كوشنر يؤكد التزام بلاده «سلاماً يحقق الازدهار»

ولي العهد السعودي هاتف الرئيس الفلسطيني... ورام الله تظاهرت ضد تجاهل واشنطن حل الدولتين

متظاهرون فلسطينيون يرفعون ملصقاً خلال احتجاجات شهدتها رام الله ضد الموقف الأميركي
متظاهرون فلسطينيون يرفعون ملصقاً خلال احتجاجات شهدتها رام الله ضد الموقف الأميركي
TT

كوشنر يؤكد التزام بلاده «سلاماً يحقق الازدهار»

متظاهرون فلسطينيون يرفعون ملصقاً خلال احتجاجات شهدتها رام الله ضد الموقف الأميركي
متظاهرون فلسطينيون يرفعون ملصقاً خلال احتجاجات شهدتها رام الله ضد الموقف الأميركي

قال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بعد جولة طويلة قادته إلى دول عربية مؤثرة، وانتهت بلقاء نتنياهو والرئيس الفلسطيني أمس، أن الرئيس الأميركي «ملتزم جدا تحقيق السلام في المنطقة».
وأَضاف كوشنر في مستهل لقاءات جمعته أمس، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أولا والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لاحقا: «إن الرئيس ملتزم بإيجاد حل يؤدي إلى تحقيق الازدهار والسلام لجميع الشعوب في المنطقة». إلا أنه لم يقدم خطة عمل لأي من الطرفين، من أجل دفع عملية سلام جديدة، في تأكيد على اتهامات فلسطينية للأميركيين بأنهم «لا يحملون شيئا» معهم.
وبدأ كوشنر الذي رأس وفدا ضم كلا من المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات، ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، اجتماعاته أمس بنتنياهو، ثم انتقل إلى رام الله للقاء عباس.
وقال نتنياهو لدى استقباله كوشنر: «لدينا أشياء كثيرة يجب أن نبحثها: كيف يمكن دفع السلام والاستقرار والأمن والازدهار في منطقتنا، وأعتقد أن جميع هذه الأهداف هي في متناول اليد. يسرني أن أراك وأرى الجهود التي تبذلها نيابة عن الرئيس، مع جيسون وبقية أعضاء الطاقم. أعتقد أن هذا يعكس التحالف المتين القائم بيننا والأهداف المهمة التي ترشدنا».
وفي رام الله، استقبل عباس كوشنر بالترحيب، قائلا: «نقدر عاليا جهود الرئيس ترمب الذي أعلن، منذ البداية، أنه سيعمل على عقد صفقة سلام تاريخية، وكرر هذا الكلام أكثر من مرة خلال لقاءاتنا التي حصلت سواء في واشنطن أو الرياض أو بيت لحم».
وأَضاف: «نحن نؤكد أن هذا الوفد يعمل من أجل السلام، ونحن نعمل معه من أجل الوصول قريبا لما سماه الرئيس ترمب صفقة سلام. نعرف أن الأمور صعبة ومعقدة، ولكن لا يوجد مستحيل أمام الجهود الطيبة».
ووصل كوشنر ووفده إلى إسرائيل بعد جولة شملت دولا عدة، بينها المملكة السعودية ومصر والأردن.
واتصل أمس ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس عباس، وأطلعه على نتائج زيارة الوفد الأميركي للملكة، كما اتصل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، للسبب نفسه.
وقال بيان مقتضب إن الاتصالين جاءا في سياق التنسيق المشترك بين القيادتين الفلسطينية والسعودية.
وشكر الرئيس عباس، الأمير محمد بن سلمان والجبير على الدور المهم الذي تقوم به السعودية في المنطقة، وبخاصة ما يتعلق بدعم الشعب الفلسطيني على المستوى السياسي ومختلف المجالات.
ويجري عباس تنسيقا عاليا مع المملكة السعودية والمملكة الأردنية ومصر من أجل موقف عربي واحد وواضح بشأن مرجعية أي عملية سياسية. وكان عباس تشاور كذلك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
ويريد عباس أن تكون مبادرة السلام العربية أساسا ومرجعية لأي عملية سلمية وليس شيئا آخر، بما في ذلك سلام إقليمي.
كما يصر عباس على بدء مفاوضات وفق حل الدولتين وجدول زمني محدد لإنهاء الصراع.
وتجنب كوشنر التطرق في إسرائيل أو رام الله إلى حل الدولتين، وهو الموقف الذي يغضب الفلسطينيين.
وقال المسؤول الفلسطيني واصل أبو يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم (الأميركيين) طرف منحاز».
