الرقة: اشتباكات عنيفة على الضفاف الجنوبية للفرات

سباق أميركي ـ إيراني على معركة دير الزور

نهر الفرات في الرقة.
نهر الفرات في الرقة.
TT

الرقة: اشتباكات عنيفة على الضفاف الجنوبية للفرات

نهر الفرات في الرقة.
نهر الفرات في الرقة.

شهدت الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بالريف الشرقي للرقة، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات العشائر المسلحة والمدربة روسيّاً من جهة؛ وعناصر «داعش» من جهة أخرى، ووسّعت «قوات سوريا الديمقراطية» نطاق سيطرتها على أحياء مدينة الرقة، معلنة أنها اقتربت من إحكام قبضتها على كامل المدينة القديمة، والتوغل نحو مركز المدينة، فيما تخوض «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً، سباقاً آخر مع النظام السوري ومن خلفه إيران؛ وجْهته دير الزور، حيث يحاول كلّ طرف الوصول إليها، وإطلاق صافرة آخر المعارك التي ترسم صورة التوازنات الإقليمية والدولية في سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قوات سوريا الديمقراطية»، (قسد)، «أصبحت تسيطر على 90 في المائة من المدينة القديمة بالرقة، حيث معقل تنظيم داعش في سوريا». وأوضح أن القوات المهاجمة «حققت تقدماً جديداً في المدينة القديمة في الرقة، واقتربت نحو مركز المدينة»، مشيراً إلى أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات (قسد) المدعومة بقوات خاصة أميركية من جهة، وعناصر (داعش) من جهة أخرى، على محاور القتال في المدينة القديمة ومحيط مركز مدينة الرقة. وتمكنت (قسد) خلالها من تحقيق تقدم مهم، والسيطرة على القسم الشرقي من حي المنصور، الواقع في وسط المدينة، ما أتاح لهذه القوات توسيع نطاق سيطرتها داخل مدينة الرقة عموماً والمدينة القديمة على وجه الخصوص».
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تتشكّل في غالبيتها من المقاتلين الأكراد، أطلقت خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، عملية «غضب الفرات» لتحرير الرقة وطرد التنظيم منها.
وتحاول «قوات سوريا الديمقراطية» تحقيق مزيد من التقدم في الرقة، وتوسيع نطاق سيطرتها في المدينة، وبالتالي تقليص نطاق سيطرة التنظيم فيها، وأعلن ناشطون، أن «الاشتباكات تركزت (أمس) في أحياء المرور والنهضة والمنصور، واستطاعت (قسد) الاقتحام والتمدد وفي نقاط ومبان كان التنظيم يسيطر عليها غرب الرقة».
إلى ذلك، توقعت عضو المجلس العسكري في قوات «قسد» نوروز أحمد «انتهاء المعركة ضد تنظيم داعش، بطرد الأخير من معقله بمدينة الرقة في غضون شهرين، مع ازدياد حدة القتال».
وقالت نوروز أحمد، في تصريحات لوكالة «رويترز»: «لا يمكننا تحديد الفترة الزمنية التي ستنتهي خلالها معركة الرقة على وجه الدقة، لأن الحرب لها ظروفها، ولكننا لا نتوقع أن تستمر طويلاً، ووفقاً لخطتنا، فإن المعركة لن تستغرق أكثر من شهرين من الآن».
إلى ذلك، شهدت الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بالريف الشرقي للرقة، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات العشائر المسلحة والمدربة روسياً من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، وأعلن «المرصد السوري» أن التنظيم وبعد معاودة خسارته المنطقة الممتدة من دلحة إلى غانم العلي، في جنوب نهر الفرات «نفذ هجوماً جديداً إلى الجنوب، مستهدفاً منطقة حقول نفطية ومنطقة (السلام عليكم) بجنوب بلدة غانم العلي». وقال إن الهجوم «ترافق مع قصف مكثف من قبل التنظيم على مواقع قوات النظام، وسط تفجيرات هزت المنطقة، نتيجة تفجير عناصر التنظيم أنفسهم بأحزمة ناسفة، ما أجبر قوات النظام على الانسحاب من مواقعها في المنطقة»، مؤكداً سقوط خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وتخوض قوات النظام سباقاً مع الوقت، للوصول إلى دير الزور، قبل انتهاء معركة الرقة، التي تحدد على أساسها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ساعة الصفر لانطلاقتها، وتترقب الأوساط تقدّم النظام باتجاه دير الزور من جهة مدينة السخنة، إلا أن سامي نادر مدير «معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية»، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تقدم النظام نحو دير الزور، ليس إلا عملية (جسّ نبض) وترقب إيراني لرد الفعل الأميركي». وذكّر نادر بأن «معركة دير الزور ستكون آخر المعارك في سوريا، وهي سترسم صورة التوازنات في سوريا، وتحسم الجدل حول مستقبل الحدود السورية - العراقية، وإمكانية قبول الولايات المتحدة بإقامة جسر بري إيراني يربط طهران بدمشق وبيروت».
ولا تزال مناطق دير الزور، هدفاً للغارات الجوية، حيث قصفت الطائرات الحربية أمس مناطق في قرية الربيضة قرب بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، ولم تتوفر معلومات عن خسائر بشرية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.