أزياء وإكسسوارات أساسية تتحدى الزمن

كيف تكونين أنيقة في كل مكان وزمان

القميص الأبيض من الأساسيات التي حولتها كارولينا هيريرا إلى قطعة تناسب مناسبات السهرة والمساء أيضاً  -  العارضة روزي هانتينغتون وايتلي في معطف من تشكيلة دار «بيربري» لصيف 2012 لكن لا يزال يظهر عصرياً وكأنه من هذا الموسم  -  فستان من «كارولينا هيريرا» Carolina Herrera بتصميم عصري كلاسيكي يراعي كل الأعمار
القميص الأبيض من الأساسيات التي حولتها كارولينا هيريرا إلى قطعة تناسب مناسبات السهرة والمساء أيضاً - العارضة روزي هانتينغتون وايتلي في معطف من تشكيلة دار «بيربري» لصيف 2012 لكن لا يزال يظهر عصرياً وكأنه من هذا الموسم - فستان من «كارولينا هيريرا» Carolina Herrera بتصميم عصري كلاسيكي يراعي كل الأعمار
TT

أزياء وإكسسوارات أساسية تتحدى الزمن

القميص الأبيض من الأساسيات التي حولتها كارولينا هيريرا إلى قطعة تناسب مناسبات السهرة والمساء أيضاً  -  العارضة روزي هانتينغتون وايتلي في معطف من تشكيلة دار «بيربري» لصيف 2012 لكن لا يزال يظهر عصرياً وكأنه من هذا الموسم  -  فستان من «كارولينا هيريرا» Carolina Herrera بتصميم عصري كلاسيكي يراعي كل الأعمار
القميص الأبيض من الأساسيات التي حولتها كارولينا هيريرا إلى قطعة تناسب مناسبات السهرة والمساء أيضاً - العارضة روزي هانتينغتون وايتلي في معطف من تشكيلة دار «بيربري» لصيف 2012 لكن لا يزال يظهر عصرياً وكأنه من هذا الموسم - فستان من «كارولينا هيريرا» Carolina Herrera بتصميم عصري كلاسيكي يراعي كل الأعمار

