أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن طريق السلام الدائم في الشرق الأوسط يمر عبر إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، منتقداً مواصلة إسرائيل سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وقال إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في ختام مباحثاتهما في أنقرة أمس: ينبغي على إسرائيل أن تضع حداً للممارسات التي تقوض حل الدولتين.
وشدد الرئيس التركي على أن حل القضية الفلسطينية، لا يصب فقط في صالح الفلسطينيين بل في صالح إسرائيل أيضاً، مؤكداً أن تركيا ستواصل جهودها من أجل إنجاح حل الدولتين في مختلف المحافل الدولية.
والتقى إردوغان أبو مازن أمس، في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة على مأدبة طعام، وجرى خلال المباحثات، تناول العديد من القضايا التي تهم الجانبين، خاصة الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى. كما تطرقت المباحثات إلى جهود القيادة الفلسطينية لعقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني، إلى جانب استمرار الجهود لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وآخر التطورات السياسية، ومجمل المستجدات في المنطقة.
وشدد إردوغان وعباس على أنه لا بديل عن حل الدولتين، وأن على إسرائيل أن تتوقف عن ممارساتها التي تتعارض مع جوهر عملية لسلام في الشرق الأوسط ومبادئها.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانبين تناولا خلال الزيارة مواضيع تتعلق بالمصالحة بين فتح وحماس وتنشيط عملية السلام، لافتة إلى أن تركيا تتحرك في إطار مبادرة جديدة بناء على طلب من عباس، اعتماداً على التقارب التركي مع حماس.
وأضافت المصادر، أن أنقرة تخطط لعقد لقاءات حوارية جديدة بين حركتي فتح وحماس، وتقديم مبادرة تخرج الأطراف من أزمة الانقسام القائم منذ عام 2007. ولفتت المصادر إلى أن عباس طلب من إردوغان التوسط في ملف المصالحة، والقيام بدور في تحريكها، والضغط على حماس لحل اللجنة الإدارية، والتوجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات تشريعية ورئاسية.
وأضافت، أن إردوغان أكد استعداد تركيا للبدء بجولة اتصالات وتحركات جديدة مع الأطراف الفلسطينية المعنية، لإحراز تقدم في ملف المصالحة، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس، عبر لقاءات مكثفة تستضيفها قريباً.
وسبق أن شكلت حركة «حماس»، في مارس (آذار) الماضي، لجنة إدارية لإدارة الشؤون الحكومية في قطاع غزة، وهو ما قوبل باستنكار الحكومة الفلسطينية، وبررت «حماس» خطوتها بـ«تخلي الحكومة عن القيام بمسؤولياتها في القطاع».
وأوضحت المصادر أن عباس يعول على نفوذ تركيا لدى حماس، وتأثيرها في إحداث اختراق في ملف المصالحة، في ظل عدم تركيز مصر على هذا الملف في الفترة الأخيرة، والتباينات التي ظهرت أخيراً في المواقف بين القاهرة وعباس.
واعتبرت المصادر أن موقف حماس سيكون داعماً للتحرك التركي، ما سيسهم بشكل كبير في نجاح إنهاء ملف الانقسام.
في الوقت نفسه، أكدت مصادر فلسطينية، أنه لا يجب النظر إلى التحرك التركي على أنه بديل عن الدور المصري في ملف المصالحة الفلسطينية، موضحة أن السلطة الفلسطينية تنظر إيجابياً إلى أي جهد يسهم في تحقيق الوحدة الداخلية.
إردوغان وعباس يؤكدان التمسك بحل الدولتين ويرفضان الممارسات الإسرائيلية
أنقرة ترعى قريباً حوارات بين «فتح» و «حماس» وتأمل بتحقيق اختراق في ملف المصالحة
إردوغان وعباس يؤكدان التمسك بحل الدولتين ويرفضان الممارسات الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة