لفت المهاجم الاتفاقي الشاب هزاع الهزاع أنظار شريحة واسعة من متابعي كرة القدم السعودية، بقدراته التهديفية العالية التي جعلت منه المهاجم الأول حالياً في فريق الاتفاق، رغم مزاحمة عناصر الخبرة على مركزه، ومنهم الهداف السابق يوسف السالم الذي انتقل لعدة محطات، أبرزها الهلال والشباب، قبل أن يعود لفارس الدهناء.
الهزاع الذي توج بلقب الهداف في دورة تبوك الدولية الودية الثانية لم يكتفِ بالتألق في هذه الدورة، ونيل لقب الهداف، برصيد 3 أهداف سجلها في مباراتين فقط على فريقين كبيرين، هما الإسماعيلي المصري والاتحاد السعودي، مما أوصل الفريق للنهائي، ومن ثم التتويج باللقب، لكنه قدم مستوى فنياً كبيراً في أولى مباريات فريقه في الدوري السعودي للمحترفين، من خلال تسجيل هدفي الفوز على الأهلي وبمهارة عالية في شباك الحارس القادم للأهلي محمد العويس، الذي ملأ الشارع الرياضي ضجيجا، وما زالت كثير من القرارات تصدر بشأن قضية انتقاله من نادي الشباب.
ورغم أن سجله التهديفي في الموسم الماضي يعتبر ضعيفاً، من حيث عدد الأهداف التي سجلها، فإن الأهداف الخمسة التي سجلها في دوري العام الماضي لا يمكن نسيانها، خصوصاً الهدف الأول أمام الهلال، الذي نجح من خلاله الاتفاق في كسر «عقدة» تاريخية استمرت عقدين من الزمن، وهي عدم تحقيق الفوز على الهلال في الرياض، حيث جاء هذا الهدف برأسية جميلة، فيما كانت بقية أهدافه الأربعة أمام فرق التعاون والأهلي والاتحاد، وأخيراً القادسية.
والمتابع للشأن الاتفاقي، يلحظ أن الهزاع لم ينل فرصاً كثيرة للوجود كأساسي، حيث شارك فقط في 9 مباريات بدوري 2016 - 2017، فيما غاب مباراتين فقط عن القائمة بشكل نهائي، في الوقت الذي منح لاعبون آخرون فرصاً أكثر للمشاركة دون تسجيل حتى العدد نفسه من الأهداف التي سجلها هزاع.
ولكن هذا الموسم اختلف الوضع تماماً، وشارك في أولى مباريات فريقه في الدوري طوال المباراة، ونجح في حصد النجومية بلا منازع.
ودخل اللاعب هزاع، في الثامن من شهر أغسطس (آب) الحالي، سن الـ26 عاماً، كونه من مواليد 1991، حيث سجل هدفين دفعة واحدة في شباك الأهلي، في اليوم الثالث بعد الاحتفال بعيد ميلاده الجديد.
وللهزاع قصة «كفاح» تستحق الذكر، فقد كان اللاعب قريباً من الرحيل نهائياً من الاتفاق في عام 2014، والعام الذي يليه، وتحديداً في عهد المدرب الألماني ستامب، الذي قاد الفريق بدوري الدرجة الأولى، حيث طلب المدرب من إدارة الاتفاق البحث عن نادٍ له، وإن كان ممكناً الاستغناء عنه نهائياً، فقامت الإدارة بإعارته في الموسم الأول للخليج، ومن ثم للصفا، رغم أن الأخير تحديداً كان يكافح من أجل البقاء في دوري الأولى، وليس المنافسة.
وظل هزاع مهمشاً في الاتفاق حتى رحل ستامب، وحضر المدرب التونسي جميل قاسم، الذي أبدى اهتماماً أكبر باللاعب، ومنحه كل الثقة، ليضع بصمته الأولى والقوية في شباك الهلال، لكن مع تراجع نتائج الفريق، ورحيل قاسم، والتعاقد مع المدرب الإسباني جاريدو، تراجع مستوى ونتائج الفريق بشكل عام.
