أهم قواعد الموضة أن تناسب الأزياء والإكسسوارات المكان والزمان
قبل التغيير
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
حذاء ميلانيا يُثير عاصفة من الجدل
قبل التغيير
أثارت ميلانيا ترمب مؤخرا عاصفة من الجدل تضاهي في قوتها عاصفة هارفي التي تعرضت لها منطقة تكساس. سبب الجدل أنها توجهت من البيت الأبيض لتفقد أماكن المتضررة برفقة زوجها دونالد ترمب بحذاء من جلد الثعبان بكعب أنثوي رفيع يبلغ طوله 5 إنشات. بكل المقاييس لم يكن الحذاء ملائما للمكان ولا للمناسبة، وأكدت ميلانيا من خلاله أنها لا تبالي بالعملي والمريح عندما يتعلق الأمر بمظهرها وبحسب المنتقدين لا تراعي السياسي أيضاً. قد تكون هناك عدة أسباب تدفعها للاهتمام الزائد بمظهرها، منها أنها تعرف جيداً أن عدسات المصورين ستكون لها بالمرصاد بمجرد خروجها من بيتها، وبالتالي تحرص على ألا تخرج إلا وهي في كامل أناقتها. الصورة الأنيقة التي ظهرت بها أكدت أنها تفهم في الموضة، فهي عارضة أزياء قبل أن تكون سيدة الولايات المتحدة الأميركية الأولى لكنها لم تشفع لها أو توقف سيل الانتقادات.
فالمشكلة لم تكن في أناقتها، أي أنها لم تكن في البنطلون الذي يرتفع عن الكاحل قليلا ولا في الجاكيت السبور ولا حتى في تسريحتها المنمقة أو نظارات «رايبان» التي حجبت عينيها ولم تكن الحاجة ماسة إليها بالنظر إلى أن السماء كانت رمادية وتُمطر بين الفينة والأخرى.
كانت بكل بساطة في الحذاء العالي وعدم ملاءمته للمكان والزمان. كان مناسبا لسهرة أو زيارة رسمية وليس لتفقد ضحايا فيضانات وعاصفة أودت بحياة العشرات. لهذا اهتزت الصورة التي كانت تجعل الناس يتتبعونها متعطشين لما ستظهر به. كان فيها نوع من السكيزوفرينيا. فواحدة من أهم قواعد الموضة التي تعرفها أية امرأة أن تناسب الأزياء والإكسسوارات المكان والزمان، فما البال بسيدة البيت الأبيض يُفترض أن تكون متمرسة في خبايا الموضة؟.
صحيفة «واشنطن بوست» حللت الموضوع ونشرت بأن الأمر ليس غريبا لأن «ميلانيا من النوع الذي يمكن أن يُنصت إليك وقد يتعاطف مع مشكلاتك من بعيد. فهي لن تحاول أن تعيش هذه المشكلات معك، فلم التظاهر بالعكس؟».
لكن الصحيفة عادت وأضافت بأن التظاهر مطلوب في هذه الحالات تحديدا «لأن الهدف الأول من زيارتها لهذه الأماكن أن تظهر تعاطفها مع المتضررين، وإقناعهم بأنها تشعر بمصابهم». كان هذا سيعطي صورة أكثر تأثيرا وإقناعا، لا سيما وأنها نادرا ما تتكلم أو تقوم بأي أنشطة اجتماعية تُذكر، بحسب الصحيفة.
فالصورة التي رسختها في الذهن منذ الحملة الانتخابية إلى الآن هي لامرأة أنيقة وصامتة في غالب الأوقات. وإذا كانت «الصورة أبلغ من الكلام» كما يقال فإنها في هذه الحالة كانت تحتاج إلى كلام أو لقطة أكثر تعبيرا.
المدافعون يقولون بأنها غيرت إطلالتها في الطائرة قبل أن تحط بها في تكساس، إذ استبدلت حذاء مانولو بلانيك العالي بآخر رياضي، كما غيرت الجاكيت والقميص، إلا أن الصورة الأولى كانت قد ترسخت وأصبحت مادة دسمة تتدوالها وسائل الإعلام.
بعض المتفكهين تذكروا كيف سرقت ميلانيا في السابق خطابا لميشيل أوباما، قائلين إنه كان أحرى بها أن تسرق منها طريقتها في التعامل مع الموضة في مثل هذه المناسبات. فميشال أوباما ارتدت في عام 2010 قميصا أزرق عاديا وبنطلون جينز مع حذاء «كونفورس» خلال زيارتها لهايتي بعد تعرضها لزلزال قوي. قد يرد المدافعون على هؤلاء بأن ميلانيا غيرت بالفعل حذاءها العالي بحذاء رياضي هي الأخرى، لكن التغيير جاء متأخراً، وتم تفسير العملية على أنها مجرد لقطة جديدة بإخراج سينمائي مختلف، لا سيما وأنها استبدلت البنطلون بآخر ضيق نسقته مع قميص أبيض، حرصت على أن ترفع ياقته من وراء على غرار ما تقوم به محررات الموضة وفتيات الـ«إنستغرام» كما رفعت شعرها على شكل ذيل حصان تحت قبعة «بايزبول».
كان من الواضح أنها كانت حريصة أن تأتي الصورة أنيقة من كل الزوايا، وهو ما نجحت فيه بينما فشلت في أن تجعلها مؤثرة.
بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…
بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات
التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.