استقالة مسؤول ملف الأسرى يزيد الضغط على نتنياهو

بعد تعذّر الوصول إلى صفقة مع حركة {حماس}

TT

استقالة مسؤول ملف الأسرى يزيد الضغط على نتنياهو

قدّم ليئور لوتان، مسؤول ملف الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية، استقالته من منصبه، في قرار مفاجئ أثار كثيراً من الجدل وسط عائلات الجنود والمدنيين المفقودين، والتي بدورها شنّت هجوماً ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان لوتان مسؤولاً عن هذا الملف منذ 3 سنوات، وعقد لقاءات مع عوائل الإسرائيليين المفقودين خصوصاً في قطاع غزة، ومنهم الجنديان أورون شاؤول وهدار غولدن. وكان يفترض أن يستمر في عمله لولا رفض الحكومة كثيراً من مبادراته لاستعادة الجنود من حركة حماس في غزة.
ونقلت القناة العبرية العاشرة عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن خلفيات القرار مردها خيبة الأمل التي يشعر بها لوتان في ظل رفض المستوى السياسي لمبادراته المختلفة للسير قدماً في استعادة الجنود. وكتبت صحيفة «هآرتس» العبرية أن القرار متعلق بعدم قدرة لوتان على إبرام خطوات عملية في سبيل استعادة جثث الجنود بغزة. وأوضحت مصادر مطلعة أنه حاول أخيراً السير قدماً في تسوية ما متعلقة بالجنود، إلا أن مساعيه تم صدها على المستوى السياسي.
لكن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية قال إن لوتان هو من طلب من نتنياهو «إعفاءه من منصبه» بعد 3 سنوات من تقلده هذا المنصب والقيام بمهامه، مرجعاً السبب إلى حساسية المنصب من الناحية الإنسانية وما يتطلب من جهود مهنية. ورجّحت مصادر إسرائيلية رسمية أن يتم تعيين إليعيزر طولدانو السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بدلاً من لوتان.
وسارعت عائلات الجنود الأسرى في غزة إلى شن هجوم على نتنياهو. واتهمت عائلة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، في بيان، الحكومة بالتخلي عنها وعن جميع عوائل الجنود والمدنيين الإسرائيليين المفقودين، مضيفة أن «لوتان كان رجل موقف ولم يكن لينهي مهام منصبه قبل استكمال مهمته في استعادة الجنود من يد حماس. إن سبب الاستقالة يعود إلى تعرضه لنيران صديقة خلال محاولته تخليص الجنود من غزة». وطالبت عائلة الجندي الآخر أورون شاؤول بتعيين خلف للوتان، معبّرة عن شكرها له لعمله الدؤوب على استعادة الجنود.
وأضافت في بيان «أن كل يوم يمر دون إحداث تقدم في قضية استعادة الجنود يثبت أن الحكومة لم تضع قضية استعادتهم على سلم أولوياتها».
وتقول إسرائيل إن الجنديين قتلا وهما جثتان لدى «حماس»، لكن الحركة لم تفصح عن أي معلومات عنهما.
وكانت مصادر مختلفة تحدثت بداية الشهر الماضي عن حدوث تقدم واختراق في ملفات المفاوضات بين «حماس» وإسرائيل بشأن صفقة التبادل. إلا أن مصادر أخرى مقربة من «حماس» نفت تلك الأنباء، وقالت إنه لن يتم تنفيذ أي صفقة تبادل إلا بشروط وضعتها الحركة وحددتها وأبلغت بها عدة وساطات حاولت التدخل في القضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.