القيادة الكردستانية أبلغت سليماني أن الاستفتاء لن يؤجل

بارزاني: البرلمان العراقي لن يكسر إرادة شعبنا

TT

القيادة الكردستانية أبلغت سليماني أن الاستفتاء لن يؤجل

كشف مصدر كردي مسؤول أمس أن القيادة الكردستانية رفضت مطالب النظام الإيراني بإلغاء استفتاء الاستقلال، وأن قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني فشل في إقناع قيادات الحزبين الرئيسيين في الإقليم بإبقاء كردستان في إطار العراق الموحد.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن وفدا إيرانيا برئاسة قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني زار أربيل أول من أمس واجتمع مع عدد من المسؤولين في حكومة الإقليم وقيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني «وطلب منهم إلغاء الاستفتاء والبقاء في إطار العراق الموحد، لأن الاستفتاء سيضر بالشعب الكردي وبإقليم كردستان، وإيران لا تؤيد إجراءه، لكن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة الإقليم رفضتا طلبه، وأوضحتا له أن كردستان خلال السنوات الماضية كانت مصدرا للاستقرار والأمن والسلام والتعايش السلمي في المنطقة، ولم تشكل خطرا على إيران أو أي دولة أخرى، وأن دولة كردستان المقبلة ستكون كذلك، ووجود دولة كردية يصب في مصلحة المنطقة، وسيكون عاملا للاستقرار فيها، ولن تكون مصدرا للمشكلات لأي دولة من دول المنطقة والعالم، وأبلغوا سليماني بأن الاستفتاء سيجري في موعده المحدد ولن يؤجل»، لافتا إلى أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني لم يلتق سليماني.
وأضاف المصدر أنه خلال اليومين الماضيين عقد سليماني مجموعة من الاجتماعات مع الأحزاب والأطراف السياسية في إقليم كردستان، واجتمع في مدينة السليمانية مع هيرو إبراهيم أحمد (عقيلة الرئيس العراقي السابق والأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني) القيادية في «الاتحاد الوطني»، وعدد من قياديي «الاتحاد»، وطلب منهم عدم دعم الاستفتاء، «لكن قيادات (الاتحاد) ردت عليه بأن عملية الاستفتاء ليست قرار حزب واحد؛ بل هو قرار شعب كردستان، ولا يمكن أن يقفوا ضد هذا القرار، لأنه قرار صادر عن الشعب الكردي ومعظم الأحزاب السياسية الكردية، وكردستان ماضية نحو الاستفتاء على الاستقلال في موعده المحدد».
إلى ذلك، قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، خلال مشاركته أمس في احتفال نظم في مدينة عقرة تأييداً للاستفتاء: «من يُرد أن يجرب إرادة الشعب الكردي؛ فليتفضل»، مشيراً إلى أن «البرلمان العراقي لن يتمكن من كسر إرادة الشعب الكردي». ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن بارزاني قوله إن «قرار الاستفتاء هو قرار جميع الأحزاب الكردستانية، فقد فشلت جميع محاولاتنا مع العراق، وعلى المسؤولين العراقيين أن يسألوا أنفسهم لماذا فشلت جميع محاولات الشراكة معهم». وتابع: «إننا ننتظر الاستقلال منذ مائة عام، ولكن إذا كان لديهم بديل عن الاستفتاء، على أن تتحقق جميع الأهداف التي نسعى إليها، فسوف نقبل بذلك».
من ناحية ثانية، وصل أمس مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بريت ماكغورك، إلى إقليم كردستان، حيث عقد اجتماعات مع قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«حركة التغيير» في السليمانية، وكشف مصدر كردي أن ماكغورك جدد دعم واشنطن لكردستان، وأن هذا الدعم سيستمر مستقبلا، كما طلب من قيادة «حركة التغيير» المشاركة في جلسة برلمان الإقليم التي ستعقد اليوم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.