تمهد سيطرة النظام السوري على عقيربات، لطرد التنظيم من كامل محافظة حماة، وتسرع استهداف التنظيم الذي سيتحول إلى قوة مقاتلة مكشوفة في الصحراء، بعد خسارة ملاذ آمن، ومنطقة مأهولة توفر لعناصره الحماية.
وعقيربات، هي آخر البلدات الاستراتيجية للتنظيم الواقعة في ريف حماة الشرقي، وباتت معزولة ومحاصرة ضمن نطاق جغرافي يناهز عشرات الكيلومترات بعد تقدم النظام من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها في الأسابيع الماضية. ومهد هذا التقدم للنظام، لتطويق المدينة وريفها من جهة جبل الشاعر شرقاً وجب الجراح غرباً وأثريا شمالاً، مما يسرع في سقوطها وطرد التنظيم نهائياً من محافظة حماة.
ورغم أنها منطقة معزولة عن خطوط الإمداد في الوقت الراهن، فإن 1500 عنصر من التنظيم يوجدون فيها، ويقاتلون للحفاظ على معقلهم، وهو ما يفسر العمليات الانتحارية التي نفذها مقاتلوه أول من أمس. لكن هؤلاء الذين غادروا المدينة وانتشروا في ريفها، لم يستطيعوا الصمود أمام ضربات جوية روسية مكثفة قضت على 135 عنصراً على الأقل، بحسب ما وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتعد هذه البلدة آخر معقل للتنظيم في محافظة حماة، حيث لا يزال يسيطر على بضع قرى صغيرة، من شأن طرده منها أن ينهي وجود التنظيم في كامل المحافظة.
أهمية عقيربات بالنسبة للتنظيم، أنها عقدة مواصلات استراتيجية بين المحافظات في البادية، وكانت تمثل خط إمداد إلى الرقة وحلب من حمص والبادية السورية وصولاً إلى دير الزور. كما أنها كانت نقطة انطلاق هجمات عسكرية باتجاه قطع الطريق الصحراوي الذي استحدثه النظام في خريف 2012 من حمص إلى حلب، وهو ما يعرف بخط إثريا - خناصر. فقد نفذ التنظيم أكثر من عشر هجمات استهدفت الطريق وقطع خط إمداد النظام، كما أن التنظيم ساهم في تخفيف الضغط عن مقاتلين متشددين يتحصنون في ريف إدلب الشرقي على مسافة تقدر بنحو 30 كيلومتراً إلى الغرب من عقيربات، حين كان النظام ينفذ هجماته عليهم. وبقي التعاون بين مقاتلي «داعش» في عقيربات التي استخدمت لانطلاق الهجمات من جهة شرق إثريا إلى شمال المنطقة، وشرق السلمية إلى جنوبها، مع مقاتلي «جبهة النصرة»، لغزاً بالنسبة إلى قياديين في المعارضة، على ضوء التنافر العقائدي بين التنظيمين المتطرفين.
وتحاذي محافظة حماة ست محافظات سورية، ويقتصر وجود التنظيم على الريف الشرقي للمحافظة فيما تسيطر الفصائل المعارضة على مناطق في ريفها الشمالي. يوشك النظام الآن على استعادة هذه المنطقة المحاصرة في ريف مدينة عقيربات الاستراتيجية، بعد السيطرة على المدينة، مما دفع مقاتلي التنظيم إلى القتال في منطقة مكشوفة، ستسهل على الطائرات الروسية استهدافها.
وتمكنت قوات النظام ليل الجمعة من السيطرة على عقيربات، قبل أن يشن التنظيم هجوماً معاكساً السبت تمكن خلاله من السيطرة على معظم البلدة. وتحت وابل من القصف والغارات، تمكنت قوات النظام صباح الأحد من طرد المتشددين منها وتقدمت غربها، حيث لا يزال التنظيم يسيطر فقط على نحو عشرين قرية ومزرعة.
ويسيطر التنظيم المتطرف منذ عام 2014 على بلدة عقيربات، التي تحظى بأهمية استراتيجية لدى قوات النظام والتنظيم في آن.
عقدة المواصلات الاستراتيجية لـ«داعش» تنهار بعد السيطرة على عقيربات
الحصار سهّل طرد التنظيم منها.. و1500 مقاتل مكشوفون أمام الطائرات الروسية
عقدة المواصلات الاستراتيجية لـ«داعش» تنهار بعد السيطرة على عقيربات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة