ليبيا: قوات حفتر «تتأهب» لصد هجوم جديد على منطقة الهلال النفطي

سجناء موقوفون منذ سقوط نظام القذافي في مدينة مصراتة في طابور تمهيداً للإفراج عنهم أمس (رويترز)
سجناء موقوفون منذ سقوط نظام القذافي في مدينة مصراتة في طابور تمهيداً للإفراج عنهم أمس (رويترز)
TT

ليبيا: قوات حفتر «تتأهب» لصد هجوم جديد على منطقة الهلال النفطي

سجناء موقوفون منذ سقوط نظام القذافي في مدينة مصراتة في طابور تمهيداً للإفراج عنهم أمس (رويترز)
سجناء موقوفون منذ سقوط نظام القذافي في مدينة مصراتة في طابور تمهيداً للإفراج عنهم أمس (رويترز)

وسط حالة من الترقب لهجوم جديد قد تتعرض له منطقة الهلال النفطي التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، من قبل ميليشيات مسلحة بعضها محسوب على حكومة الوفاق الوطني، قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في اشتباكات وقعت بمنطقة سوق الخميس والهيرة جنوب غربي مطار طرابلس. وجاء ذلك في وقت كان من المفترض أن يقدّم المبعوث الدولي غسان سلامة، مساء أمس، إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن عن جهوده لحل الأزمة الليبية، وذلك بعد شهر من تسلمه منصبه مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في هذا البلد.
وقالت مصادر ليبية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن المشير حفتر على علم باحتمال شن ميليشيات مسلحة لهجوم جديد على منطقة الهلال النفطي الحيوية، ووصفت ذلك بأنه يدخل في إطار محاولة «لتغيير الوضع العسكري في البلاد» من قبل ميليشيات ينتمي بعضها إلى مدينة مصراتة، وتحظى بدعم حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج.
ويهيمن حفتر الذي يعتبر الرجل القوي في منطقة شرق ليبيا، على منطقة الهلال النفطي، بعدما تصدت قواته لمحاولتين على الأقل خلال العام الماضي ومطلع العام الجاري لاستعادة الميليشيات المسلحة سيطرتها على هذه المنطقة.
وأبلغ العميد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، «الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة، أنه تم رصد ما وصفه بـ«تحشيد كبير» حول مدينة سرت وغربها لـ«العصابات الإرهابية... نتوقع أن تكون وجهتها منطقة خليج السدرة للسيطرة على الموانئ والمنشآت النفطية، ومن ثم الانطلاق نحو بنغازي ودرنة». وتسيطر قوات حفتر على بنغازي بالكامل، لكن درنة تقع تحت سيطرة ميليشيات بعضها محسوب على تنظيم «القاعدة».
وأضاف المسماري: «هناك تحشيد آخر معاد غرب منطقة الجفرة، ونتوقع أن تكون الوجهة لهذا الحشد قاعدة الجفرة والمنطقة الوسطى بالكامل لتأمين أي تقدم شرقاً»، لافتاً إلى أن استطلاعات الجيش الوطني تتحدث عن «تنظيم أنساق للقوة المعادية شرق سرت، وتم وضع المرتزقة التشاديين رأس حربة، وبعضهم نسّق مع ما يعرف بسرايا ثوار بنغازي، ومن ثم ميليشيات من مصراتة التي تميزت على العناصر الأخرى المتقدمة بوضع إشارات للتعارف بينها وبين طيران داعم لها، وقد يكون طيراناً حربياً أجنبياً»، من دون أن يوضح لمن يمكن أن يتبع هذا الطيران الأجنبي الداعم للقوات المناوئة لحفتر. وأكد المسماري في تصريحاته إلى «الشرق الأوسط» أنه تم وضع قوات الجيش الوطني الليبي في حالة تأهب قصوى، و«أعطيت الأوامر لغرف العمليات للتصرف ومُنحت حرية فتح النار في أي وقت».
إلى ذلك، نفى الشيخ عبد الرحمن الكيلاني، آمر كتيبة «سُبل السلام» التابعة للجيش الليبي، صحة تقارير اتهم جماعة «الإخوان المسلمين» بترويجها في شأن العثور على بطاقات مع جثث قتلى المعارضة التشادية في المعركة التي جرت قبل يومين. وأضاف الكيلاني في بيان أمس: «إنني شخصياً من أشرف على تفتيش الجثث الـ7، ولا وجود لأي مستند يدل على تبعيتهم للجيش الليبي. ما يتم تداوله هو لعبة إخوانية تصب في مصلحتهم، ولا تمس مصلحة الوطن بأي صلة».
من جهتها، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا إن اشتباكات مسلحة وأعمال عنف وقعت أول من أمس بين الأهالي و«كتيبة ثوار ترهونة» («كتيبة الكاني»)، إثر قيام الأخيرة بـ«عمل عدائي» ضد السكان المحليين، مشيرة إلى أن الكتيبة هاجمت المنطقة مستخدمة أسلحة ثقيلة ودبابات وأسلحة متوسطة، ما أحدث حالة فزع وخوف لدى أهالي المنطقة.
في غضون ذلك، أوردت وكالة «رويترز» أن قوات مدينة مصراتة أفرجت أمس عن مجموعة من السجناء المحتجزين لديها من أنصار نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وتحتجز مصراتة عدداً كبيراً من مناصري القذافي ممن اعتُقلوا بعد سقوط نظامه في عام 2011.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».