ميليشيات الحوثي وصالح تختطف 18 مدنياً في البيضاء وعمران

الجيش يعزز قواته في الجوف ويتصدى لهجوم على التشريفات في تعز

TT

ميليشيات الحوثي وصالح تختطف 18 مدنياً في البيضاء وعمران

اختطفت الميليشيات الانقلابية في اليمن 18 مواطناً من محافظتي البيضاء وعمران، مواصلة بذلك انتهاكها لحقوق المدنيين في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وقال أحمد الحمزي، وهو ناشط سياسي من أبناء البيضاء، لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات شنت حملة اختطافات طالت 12 من أنباء منطقة السوادية في البيضاء ونقلتهم إلى منطقة مجهولة».
وأضاف أن عملية الاختطاف تمت إثر قيام أحد المتحوثين ممن يطلقون على أنفسهم اسم (السادة)، بوشاية إذ أبلغ الميليشيات أن الرجل يعارضهم ويتحدث بكلام لا يروق لهم. احتجزت الميليشيات الرجل يوما واحداً ثم أطلقت سراحه، وعندها توجه إلى هذا الشخص وحاول طعنه بالجنبية (الخنجر) فأطلق عليه الواشي النار وأصابه مما اضطر لنقله إلى أحد مستشفيات صنعاء. وأكد المصدر أنه «بعد هذه الحادثة، شنت الميليشيات الحوثية حملة اختطافات كبيرة في أوساط المواطنين وصل عددهم إلى 12 شخصا من أبناء قبيلة السوادية»، مشيراً إلى أن عملية الاختطافات «تقوم به الميليشيات بشكل مستمر في منطقة السوادية في الخوعة وفي الزاهر والصومعة وذي ناعم، تتكرر الاختطافات، علاوة إلى أنه بعد الاختطاف يهجمون على منزل المختطف»، وأنها تسير على نهج «إما أن تكون معي وإما فأنت ضدي».
ونفى الحمزي «ادعاءات الانقلابيين بأنهم تمكنوا بعد مواجهات عنيفة من استعادة مواقع من المقاومة الشعبية في مديرية الزاهر»، قائلا إنه «على الرغم من القصف العنيف والهمجي من قبل الميليشيات على قرى الزاهر ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المتمركزة في المنطقة فإنها لم تحقق أي تقدم أو حتى تحدث أي إصابات في صفوف الجيش أو المقاومة».
وفي محافظة عمران، قالت مصادر مطلعة إن ميليشيات الحوثي اختطفت، الأسبوع الماضي، ستة من أبناء مديرية ثلاء دون ذكر أي أسباب تذكر، وإنها مستمرة في عمليات اختطافها للمواطنين، مضيفة أن عملية الاختطافات لاقت استياء واستنكارا شديدا من قبل الأهالي. وحذرت المصادر من «استمرار اختطاف سكان ثلاء دون وجه حق، وأن عمليات الاختطافات لأبناء المنطقة ستقود الانقلابيين إلى نتائج لا تحمد عقباها».
جاء ذلك في الوقت الذي تجددت المواجهات العنيفة في الجبهة الشرقية لتعز إثر محاولة تسلل ميليشيات الحوثي وصالح إلى مواقع الجيش الوطني في معسكر التشريفات الذي تصدى لهم وأجبرهم على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وتكثيف مدفعية الجيش لقصفها على مواقع الانقلابيين التي تقصف بها مواقع الجيش والأحياء السكنية.
تزامن ذلك، مع تصعيد الانقلابيين لقصفهم الهستيري على الأحياء السكنية بقذائف المدفعية ومضادات الطيران من مواقع تمركزها في أطراف المدينة بما فيها من مواقعهم في تبتي السلال والجعشة. وبحسب ما أفاد به مصدر عسكري في «اللواء 22 ميكا» فإن مدفعية الجيش الوطني في القطاع الأول للواء 22 تمكنت من تدمير مضاد الطيران التابع للانقلابيين المتمركز في تبة الجعشة وإسكات نيرانه الذي كان يطلقها على الجيش الوطني في محيط التشريفات والأحياء السكنية، وكسر هجوم الميليشيات الانقلابية على معسكر التشريفات. وأضاف المصدر العسكري أن «محيط جبل هان، غربا، يشهد مواجهات مستمرة بعد إحباط القوات عملية التفاف قامت بها الميليشيات على مواقع الجيش في الجبل وأجبرتهم على التراجع في ظل قصف عنيف على مواقع الانقلابيين في حذران ومنطقة الروض».
وبينما احتدمت المعارك منذ أيام في جبهة الجوف، شمالا، وبشكل أعنف في سلسلة جبال حام بمديرية المتون وسط استماتة الجيش الوطني بالتقدم واستكمال السيطرة والذي يقابله استماتة الانقلابيين واستعادة مواقع خسرتها، عزز الجيش الوطني قدراته العسكرية في جبهة الجوف بمنظومة دفاع جوية «باتريوت» بدعم من التحالف العربي التي تقوده السعودية.
وقالت مصادر عسكرية، نقل عنها موقع الجيش الوطني «سبتمبرنت» إن «منظومة الدفاعات الجوية باتريوت وصلت إلى المحافظة الأحد، وإن الفرق الهندسية تعمل على تركيب المنظمة في محور الجوف، حيث إن هدفها الرئيسي حماية المحافظة من الهجمات الباليستية التي تنفذها الميليشيات الانقلابية بين الحين والآخر». وذكرت أن «وصول هذه التعزيزات العسكرية يأتي وسط استعداد قتالي عال في محور الجوف لتحرير ما تبقى من المحافظة من سيطرة الميليشيات الانقلابية ودحرها منها».
وزار رئيس هيئة الأركان اللواء طاهر العقيلي، أمس، محافظة الجوف في إطار جولة تفقدية لسير المعارك التي يخوضها الجيش الوطني في جبهات القتال مع الميليشيات، حيث التقى رئيس هيئة الأركان قائد المنطقة العسكرية السادسة العميد الركن أمين الوائلي.
وناقش خلال اللقاء جملة من القضايا المتعلقة في معركة تحرير المحافظة من الانقلابيين والخطط الاستراتيجية المتعلقة بمهام المنطقة. وشدد على دعم «جميع المناطق العسكرية بما يكفل لها القيام بالمهام دون أي صعوبات». جاء ذلك في الوقت الذي تواصل المواجهات العنيفة بين الجيش الوطني والانقلابيين في محيط القتب وتخوم العقران في جبهة الميسرة بمديرية نهم، شرق صنعاء، والتي امتدت إلى المجاوحة وبني فرج. وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش سيطر على المريحات في الميسرة المطلة على العقران بالقرب من مركز مديرية نهم. وذكرت المصادر أن مقاتلات التحالف العربي تواصل إسنادها الجوي لقوات الجيش الوطني وشنت عددا من الغارات في القتب والمدفون وجبال يام، استهدفت فيها تجمعات ومواقع للانقلابيين.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.