رد رئيس الحكومة اللبنانية السابق تمام سلام على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال حفل تشييع العسكريين العشرة الذين قتلهم تنظيم «داعش» قبل عامين، التي اعتبر فيها أن وقوعهم في الأسر تم في ظلّ «غموض مواقف المسؤولين التي سبّبت جراحاً في جسم الوطن».
وأشار سلام إلى أنّه كان قرر «عدم الخوض في الجدل المفتعل الذي أثير بعيد عملية (فجر الجرود)، ذلك احتراماً لأرواح الشهداء الأبطال ولآلام عائلاتهم من جهة، وحرصاً على عدم الانجرار إلى مناكفات سياسية غير مجدية والمشاركة في لعبة تصفية حسابات مع مرحلة كانت من أصعب المراحل وأدقّها في تاريخ الجمهورية اللبنانية»، إلا أنه لفت إلى أن ما ورد على لسان عون في حفل التشييع دفعه لتسجيل عدة نقاط.
وشدد سلام على أن موقف حكومته في فترة الفراغ الرئاسي «الذي لم يشهد له لبنان مثيلاً، لم يكن غامضاً على الإطلاق بل كان واضحاً وضوح الشمس، يتلخص في وجوب العمل على تحرير العسكريين المخطوفين بكل الإمكانات المتاحة، مع الحرص في الوقت نفسه على أرواح أبناء بلدة عرسال العزيزة صوناً للاستقرار وحماية للسلم الأهلي في البقاع خاصة ولبنان عامة»، لافتاً إلى أن «الغموض الذي يشير إليه فخامة الرئيس إنّما يصحّ لوصف مواقف وأدوار القوى السياسية، التي عرقلت دورة الحياة وعطلت مصالح العباد على مدى ما يقارب ثلاث سنوات، والتي تحلّل اليوم ما كانت تحرّمه بالأمس، وتجيز لنفسها إطلاق التهم جزافاً في كل الاتجاهات، وتمعن تجريحاً في جسم الوطن».
وقال سلام إنه يضم صوته إلى صوت عون «لجهة ضرورة جلاء كل الحقائق»، وأضاف: «أدعو إلى فتح التحقيق على مصراعيه وإلى رفع السريّة عن محاضر جلسات مجلس الوزراء ليتسنى للبنانيين، وفي مقدمتهم عائلات الشهداء، الاطلاع عليها، حتى لا تصير أضاليل اليوم كأنّها حقائق الأمس». واعتبر أنّه «من حق المواطنين اللبنانيين أن يعرفوا طبيعة الوقائع الميدانية في عرسال وجوارها يومذاك، وما هي مواقف من يتاجرون اليوم بأرواح الشهداء. من حقهم أن يعرفوا من أيّد التفاوض مع الإرهابيين الخاطفين ولماذا ومن رفضه ولماذا، ومن أحبط المساعي التي قامت بها هيئة علماء المسلمين وغيرها ولماذا».
وأشار سلام إلى أن «الأجواء السلبية المفتعلة داخل مجلس الوزراء في تلك المرحلة، لم تؤثر على الإطلاق على القوى العسكرية والأمنية ولا على صلابة القيادة العسكرية التي كانت دائماً تتمتع بالجهوزية الكاملة ولم تقصّر في بذل أي جهد في معركة مواجهة الإرهاب في الداخل وعلى الحدود وتحرير العسكريين المخطوفين». وإذ حث على وجوب أن يعمل اللبنانيون على «تمتين وحدتهم الوطنية ونبذ المصالح الضيقة تحقيقاً لأحلام شبابنا الذين كفروا بالانقسامات والتراشق السياسي»، شدد سلام على أن «المدخل الأول إلى ذلك هو الترفّع، لأنه به تتخلص السياسة من أمراضها وتصبح عملاً نبيلاً، وبه نرتقي إلى مستوى ما قدّمه العسكريون الشهداء».
سلام رداً على عون: لرفع السرية عن جلسات الحكومة
سلام رداً على عون: لرفع السرية عن جلسات الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة