تشهد الحدود السورية الأردنية قتالاً عنيفاً بين قوات النظام وفصائل الجيش السوري الحر، المنضوية ضمن تشكيل «جيش أسود الشرقية»، مكن النظام وحلفاءه من تحقيق تقدم جديد، وانتزاع مخافر ونقاط عسكرية كانت في قبضة الفصائل.
ويسعى النظام إلى تقليص نقاط سيطرة فصائل الجيش الحر على الحدود مع الأردن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أعلن أن «قتالاً عنيفاً يدور بين (جيش أسود الشرقية) وقوات أحمد العبدو من جهة، وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، على محاور البادية السورية بريف دمشق الجنوبي الشرقي»، وقال إن «الاشتباكات تتركز بالقرب من الحدود السورية - الأردنية، تمهيداً لإنهاء وجودها في المنطقة»، مؤكداً أن قوات النظام «حققت تقدماً على نحو 5 مخافر حدودية، ونقاط أخرى كانت الفصائل تحكم سيطرتها عليها»، مشيراً إلى أن المعارك «أسفرت عن سقوط خسائر في صفوف الطرفين».
من جهته، أكد سعد الحاج، المتحدث الإعلامي باسم «جيش أسود الشرقية»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «سيطرة النظام على ريف السويداء الشرقي سيطرة جزئية، وليست كاملة»، لكنه لفت إلى أنها «مرحلة من معركة البادية غير المتكافئة، المستمرة منذ 4 أشهر»، مشيراً إلى أن النظام «سيطر على مخفرين على الحدود مع الأردن، وهذه السيطرة ليست نهائية، لأننا كفصائل نشن هجمات معاكسة من أجل استعادتهما»، معتبراً أن المعركة «هي جولات كرّ وفرّ، ونحن بصدد استنزاف النظام وميليشياته في هذه المرحلة».
وتابع الحاج: «لن يتمكن النظام من السيطرة على كامل الحدود مع الأردن، لأن هذه الحدود ليست محصورة بريف السويداء، وهناك حدود تمتد من ريف دمشق الشرقي والبادية وصولاً إلى التنف».
أما في القراءة الاستراتيجية لأبعاد هذا التقدم، فقد رأى الدكتور رياض قهوجي، مدير «مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري»، أن «هناك محاولة من قبل النظام للإمساك بالحدود مع الأردن، مستفيداً من حدّ أدنى من التفاهم الأميركي الروسي في سوريا».
وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الأميركي صامت على ما يحصل من تطورات في الجنوب، بعدما اتفق مع الروسي على حماية المصالح الإسرائيلية في الجنوب، واطمأن إلى خروج إيران و(حزب الله) عن منطقة الجولان»، مشيراً إلى أن «الاهتمام الأميركي يركز الآن على نقاط وجوده في المناطق الكردية، والمضي بتنفيذ المشروع الكردي، بالإضافة إلى توسيع نفوذه على الحدود السورية الشرقية، لمنع قيام الجسر الإيراني».
وأضاف قهوجي: «صحيح أن الولايات المتحدة تغض النظر عن تمدد النظام نحو حدود الأردن، وصحيح أيضاً أن الأردن لا يمانع في فتح حدوده مع سوريا لأسباب اقتصادية، لكن من المبكر القول إن الحرب السورية انتهت، أو شارفت على الانتهاء»، معتبراً أن «ما يحدث هو محاولة تطبيق اتفاق أميركي روسي، لكن هل ينجح هذا الاتفاق، ويقود إلى مرحلة انتقالية ناجحة، أم أن تصاعد الخلاف بين القطبين سيؤدي إلى انهيار هذا الاتفاق، خصوصاً بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا؟»، مشيراً إلى أن «هذه التطورات ليست إلا مرحلة من مراحل الحرب في سوريا».
من جهتها، نقلت وكالة «سانا» السورية، الناطقة باسم النظام، عن مصدر عسكري، تأكيده أن «وحدات من الجيش السوري سيطرت على 5 مخافر بريف دمشق الجنوبي الشرقي، بعد القضاء على عدد من الإرهابيين، وفرار آخرين، وذلك في إطار عمليات استكمال السيطرة على جميع المخافر على الحدود السورية الأردنية».
وقال المصدر العسكري إن «وحدات من الجيش نفذت عمليات على نقاط تحصن الإرهابيين، واستعادت خلالها السيطرة على المخافر الحدودية من رقم 165 حتى 169، بريف دمشق الجنوبي الشرقي، على الحدود السورية الأردنية».
وأشار المصدر العسكري التابع للنظام إلى أن عملية السيطرة نتج عنها «اغتنام عدد من المدافع، في حين لاذ الباقون بالفرار باتجاه عمق البادية شرقاً»، مشيراً إلى أن «وحدات الجيش بدأت على الفور بتمشيط المنطقة، وإزالة الألغام والمفخخات التي خلفها الإرهابيون في المنطقة قبل اندحارهم».
قوات النظام تسيطر على نقاطٍ حدودية جديدة مع الأردن
فصائل «الجيش الحر» تتوعد باستعادتها
قوات النظام تسيطر على نقاطٍ حدودية جديدة مع الأردن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة