جدل حول طريقة ذبح الأضاحي في النمسا

لا يجرمها القانون إذا خدر الحيوان

TT

جدل حول طريقة ذبح الأضاحي في النمسا

أثار خطاب رسمي صدر أول من أمس، يحمل توجيهاً بمنع بيع الأنعام، في حال الاشتباه بذبحها على «الطريقة الإسلامية» بمناسبة عيد الأضحى، كثيراً من الجدل.
كانت الإدارة البيطرية في إقليم استريا النمساوي قد استبقت حلول عيد الأضحى المبارك، ووزعت الخطاب على شرطة الإقليم ونقابة الأطباء البيطريين ونقابة أصحاب المزارع ومربي الماشية.
وحسب التحذيرات التي تضمنها الخطاب، فإن القانون النمساوي يمنع ويجرم ذبح الحيوانات من دون تخدير. وعليه، يُطلب من مربي الماشية عدم بيع حيواناتهم لدى الاشتباه بأنها ستموت بطريقة تخالف طريقة الذبح المعتمدة في النمسا، كما على أصحاب المزارع ألا يسمحوا بأن تُنفذ عمليات الذبح بجز رقاب الحيوانات من دون تخدير في مزارعهم.
وفي تعليقات، أكدت الجهات التي أصدرت الخطاب على أن المسلمين بمناسبة عيد الأضحى، يشترون الأغنام والخراف، ويذبحونها في المزارع خفية، وبطريقة عشوائية لقلة التكلفة. وقد أثارت صيغة الخطاب كثيراً من التساؤلات لدى البائعين، في كيفية الذبح التي ستتعرض لها بهائمهم، وهل تتوقع السلطات أن يعبر الشاري صراحة عن نياته في كيفية الذبح، ما دام أنه مقتنع بأن ما يفعله صحيح؟ من جانبها، بادرت جماعة «إسلامية مصرية» بالاحتجاج رسمياً، من خلال تقديمها دعوى ضد صيغة الخطاب التي رأت أنها تجرم المسلمين عموماً، وتتهمهم بتجاوز القوانين النمساوية ومخالفتها، مما يعتبر تمييزاً صارخاً يرفضونه، جملة وتفصيلاً. وكانت محكمة جنائية في مدينة غراتس، عاصمة إقليم استريا، عُقدت في سبتمبر (أيلول) الماضي، قد جرمت 12 فرداً، 10 منهم أتراك وواحد من غرب أفريقيا، وآخر من النمسا، بتهم القتل غير الرحيم لـ80 بهيمة ذُبحت وفق «الطريقة الإسلامية» في مزرعة، فارضة على المتهم الأول عقوبة السجن لمدة 9 أشهر، وغرامات مالية تراوحت بين 4500 و1260 يورو. جدير بالذكر أن مسؤولين في إقليم سالزبورغ، المجاور لإقليم استريا، سارعوا للنأي بإقليمهم عما جاء في الخطاب الصادر عن إقليم استريا المجاور، نافين بصورة قاطعة، في تصريح لمحطة راديو سالزبورغ، تعميمهم لخطاب مشابه.
هذا، ولا يجرم القانون النمساوي ذبح حيوان بقطع رقبته لاعتقاد ديني، طالما نُفذت عملية الذبح في مسالخ معتمدة، بحضور طبيب بيطري يشرف على تخدير الحيوان مباشرة ما إن تُقطع رقابته.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات «عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.