وأضاف: «فقدنا الثقة بإمكانية صنع سلام تحت المظلة الأميركية».
كما اتهم نائب عباس في قيادة حركة فتح، محمود العالول، الوفد الأميركي بممارسة الضغوط على عباس في قضايا هامشية بعد أن يستمعوا إلى «أكاذيب» المسؤولين الإسرائيليين، قائلا: إنهم لن يخرجوا بنتيجة لأنهم لا يحملون أي شيء.
وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، من أن للفلسطينيين خيارات أخرى، متهما الأميركيين بأنهم سعاة بريد لإسرائيل.
وقال مجدلاني خلال استقباله القنصل السياسي للقنصلية البريطانية لدى دولة فلسطين، جاك فتزجيرالد: «الأمر القائم لم يعد يحتمل، دولة الاحتلال كل يوم تنتهك القانون الدولي، وتسارع بالاستيطان، بالإضافة إلى التحريض المستمر من قبل نتنياهو ووزراء حكومته. وبالمقابل الإدارة الأميركية لم تقدم أي شيء ملموس حتى الآن».
وأضاف: إن «القيادة الفلسطينية لديها خيارات كثيرة، وإن على الإدارة الأميركية التوقف عن تبني المواقف الإسرائيلية؛ فهي ليست ساعي بريد ينقل وجهات نظر الاحتلال، هناك قضايا واضحة ضمن قرارات الشرعية الدولية، ومتطلبات والتزامات على حكومة الاحتلال تنفيذها إذا أرادت عملية سياسية، هدفها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية».
وانعكس غضب المسؤولين الفلسطينيين من الوفد الأميركي على الشارع كذلك.
واحتج أمس متظاهرون فلسطينيون على «التحيز» الأميركي لإسرائيل قبل وصول كوشنر. وشارك في المظاهرة مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية، ورفع المتظاهرون لافتات ترفض أي رعاية أميركية للمفاوضات وتتهم واشنطن بالرعاية الرسمية للاستيطان.
وردت الخارجية الأميركية على الغضب الفلسطيني من مسألة «حل الدولتين»، بقولها إن تبني ذلك سيكون مثل «انحياز».
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت «الالتزام بحل الدولتين بمثابة انحياز من قبل واشنطن»، وأضافت: «لن نحدد ما يجب أن تكون النتيجة، يجب أن يتمكن كلا الطرفين من ذلك. هذا أفضل رأي كي لا يتم الانحياز إلى طرف فضلا عن الآخر، ولضمان قدرتهم على تحقيقه».
وتابعت: «إن فرض مواقف الولايات المتحدة على المفاوضات لن يؤدي إلى اتفاق. بل الإسرائيليون والفلسطينيون وحدهم يمكنهم التوصل إلى حل دائم».
وأردفت «لقد مرت عقود عددية، كما تعلمون، ولم تتمكن الأطراف من التوصل إلى أي اتفاق جيد وحل مستدام؛ لذا نترك الأمور لهم».
ويعقّد الموقف الأميركي من إمكانية استئناف عملية السلام.
وقال أبو يوسف إنه من دون أن يكون هناك مرجعية واضحة أساسها إنهاء الاحتلال وحل الدولتين ضمن سقف زمني محدد، فلا مجال للعودة إلى مفاوضات من أجل المفاوضات. وأضاف: «سيتوجب أيضا وقف الاستيطان الإسرائيلي وكل أشكال العدوان».
ويدعم العرب موقف السلطة الفلسطيني من مسألة حل الدولتين.
ويوم الثلاثاء، قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، لطاقم كوشنر أن حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لحل النزاع.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إنه «حتى وإن استغرق الأمر وقتا، وشهد أياما جيدة وأخرى سيئة، فإن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يبقى على رأس أولويات ترمب الذي قال إنه لا يزال متفائلا».
وأضاف: «مهمتنا تتركز الآن وبعد جولة شملت محطات عدة في الشرق الأوسط منذ يناير (كانون الثاني) على العمل على الانتقال نحو مباحثات سلام حول المسائل الجوهرية».
وأوضح مصدر دبلوماسي أميركي آخر «الرئيس يريد أن تركز المباحثات على الانتقال إلى مفاوضات السلام، الأوضاع في غزة، بما يشمل طريقة تخفيف الأزمة الإنسانية هناك، والخطوات الاقتصادية التي يمكن اتخاذها».
ويقول الفلسطينيون إن أي مقترحات لسلام إقليمي أو اقتصادي أو ما شابه لن ترى النور أبدا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.