صوّت مجلس النواب العراقي بالأغلبية المطلقة للأعضاء الحاضرين، أمس، على رفض استفتاء إقليم كردستان، المقرر في 25 سبتمبر (أيلول) الحالي. وذكر مقرر مجلس النواب، نيازي معمار أوغلو، أن «173 من أصل 204 نواب صوتوا على القرار»، في مقابل امتناع النواب الكرد عن التصويت، وانسحابهم من الجلسة البرلمانية.
وألزم قرار البرلمان المصوت عليه «السلطات المختصة باتخاذ ما يلزم لإلغائه»، كذلك طالب «الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ببدء الحوار الجاد لحل المسائل العالقة، بموجب الدستور والقوانين السائدة».
من جهته، رحب زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، بقرار البرلمان، وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «نحيي الموقف المسؤول لمجلس النواب العراقي في رفض استفتاء إقليم كردستان، ونؤكد وقوفنا مع السيد رئيس الوزراء في القيام بدوره لحماية وحدة العراق».
إلى ذلك، التحقت 7 نقابات مهنية في بغداد بالجهات الرافضة لاستفتاء الإقليم، وقررت مجتمعة رفع دعوى قضائية ضد حكومة إقليم كردستان. وقال بيان صادر عن نقابات «المحامين والمهندسين والصحافيين والأطباء والمعلمين والعمال»، أمس: «بالنظر لما يمر به العراق من تحديات صعبة، وبنزعة انفصالية من قبل حكومة إقليم كردستان، ومخالفتها لنص المادة (1) من الدستور العراقي لسنة 2005، وما ألزمته نص المادة (109) للسلطة الاتحادية بالحفاظ على وحدة العراق وأراضيه، وعدم وجود غطاء قانوني لهذا الاستفتاء، تقدمت تلك النقابات بالشكوى الرسمية، وإقامة دعوى قضائية على حكومة الإقليم».
وطالب البيان المشترك رئيس الوزراء حيدر العبادي بإقامة دعوى قضائية مماثلة للوقوف بوجه «الإجراءات التي قامت بها حكومة الإقليم لإجبارها على التراجع عن قرارها»، ودعا «الشعب العراقي بكل أطيافه إلى الوقوف بوجه الاستفتاء».
من جانبه، جدد نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، موقفه الرافض لإجراء الاستفتاء داخل الإقليم وخارجه، وقال في بيان صادر عن مكتبه: «نعتقد أن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان ضمن حدود 2003 يشكل مخالفة دستورية واضحة؛ من واجبنا التحفظ على الإجراء»، معتبراً «شمول كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها في الاستفتاء تصرفاً غير دستوري وغير قانوني، ويتضمن اعتداء جلياً على حقوق المكونات المتآخية من عرب وتركمان، لذلك فإننا نرفضه رفضاً قاطعاً».
ودعا النجيفي من سماهم «أهلنا»، من العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها، إلى رفض الاستفتاء وعدم المشاركة فيه، مشدداً على رفضه «لأية نتائج يتمخض عنها الاستفتاء، ذلك أننا غير معنيين بها بسبب عدم قانونيتها، وتناقضها مع الحقوق والعيش المشترك للمكونات المتآخية»، وأشار إلى ضرورة «الالتزام بالدستور، من قبل الحكومة الاتحادية والإقليم، وبحث المشكلات والمعوقات بروح وطنية شفافة تعلو عن محاولات فرض الإرادة، وأن تكون مصلحة العراق سقفاً نتعاون جميعاً في ظلاله».
إلى ذلك، حذر النائب في البرلمان العراقي عن تيار الحكمة، عزيز كاظم، من إجراء الاستفتاء، وقال لشبكة «رووداو» الإعلامية: «إن الكرد هم أكثر المستفيدين من الأوضاع في العراق منذ 2003»، موضحاً أن «المحافظات الجنوبية تعيش حالة من الفقر والبؤس والبطالة، بينما مدن أربيل ودهوك والسليمانية تحظى بالازدهار والانتعاش الاقتصادي، وقد أصبحت معلماً سياحياً».
وتوقع النائب عن تيار الحكمة، الذي يتزعمه عمار الحكيم، أن «الحكومة العراقية ستقاطع إقليم كردستان نهائياً حال إجراء استفتاء الاستقلال». وحذر كاظم من إجراء الاستفتاء، حيث قال: «إن استفتاء كردستان سيكون بمثابة اللعب في النار، وهذا غير ممكن أن يتحقق»، داعياً الحكومة العراقية للهيمنة على جميع ثروات البلد، وعدم انفراد حكومة إقليم كردستان بتصدير النفط دون موافقة بغداد، مبدياً استغرابه من غلق أبواب الحوار والمفاوضات بين بغداد وأربيل.
مجلس النواب العراقي يصوت ضد استفتاء كردستان... ويلزم الحكومة بمنعه
النجيفي دعا العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها إلى مقاطعته
مجلس النواب العراقي يصوت ضد استفتاء كردستان... ويلزم الحكومة بمنعه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة