباً نحو الأردن.
وأكد استعداد بلاده للتعامل مع «داعش» أو أي مجموعات أجنبية تقاتل في سوريا، بكل حزم أو عمليات تستهدف المدنيين قريباً من حدودنا وتسبب موجات لجوء جديدة.
وأضاف الملك عبد الله قائلا: «اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، يحقق مصالح مشتركة، ويمكن تطبيقه نموذجا في مناطق أخرى من سوريا، ومن شأنه أن يسهم في إيجاد البيئة المناسبة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، عبر مسار جنيف».
وأكد الملك عبد الله الثاني أنه «لا بد بعد سبعة أعوام من الدمار والقتل والتشريد من الوصول إلى حل سياسي تقبله جميع الأطراف في سوريا، ومن شأنه إنهاء الأزمة، وضمان وحدة الأراضي السورية، وسلامة مواطنيها، وضمان مستقبل من السلام والعيش الكريم لكل السوريين»، وأضاف: «من الممكن العمل على فتح المعابر إذا ما سمحت التطورات والظروف الأمنية على الأرض بذلك».
وأشار الملك عبد الله إلى أن الحرب ضد التطرف والإرهاب حرب دولية وطويلة الأمد، وأن التطورات الإيجابية الأخيرة في الحرب على الإرهاب جاءت نتيجة تحسن التنسيق بين الجميع.
وشدد العاهل الأردني على أن المناطق التي تم تحريرها من عصابة «داعش» الإرهابية في العراق وسوريا ليست نهاية المطاف؛ مضيفا أن «داعش قد تظهر من جديد إذا لم نوفر حلولاً جذرية لمختلف الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، ويجب أن نمنح الأمل لشعوب المنطقة، التي أرهقتها دوامة العنف والحروب. كما آن الأوان أن نوفر نوافذ الأمل أمام أجيال الحاضر والمستقبل».
وشدد الملك عبد الله على ضرورة ألا تطغى قضايا الشرق الأوسط على ما يتم في ميانمار من قتل وعنف وترحيل جماعي ضد المسلمين، مدينا الجرائم والاعتداءات والمجازر الوحشية التي ترتكب ضد أقلية الروهينغا المسلمة في إقليم راخين في ميانمار، التي أدت إلى قتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء المسلمين في الإقليم، محملا المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والقانونية ضد هذه الجريمة، ومطالبا الضغط على حكومة ميانمار لإنهاء هذه الأعمال الوحشية البشعة وحفظ حقوق الأقليات وحرية الأديان والمعتقدات للجميع.
وفي الشأن العراقي، أكد ملك الأردن دعم بلاده لجهود الحكومة العراقية في الحرب ضد «داعش»، وأنهم ينظرون بإيجابية للتقدم الذي يحرزه الجيش العراقي بالتعاون مع التحالف الدولي، مضيفا: «ولا يوجد لدينا أجندات في العراق سوى مصلحة شعبه وأمنه واستقراره»، مؤكدا أن وحدة واستقرار وازدهار وأمن العراق، مصلحة أردنية عليا.
وقال إن على العراقيين العمل معا لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، وإن الإنجازات الأمنية يجب أن يقابلها تقدم سياسي يشمل جميع مكونات الشعب العراقي لقطع الطريق أمام الإرهاب والطائفية.
واعتبر العاهل الأردني إعادة فتح معبر طريبيل، بين الأردن والعراق، خطوة مهمة نحو تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين، معربا عن الأمل في زيادة وتيرة وحجم تدفق البضائع والصادرات وأن تسترد التجارة البينية مستوياتها السابقة وأكثر من ذلك، كاشفا عن بدء تنفيذ خط النفط بين البلدين، الذي يعزز التعاون والعلاقة الاقتصادية بين البلدين.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، قال الملك عبد الله الثاني: «خلال تواصلي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمست التزاما بدعم جهود للوصول إلى حل يضمن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، معتبرا ذلك أمرا إيجابيا ومشجعا. وتابع: «أتوقع أن نرى ترجمة حقيقية لهذا الالتزام في المستقبل القريب، ومن الضروري أن يكون وفقا لحل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع».
وأشار الملك عبد الله إلى إن عدم إحراز أي تقدم في مسار عملية السلام من شأنه أن يؤجج مشاعر الإحباط والغضب لدى شعوب المنطقة ويخدم أجندة المتطرفين، الذين يستغلون الظلم الواقع على الفلسطينيين، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. وقد شهدنا ذلك مؤخرا خلال الأزمة الأخيرة في القدس الشريف.
وجدد الملك عبد الله تأكيده بأنهم سيواصلون حماية الأماكن المقدسة في مدينة القدس، وقال: «نسخِّر جميع إمكاناتنا للتصدي لأي محاولة للتقسيم الزماني والمكاني في المدينة وأننا على تواصل دائم وتنسيق مستمر مع القيادة الفلسطينية وعلى مختلف الصعد لاستئناف عملية السلام».
وفي الشأن المحلي قال إن الإصلاح في الأردن عملية مستمرة ومتدرجة، وهدفها تحقيق الأفضل للمواطن الأردني وتمكينه من المشاركة الفاعلة في مسيرة البناء، مؤكدا أن سيادة القانون هي أساس حماية الحقوق الفردية والعامة وتعزيز العدل والمساواة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.