«حزب الله» يكشف عن قائد قواته في دير الزور «بقرار من نصر الله»

TT

«حزب الله» يكشف عن قائد قواته في دير الزور «بقرار من نصر الله»

يعكس ظهور قيادي عسكري بارز في «حزب الله» إعلامياً تغييراً في سياسته الإعلامية، كون الحزب لم يرفع السرية عن قيادييه العسكريين منذ تأسيسه في الثمانينات، ودرج على الكشف عنهم بعد مقتلهم.
وكشف «حزب الله» عن مشاركته في معارك دير الزور، عبر مقابلة أجراها القائد الميداني لـ«حزب الله» في دير الزور، وعرفته القناة باسم «الحاج أبو مصطفى»، من غير الكشف عن اسمه كاملاً. وتبين أن الحزب كان يقاتل في مدينة دير الزور المحاصرة، قبل فك الطوق عنها الثلاثاء الماضي، عبر تقدم لقوات النظام والميليشيات الرديفة من الجهة الغربية باتجاه المدينة ومطارها العسكري.
وأبو مصطفى هو أول قيادي عسكري في الحزب يعطي تصريحات للإعلام، فضلاً عن أنه يكشف عنه للمرة الأولى بوصفه قائداً لقوات الحزب في المدينة. وقد قال في المقابلة: «إننا كنا في دير الزور نتعرض لهجمات ضخمة من (داعش)، ولم يستطع تحقيق أي نصر»، وأوضح أن الحصار في دير الزور طال 5 آلاف مدني حاولوا التعايش مع هذا الوضع لإدارة هذه الأزمة، وأضاف أن خلية الأزمة التي كانت موجودة في مطار دير الزور تمكنت من إدارة الأزمة على جميع الأصعدة. واختار «أبو مصطفى» الظهور في قناة «الميادين» المقربة من الحزب، وليس في لقاء مع قناة «المنار» التابعة للحزب، ما يعتبر أمراً لافتاً بالنظر إلى أن مراسلين لقناة «المنار» بثوا رسائل ميدانية من دير الزور، في إطار تغطية عمليات فك الحصار عنها.
وإذ قال إن ظهوره الإعلامي هو بقرار من الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، تناقلت لاحقاً مواقع محلية في لبنان رسالة من عائلة أبو مصطفى وجهتها إلى نصر الله، أعلنت فيها أن القيادي في الحزب كان موجوداً في دير الزور منذ 8 أشهر، وقالت في الرسالة: «نحن عائلة الحاج أبو مصطفى طوال هذه الأشهر الثمانية لم نرَ إلا جميلاً، وكنا قد وطنا أنفسنا على جميع الخيارات والاحتمالات التي كنا مستعدين لها».
وأشارت العائلة إلى «أننا لم نكن يوما ننتظر أن يظهر أبي في الإعلام حياً يرزق، وأمام أعين كل العالم… كنا كسائر إخوته المجاهدين نعلم أن هؤلاء القادة يعرفون بعد عروجهم»، في إشارة إلى كشف الإعلام في الحزب عن جوانب من مهمات القياديين العسكريين بعد مقتلهم، كما هو الحال في التقارير التي تم بثها عن قياديين قتلوا في سوريا، أبرزهم مصطفى بدر الدين.
وأكد «أبو مصطفى» لقناة الميادين أن «ما حصل اليوم في دير الزور من فك الحصار عنها وعن مطارها انتصار استراتيجي بكل ما للكلمة من معنى»، معلناً أن المعارك في مدينة دير الزور «كانت مدرسة للتضحية والبطولة».
وقدم الشكر «للقيادة السورية الحكيمة، متمثلة بالرئيس الأسد، ولإيران التي دعمت، وروسيا على دعمهم لتحقيق هذا النصر في دير الزور»، ووجه الشكر لنصر الله «الذي واكب وتابع عمليات دير الزور»، وقال إن «النصر ما كان ليتحقق لولا بسالة الأبطال من الخارج، وكل صنوف الحلف الروسي الإيراني السوري»، وأكد أن «حزب الله» هو «جزء لا يتجزأ من محور يمتد من إيران إلى العراق إلى دمشق فبيروت حتى فلسطين المحتلة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».