مارفيك يتمنى هولندا والسعودية في مجموعة واحدة بكأس العالم

«فيفا» يؤكد أن فلسفة المدرب أعادت الأخضر للزمن الجميل

مارفيك خلال احتفالات الأخضر بتأهله للمونديال (تصوير: بدر الحمد)
مارفيك خلال احتفالات الأخضر بتأهله للمونديال (تصوير: بدر الحمد)
TT

مارفيك يتمنى هولندا والسعودية في مجموعة واحدة بكأس العالم

مارفيك خلال احتفالات الأخضر بتأهله للمونديال (تصوير: بدر الحمد)
مارفيك خلال احتفالات الأخضر بتأهله للمونديال (تصوير: بدر الحمد)

تمنى الهولندي مارفيك مدرب المنتخب السعودي، وقوع منتخب بلاده مع الأخضر في مجموعة واحدة بكأس العالم 2018 في روسيا.
وقال مارفيك لصحيفة «تليغراف» الهولندية، إنه يتمنى صعود المنتخب الهولندي رغم وجوده في المركز الثالث في المجموعة وتبقِّي مباراتين فقط في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وتطرق مارفيك إلى مباراة المنتخب السعودي واليابان والاحتفالات الكبيرة التي أعقبتها، قائلا: «الاحتفال على أرضية الملعب وفي غرف الملابس مع اللاعبين كان مذهلاً»، وأضاف: «بعد هذه الأسابيع الصعبة كان علينا العودة إلى الديار».
وعن إنجازه مع المنتخب السعودي الذي صعد إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة بتاريخه، أشار مارفيك إلى أن «وصولي إلى نهائي كأس العالم 2010 مع المنتخب الهولندي هو الإنجاز رقم واحد، وإنجازي الثاني هو مع فينورد حينما حققت كأس الاتحاد الأوروبي مطلع الألفية 2001 - 2002، وهذا الإنجاز لا يقل أهمية عنهما».
وزاد: «كنتُ أعرف أن لدينا الإمكانيات وأننا نستطيع أداء كرة قدم حقيقة، لكن كان الطريق طويلاً ولم يكن بسهولة أن نجعل المنتخب السعودي هو المنتخب الثامن المشارك في كأس العالم 2018 في روسيا».
وفي نهاية حديثه أبدى المدرب سعادته بالتأهل وبفرحة الجماهير الغامرة بعد الفوز التاريخي على المنتخب الياباني بهدف نظيف، وبهذا يكون المدرب مارفيك هو خامس مدرب يقود المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم، وتأمل الجماهير السعودية أن تتكرر قصة النجاح في كأس العالم 1994، عندما صعدت السعودية إلى دور الـ16.
ومن جهة ثانية استعرض موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر صفحاته تقريراً خاصاً بالهولندي مارفيك، وأشار موقع «فيفا» إلى أن الفلسفة الهولندية للمدرب مارفيك أعادت الأخضر السعودي إلى الزمن الجميل الذي افتقده لسنوات طويلة ودخل نفق مظلم قبل أن يخرج منه بقيادة المدرب الذي قاد هولندا في المباراة النهائية لمونديال 2010 أمام إسبانيا.
وأوضح «فيفا» عبر موقعه الإلكتروني: بلغ المنتخب السعودي واحداً من أزهى العصور في تاريخه الكروي بالتأهل لنهائيات كأس العالم لأربع مرات متتالية، خلالها ظل (عملاق آسيا) موجوداً في أعلى الهرم القارِّي، كيف لا وهو الذي بات أحد فرسانها الذي تصدى لحمل المشعل وتمثيل القارة الأكبر في العرس العالمي، خلال الحقبة التي امتدت من 1994 وحتى 2006، وعلاوة على التأهل للنهائيات العالمية، ظفر بلقب كأس آسيا 1996 وخاض النهائي في نسختي 2000 و2007، بعدها انقلب الموقف تماماً، لا يدري العشاق ما الذي حدث، عاش الأخضر ما يمكن وصفه بـ«السنوات العجاف» بدأت مع خسارة فرصة التأهل المباشر لنهائيات جنوب أفريقيا 2010، باحتلال المركز الثالث في الدور الحاسم خلف الكوريتين (الجنوبية والشمالية)، لتأتي بعدها صاعقة خسارة الملحق الآسيوي بشكل قاتل أمام البحرين، ليبدأ المؤشر الفني بالانخفاض بشكل مخيف، حيث خرج الفريق من الدور الأول لكأس آسيا 2011، ثم فشل في التأهل للدور الحاسم من تصفيات البرازيل 2014 حين حل ثالثاً في المجموعة الرابعة خلف أستراليا وسلطنة عمان محققا انتصاراً واحداً، ليكتمل المشهد في تكرار الخروج من الدور الأول لكأس آسيا 2015.
