غازي حمد ينتقد {حماس} ويدعوها إلى مراجعة أدائها

قال إنها انشغلت بأعباء الحكم وطرح وثيقتها السياسية الجديدة تأخر 10 سنوات

TT

غازي حمد ينتقد {حماس} ويدعوها إلى مراجعة أدائها

انتقد القيادي في حركة حماس، غازي حمد، تفرد حركته بالقرار السياسي في قطاع غزة. وقال إن عليها أن تستوعب الكل الفلسطيني، بجميع ألوانه وأطيافه من الأحزاب والمستقلين ورجال الأعمال وغيرهم، وإن عليها أن توسع عباءتها لتتعدى حدود التنظيم، من خلال إعطاء مساحة أكبر للهوية الوطنية، وتبني القضايا والمناسبات الوطنية، لكي تستطيع قيادة المشروع الوطني.
ورأى حمد في مقال طويل نشره أمس، عبر مدونته، أن حركة حماس تأخرت نحو 10 سنوات في طرح رؤيتها ووثيقتها السياسية الجديدة، خصوصا بعد أن تجاوزتها الأحداث والتقلبات في المنطقة، مشيرا إلى أن قرارات الحركة كثيرا ما يفوتها قطار الأحداث المتسارعة، مما يجعل قدرتها على استثمار أي حدث محدودة.
وكتب حمد، الذي شغل مناصب عدة في حماس وهو مقرب من قائد الحركة يحيى السنوار، أن «حماس طوال ثلاثين عاما، لم تنجح في بلورة أو تبني سياسة استراتيجية ناضجة لاستقطاب مختلف مكونات المجتمع، وأضاعت فرصا ذهبية كان يمكن اغتنامها في ترجمة قوتها وحضورها، منذ انتخابات عام 2006، وفي نشر برنامجها ورؤيتها السياسية وطنيا ودوليا».
ويعتقد حمد أن انشغال الحركة بأعباء الحكم، فوت عليها أن تكون لاعبا مركزيا في المنطقة، وهذا ما جعل لحركة فتح دورا أكبر للتحكم بدفة الحراك السياسي الفلسطيني في المحافل العربية والدولية.
ولفت إلى أنه كان باستطاعة حماس أن تكون شريكا قويا في منظمة التحرير، وأن يكون لها قرار مؤثر في القرار السياسي الفلسطيني، لو نجحت في إدارة الخلافات مع فتح واستقطبت القوى الأخرى إلى جانبها.
ورأى حمد أن الإشكالية الأساسية التي تواجه حماس، منذ بداية مشوارها، هي في عدم قيامها بمراجعات حقيقية وعملية، وتقييم شامل لأدائها وممارساتها في السياسة والحكم، وأن هذا ما يجعل عملية التقييم معرضة للتعريض بها أو الانتقاص منها، مشيرا إلى أنه يحسب للحركة حفاظها على قوة تنظيمها، واستقطابها الشباب، وبناء قوة عسكرية، وقاعدة صلبة للعمل الخيري، وصد محاولات تصفية القضية والتمسك بالثوابت.
وتابع حمد: «حماس بحاجة إلى ثورة لتطوير الكثير من مناهجها وأدبياتها التي تربت عليها طوال عقود طويلة، خاصة في مجال تنمية الوعي والممارسة السياسية، الأمر الذي افتقدته الكثير من الحركات الإسلامية التي خاضت تجربة الحكم وعجزت عن إعطاء نموذج ناجح»، مشيرا إلى الفشل الذي منيت به جماعة الإخوان المسلمين في كثير من الدول لدى حكمها، وغياب الوعي السياسي وممارسة السياسة على أصولها، وخلط الآيديولوجيا بالدعوة والسياسة.
وأضاف: «هناك حاجة ملحة لأن تضع حماس تجربة الحكم على طاولة (التشريح) السياسي من أجل استخلاص العبر وتصحيح الأخطاء... ليس من المعيب أبدا أن تمتلك حماس الجرأة وتعترف بأنها أصابت هنا وأخطأت هناك... أنها نجحت هنا وأخفقت هناك»، عادّاً ذلك تعبيرا عن الشجاعة والثقة بالنفس، ورغبة صادقة في التصحيح.
وتابع: «أما الاستمرار بأن كل شيء (على ما يرام)، وأن المشكلة ليست فينا وإنما في غيرنا، فهذا ما لا يقبله العقل والمنطق السليم وتجارب الحياة».
وختم القيادي الحمساوي قائلا: «حماس بحاجة إلى تطور فكري - سلوكي بصبغة وطنية غير حزبية، ومهارة في (الهندسة) السياسية، وأن تكون صاحبة مبادرة وحراك متقدم و(هجوم إيجابي)، وبعدها يكون مشروع طريق التحرير سهلا ومفتوحا».
وأثارت آراء حمد ردود فعل كثيرة، خصوصا بين المثقفين؛ سواء المحسوبون على حماس أو المستقلين. فيما صمتت حماس نفسها رسميا، ومعها الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة.
وكتب المحلل السياسي، هاني البسوس، عبر صفحته على «فيسبوك»: «انتقادات ونقد ومراجعات وتقييم لأداء حركة حماس في السياسة والحكم من شخصيات كبيرة، يُفهم منهم أن القيادة السياسية في حماس لا تنتبه لآراء وتقييمات أهل الرأي والعلم والاختصاص في السياسة».
أما المحلل السياسي، إبراهيم المدهون، المحسوب على حماس، فقال إنها «قدمت نموذجا فريدا في الحكم تحت الحرب وفي الحصار وفي مواجهة التحديات، ومن الظلم تحميلها معاناة الناس في ظل الحرب والتضييق وصناعة الأزمات».
بينما اعتبر المحلل السياسي من الضفة، عصام شاور، المقرب بدوره من حماس، أن مقال غازي حمد لا يتعلق بالنقد، وإنما بأفكار علمانية بقلم إسلامي.
وكتب أستاذ التاريخ في جامعة الأقصى، حسام الجزار: «د.غازي حمد قائد حمساوي مميز، حماس كلها من كبيرها إلى صغيرها لا يملكون الجرأة ولا القدرة على نقد نقده».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».