القضاء البرازيلي يجيز من جديد سلسلة تحقيقات تطال تامر ولولا

TT

القضاء البرازيلي يجيز من جديد سلسلة تحقيقات تطال تامر ولولا

أجازت المحكمة العليا في البرازيل لممثلي الادعاء العام التحقيق مع الرئيس ميشال تامر في قضية فساد مزعومة، تضمنت إصدار مرسوم ينظم الموانئ، وذلك وفقاً لما ذكرته وثيقة للمحكمة العليا، ويقوم التحقيق على أساس محادثة هاتفية مسجلة لرودريجو روتشا لوريس، وهو مساعد سابق للرئيس تامر، الذي قيل إنه ناقش استخدام نفوذه لصياغة المرسوم مقابل رشى من شركة «رودريمار».
وقال روبرتو باروسو، قاضي المحكمة العليا، في حكمه إن التحقيق له ما يبرره لأن رودريجو جانوت، كبير المدعين بالبرازيل، وجد مؤشرات قوية على ارتكاب جرائم بناء على حقيقة أن المرسوم الذي وقعه تامر أعطى فيه امتيازات إلى حد ما لصالح الشركة البرازيلية.
وفي هذه الأثناء، يستجوب قاضي مكافحة الفساد في البرازيل سيرجيو مورو، للمرة الثانية، الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي أضعفته اعترافات خطيرة أدلى بها أحد أقرب المحيطين به.
كان مورو قد حكم على لولا دا سيلفا في يوليو (تموز) بالسجن نحو 10 سنوات في قضية منفصلة. وفي المجموع، تستهدف 6 قضايا الرئيس السابق، ويمكن أن تقضي على طموحاته في العودة إلى السلطة، والترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكشف وزير المالية السابق أنطونيو بالوتشي، الأسبوع الماضي، أسراراً قد تشكل ضربة قاسية للرئيس الأسبق لولا. وأوقف بالوتشي في سبتمبر (أيلول) 2016، وحكم عليه بالسجن 12 عاماً.
هذا، واستمع القاضي مورو إلى بالوتشي، وأكد أن لولا أقام حلفاً وثيقاً بين حزب العمال الذي يقوده ومجموعة «أوديبريشت» للأشغال العامة التي تشكل صلب فضيحة الفساد التي تهز البرازيل.
ومن الممكن أن يستخدم القاضي هذه العناصر الجديدة لتعزيز الاتهامات التي يواجهها الرئيس الأسبق، ويقول الادعاء إن شركة «أوديبريشت» للإنشاءات قدمت على ما يبدو أرضاً إلى معهد لولا في ساو باولو، ووضعت بتصرف عائلته أرضاً أخرى في مدينة ساو برناردو دو كامبو المجاورة، لقاء تسهيلات أمنها لحصول المجموعة على عقود من شركة النفط الحكومية «بتروبراس».
وصرح بالوتشي بأن «الوقائع التي نقلت صحيحة»، وهذا ما يمكن أن يسقط كل خط الدفاع عن الرئيس الأسبق. لكن لولا دا سيلفا قال على صفحته على «فيسبوك» إن «القصة التي يرويها أنطونيو بالوتشي تناقض كل الشهادات الأخرى، ولا يمكن فهمها إلا في إطار واقع أنه رجل مسجون أدين في قضايا أخرى للقاضي سيرجيو مورو».
وعلى الرغم من التهم الموجه إلى الرئيس الأسبق لولا، فإنه ما زال يتقدم نيات التصويت في استطلاعات الرأي، لكنه يلقي رفضاً من قبل جزء كبير من الرأي العام البرازيلي.
ولم تجذب جولته في المناطق الفقيرة في الشمال الشرقي، في الأسابيع الماضية، حشوداً كبيرة. والشمال الشرقي هو واحدة من المناطق التي استفادت أكثر من سواها من السياسة الاجتماعية الطموحة للرئيس الأسبق في إخراج عشرات ملايين البرازيليين من الفقر.
وفي هذه الأثناء، أعلن حزب العمال عن مظاهرة دعم للرئيس اليساري الأسبق في كوريتيبا، لكن معظم المراقبين يتوقعون تعبئة أصغر من تلك التي سجلت عند استجوابه للمرة الأولى، عندما شارك نحو 7 آلاف ناشط.
وقد يضطر الحزب الذي ما زال تحت صدمة إقالة الرئيسة ديلما روسيف المفاجئة، للتفكير بخطة بديلة لانتخابات 2018، وإن كان أي من أعضاء الحزب لا يجرؤ على الحديث عن ذلك علناً. جدير بالذكر أنه عندما غادر لولا الحكم في عام 2010، كان من المستحيل عملياً توجيه أي تهمة له، لبلوغ شعبيته 80 في المائة من الشارع البرازيلي، وكانت البرازيل في ذروة طفرتها الاقتصادية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».