وأشار «فيفا» إلى التغييرات الكبيرة للمدربين في المنتخب السعودي قبل حضور مارفيك، موضحاً: «استدعى الأمر تغييراً شبه متواصل في القيادة الفنية، فتولى سبعة مدربين المهمة دون أن يحقق أي منهم النجاح، لينجح الاتحاد السعودي في جذب أحد 4 مدربين وصلوا لنهائي كأس العالم في آخر نسختين، أتى الهولندي بيرت فان مارفيك وأخذ مكانه في 26 أغسطس (آب) 2015، بوقت صعب بكل تأكيد إذ انطلقت للتو تصفيات الدور الثاني المؤهلة لنهائيات كأس العالم روسيا 2018».
وتحت عنوان «فلسفة هولندية» أشاد «فيفا» بالتكتيك الذي كان يسير عليه مارفيك، مشيراً: «كان المنتخب السعودي قد حقق انتصاره الأول في التصفيات بصعوبة بالغة، هدف بالوقت القاتل 3 - 2 أمام منتخب فلسطين، حضر فان مارفيك رفقة جهازه المساعد وبدأ استكشاف اللاعبين، ولأن الموسم الجديد بالكاد انطلق، كان لزاماً عليه الاعتماد على ما يملك من أوراق، عاد الفريق لاستكمال مشواره ودشن الهولندي مباراته الأولى بفوز ساحق على تيمور الشرقية بسبعة أهداف دون رد». وواصل المدرب ابن المدرسة الهولندية الشاملة مسيرته الواثقة، الفوز على ماليزيا ومن ثم الإمارات القوية، أدخل الكثير من الثقة للمضي على الطريق الطويل نحو استعادة التألق، وخلال الجولات السبعة في تصفيات الدور الثاني التي انتهت في مارس (آذار) 2016 أنهى السعوديون المجموعة الأولى بالمركز الأول برصيد عشرين نقطة وستة انتصارات وتعادلين وبحصيلة أهداف بلغت 28 هدفاً.
وعزا موقع «فيفا» إلى أن نجاح مارفيك في التصفيات الأولية يعود لثلاثة أسباب هي الثبات على خطته التكتيكية المعتمدة 4/ 3/ 3 مع الثبات على العناصر التي رأي فيها حجر الأساس لديمومة عمل المنظومة مع حرصه على إجراء بعض التعديلات، ومنح الفرص لكثير من اللاعبين من أجل انخراطهم في خطته.
وقال «فيفا» عبر تقريره بأن نجاحات مارفيك قادت اتحاد الكرة السعودية للتجديد معه قبل الدور الحاسم من التصفيات: «بعد التأهل للدور الحاسم، كان طبيعيا أن يقوم الاتحاد السعودي بالتجديد للمدرب فان مارفيك، بعد أن وجدوا فيه الرجل المناسب لهذه المرحلة المهمة فمعه ارتفع سقف الطموحات، وبات التركيز على غاية التأهل لنهائيات روسيا هو الهدف الرئيسي للهولندي ولاعبيه».
لم تسمح أجندة وضغط الموسم من خوض كثير من المباريات الودية والمعسكرات الخارجية، فاقتصرت على ثلاث مباريات فقط ومعسكرات قصيرة جداً اختبر فيها مارفيك المزيد من اللاعبين، لتعود عجلة المباريات الرسمية إلى الدوران، ففي سبتمبر (أيلول) 2016، بدأ المشوار بفوز صعب على تايلاند بهدف دون رد وبعد أيام تكرر المشهد بانتصار أصعب على العراق بهدفين لهدف، ورغم أن هذين الفوزين جاءا بفضل ركلات الجزاء، فإن الحصول على النقاط الست أعطى دفعة معنوية هائلة للأخضر.
وأضاف: «أصبح الفريق واثقاً من قدراته وتعزز هذا بتعادل جيد مع أستراليا 2/ 2 ومن ثم انتصار مهم على الإمارات بثلاثة أهداف دون رد وضع الأخضر في مستوى متقدم من المنافسة، ورغم الخسارة الأولى في اليابان 2/ 1 فإن تجديد الفوز على تايلاند بثلاثية نظيفة والعراق بهدف دون رد جعل من الفريق على مشارف التأهل».
وأوضح «فيفا» أنه على رغم من الخسارة الصعبة في أستراليا 3/ 2 والمفاجئة أمام الإمارات 2/ 1 قبل جولة من النهاية أدخل الجميع في مأزق صعب، فإن كرة القدم أنصفت الأخضر وأعادت له الآمال بضرورة الفوز على اليابان بأي نتيجة من أجل التأهل، وهو ما كان بهدف دون رد لينجح السعوديون في نيل بطاقة الترشح والعودة للعرس العالمي بعد طول غياب.
واختتم موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم تقريره بالإشارة إلى ثلاثة أسباب كانت تقف خلف نجاح مارفيك في الدور الحاسم وهي أولاً النجاعة الهجومية حيث سجل سبعة عشر هدفا ليكون الهجوم الأقوى في المجموعتين بجوار اليابان، إضافة إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور حيث حقق أربعة انتصارات وتعادل في المباراة الخامسة على أرضه، أما ثالث هذه الأسباب فيعود إلى نجاحه في الشوط الثاني حيث سجل الأخضر 12 هدفا من أصل أهدافه السبعة عشر وذلك يعود لمارفيك الذي قرأ منافسيه جيدا ليحصد 16 نقطة من أصل 19 متلافياً تأخره أو تعادله بالنتيجة في الشوط الأول.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».