هناكر محاذير كثيرة تتعلق بكيفية تعامل امرأة في سن معينة مع الموضة. هذه المحاذير تكون غالباً موجهة للواتي تعدين الأربعين. فعندما تكون المرأة في مرحلة الصبا، يغفر الكل لها هفواتها، ويتغاضون عنها، على أساس أنها تفتقد الخبرة، بل من المُفترض أن تجرب كل الصرعات والتقليعات حتى تتوصل إلى الأسلوب الذي يناسبها ويريحها فيما بعد. الأمر مختلف عندما تتعدى الأربعين، فهي هنا مطالبة باحترام كثير من الأبجديات، على أساس تجنيب نفسها الحرج من جهة، وعدم الظهور بمظهر ضحية الموضة أو المتصابية من جهة ثانية. مثلاً، عليها أن تتجنب الفساتين القصيرة جداً، وأي قطعة من دون أكمام، إلا إذا كان ذراعاها مصقولتين للغاية، وهو ما يُصبح من المستحيلات في عمر الستين، مهما كانت وفية للتمارين الرياضية، وهكذا. ورغم أن هذه المحاذير تم التخفيف منها في العقود الأخيرة، فإن هذا لا يمنع مراعاة بعضها احتراماً للذات والذوق العام على حد سواء. فكلنا يعرف أن غدر الزمن لا يرحم، حتى إذا كانت الواحدة منا تهتم برشاقتها أكثر من قبل، وربما تحافظ عليها حتى السبعين. المشكلة أن زحف السنين وتهدل البشرة يتسرب إلى أجزاء يصعب استعمال البوتوكس فيها. في هذه الحالة، تبقى الأزياء أفضل صديق يُموه على العيوب، على شرط التعامل معها بذكاء، وباختيار ما يناسب عمرها ومكانتها. والجميل أن هذا يسهل تحقيقه في ظل الخيارات الكثيرة التي تطرحها الأسواق، والتي بدأت تأخذ فيها بعين الاعتبار كل المراحل من عُمر المرأة. فكما أنهم يريدون استقطاب جيل شاب من الزبونات، فإنهم لا يريدون أن يخسروا الجيل القديم، وإذا كانت الصيحات الموسمية تخاطب صغيرات السن والشابات، فإن التصاميم العصرية البعيدة عن التقليعات والصرعات هي الأضمن، خصوصاً إذا كانت النية الاستفادة منها لسنوات طويلة. ولا بأس من الإشارة هنا إلى أن مقولة «ثمنها فيها» صحيحة في غالب الأحيان، لأن قطعة تتمتع بكل مواصفات الجودة والأناقة، من التصميم إلى اللون ونوعية القماش، ستبقى معك فترة طويلة جداً، لهذا لا يجب البُخل عليها، إذا كانت تجمع الكلاسيكية بالعصرية، مع لمسة مبتكرة تعكس شخصيتك وفهمك للموضة.
- من القطع الكلاسيكية التي لا يجب أن تخلو منها خزانة أية امرأة، بغض النظر عن عُمرها لأنها تحولت إلى أساسيات، نذكر الجاكيت المفصل؛ يمكن ارتداؤه مع أي قطعة، وفي أي موسم، حسب نوعية قماشه.
- قميص أبيض لا يناسب كل الأعمار فحسب، بل أيضاً كل المناسبات، بدليل أن المصممة كارولينا هيريرا أدخلته مناسبات السهرة والمساء، وأثبت أنه فعلاً قطعة مفعمة بالأناقة، تماماً مثل الفستان الأسود الناعم، سواء كانت مع توكسيدو أو مع تنورة مستديرة طويلة.
- فستان أسود ناعم لا يمنح الجسم طولاً فحسب، بل أيضاً يمنح المرأة مظهراً راقياً في أي سن، على شرط أن يكون بطول يغطي الركبة. المصممة الراحلة كوكو شانيل صرحت منذ عقود بأنها تكره التنورة القصيرة التي تظهر من تحتها الركبة؛ تبريرها كان أنها جزء قبيح من الجسم يجب إخفاؤه بأي ثمن. ورغم أن خليفتها الحالي كارل لاغرفيلد غير هذا الرأي عملياً بتقديمه تصاميم قصيرة، فإنه لم يخفِ يوماً أنها موجهة للشابات. فمهما كانت أنيقة ومُغرية إلى حد لم تستطع المرأة الناضجة مقاومتها، فيمكنها على الأقل تنسيقها مع جوارب سميكة أو بنطلون طويل.
- معطف واقٍ من المطر من القطع الأساسية في أي عمر وبيئة. فبفضل كريستوفر بايلي، المصمم الفني لدار «بيربري»، دخلت هذه القطعة إلى مناسبات السهرة، بعد أن صنعها من أقمشة مترفة، مثل البروكار والدانتيل وما شابه. الجميل في هذه القطعة أنها كلاسيكية، يمكن أن تشتريها فتاة صغيرة في العمر لترافقها مدى الحياة، في حال حافظت عليها، وتعاملت معها بشكل جيد. والجميل في الأمر أيضاً أن كثيراً من المصممين يطرحونه حالياً بأساليب مختلفة، كما ركبت الموجة المحلات الكبيرة، مثل «زارا» و«توب شوب» و«إتش أند إم». لكن إذا كانت النية عدم التخلي عنه بعد موسم أو موسمين، فإنه يستحق الاستثمار فيه، بأن تكون نوعية القماش جيدة، إلى جانب اللون الذي يفضل أن يكون محايداً. أما الأهم من كل هذا فأن يكون على المقاس، بحيث يبدو وكأنه فُصل خصيصاً لك، بدءا من الأكتاف إلى الطول مروراً بالخصر.
- اختيار الياقة بأهمية الطول واختيار اللون. فعندما تكون مفتوحة بشكل مبالغ فيه، تُعطي تأثيراً عكسياً لا يمت للموضة بشيء، لهذا من الضروري اختيار الياقة التي تُظهر جمالياتك، حسب طول الرقبة واكتنازها وما شابه من أمور. فالمسألة هنا نسبة وتناسب.
- بعد اختيار القطع الأساسية، يأتي دور الإكسسوارات، فهي التي ستعكس الذوق الخاص، سواء كانت حزاماً أو عقداً أو حذاء. الجميل في الإكسسوارات أنها تتحدى الزمن والمكان، وبالتالي يمكن لأي امرأة، أياً كان عُمرها، أن تتعامل معها ببعض الجرأة. حزام عريض مستوحى من الـ«أوبي» الياباني مثلاً يمكن أن يغير من شكل فستان، بحيث يبدو وكأنه جديد مختلف تماماً، فيما سيضفي حزام رفيع بلون متوهج ديناميكية على فستان أو تنورة كلاسيكية عادية. والأمر نفسه ينطبق على الأحذية، لا سيما أنها الآن تأتي بشتى الألوان، من المعدنية إلى المطرزة. وبما أن الموضة ألغت فكرة أن لكل مناسبة لونها، يمكن أن يكون لون متوهج أو نقشات متضاربة خياراً مثالياً للارتقاء بقطعة أزياء عادية، تماماً مثل أقراط أذن بحجم كبير. فهذه لم تعد حكراً على الشابات وعاشقات المظهر البوهيمي، وأصبحت في متناول الجميع، بعد أن خاض فيها مصممون مشهود لهم بالابتكار، وأبدعوها بمواد غريبة تتباين بين الأخشاب والريش والخيوط المتدلية على شكل شراشيب.


مقالات ذات صلة

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

لمسات الموضة صرعات الموضة (آيماكستري)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

منذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء بين المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

في ظل التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوُّق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً ومشوقاً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

«أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.