ويرجع الفضل بعد الله لعودة هزاع إلى طريق النجومية للمدرب الصربي ميودراج، الذي لم يجد إلى الآن حتى لاعبين أجانب يمكنهم سد الخانة، وقيادة خط الهجوم بمستوى أفضل من الهزاع وزميله محمد الصيعري، وتركزت التعاقدات حتى الآن على لاعبين محلين وأجانب في خطي الدفاع والوسط دون الهجوم، مما يعزز ثقة العناصر الموجودة من اللاعبين المحليين، وإن كانت الأحاديث تتزايد عن أن التعاقد مع مهاجم أجنبي ستكون في فترة التسجيل الحالية، وتحديداً في فترة التوقف التي ستعقب الجولة الثانية من الدوري.
وربما يكون تألق الهزاع قد ضغط على المدرب أكثر للبحث عن لاعب يملك مواصفات أفضل من قدرات هزاع أو حتى الصيعري في خط الهجوم، مع القناعة بأن الدوري طويل، ويحتاج للاعبين مميزين أساسين وبدلاء جاهزين طوال الموسم.
واقترب هزاع من إتمام عامه الأول مع الاتفاق، بعد أن تم تجديد عقده لمدة 5 سنوات، في التاسع عشر من سبتمبر (أيلول)، بتوصية من المدرب التونسي السابق.
واعترف الهزاع بأن عدم ضمه للمنتخب السعودي الأول في القائمة التي أعلنها المدرب الهولندي فان مارفيك كانت بمثابة الـ«صدمة» بالنسبة له، في ظل ترشيحه من معظم النقاد للانضمام للأخضر في هذه الفترة.
وتشتد المنافسة على حصد بطاقتي التأهل المباشرتين للمونديال بين 3 منتخبات في مجموعة المنتخب السعودي، حيث يتصدر المنتخب الياباني برصيد 17 نقطة، بفارق نقطة وحيدة عن المنتخب السعودي الذي يحل ثانياً، وبالرصيد نفسه مع المنتخب الأسترالي الذي يحل ثالثاً بفارق الأهداف فقط، وهو النظام المطبق في هذه التصفيات النهائية. وقال الهزاع، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إنه نال الإشادة الواسعة من المتابعين في الوسط الرياضي، سواء من مدربين ومحليين أو جماهير، وكان ينتظر أن يتم استدعاؤه رسمياً من قبل المدرب مارفيك لمباراتي الأخضر أمام الإمارات واليابان، في جولتي الحسم نحو الوصول لمونديال روسيا 2018، ولكن ما حصل هو قناعات مدربين، وهو يحترمها في نهاية المطاف.
وأضاف: «ليست المرة الأولى التي أتوقع فيها الانضمام للمنتخب ولا يتم استدعائي. وقبل أعوام قليلة، قدمت مستويات كبيرة مع الفريق الأولمبي، وأحرزت 21 هدفاً في بطولة الأمير فيصل بن فهد، تصدرت من خلالها قائمة الهدافين، لكن لم يتم استدعائي للمنتخب الأولمبي، وهذا يعود في نهاية الأمر لقناعات المدربين التي تختلف من مدرب لآخر».
وعاد الهزاع ليؤكد أنه سيسعى لعدم التأثر سلباً بعدم استدعائه للمنتخب الأول، بل إنه سيبذل جهوداً أكبر للحصول على فرص حلم الانضمام لتشكيلة المنتخب الأول في مونديال روسيا، في حال تحقق الحلم فعلاً بالوصول، من خلال الانتصار في المواجهتين المقبلتين ضد الإمارات واليابان، مبيناً أن الحلم بالنسبة لأي لاعب قد يتأخر، ولكنه إذا حدث يكون أكثر سعادة.
وأشار إلى أنه حتى في فريقه الاتفاق، لم ينل ما كان يتمناه، رغم أن مشاركاته في المباريات تؤثر بشكل مباشر على النتيجة، لكنه صبر حتى بات المهاجم الهداف حالياً للفريق.
وتمنى الهزاع أن يظهر المنتخب السعودي بصورته القوية في المباراتين الحاسمتين نحو المونديال «لنحتفل جميعاً بالعبور، وإعادة الأخضر إلى مكانته التي يستحقها بين نخبة المنتخبات في العالم».
هزاع الهزاع... الحالم بالنجومية في صراع مع «شبح الإحباط»
المهاجم الشاب قال إن معاناته مع «الأخضر» تذكره ببداياته مع الاتفاق
هزاع الهزاع... الحالم بالنجومية في صراع مع «شبح الإحباط»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة