بعد فشل زيارة واشنطن... نتنياهو إلى موسكو {لإخلاء سوريا من الإيرانيين}

الوفد الإسرائيلي: في ظل التأتأة الأميركية يحق لتل أبيب الدفاع عن نفسها

جندي إسرائيلي قرب سور يفصله عن الحدود السورية في مرتفعات الجولان المحتلة يوليو الماضي (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي قرب سور يفصله عن الحدود السورية في مرتفعات الجولان المحتلة يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

بعد فشل زيارة واشنطن... نتنياهو إلى موسكو {لإخلاء سوريا من الإيرانيين}

جندي إسرائيلي قرب سور يفصله عن الحدود السورية في مرتفعات الجولان المحتلة يوليو الماضي (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي قرب سور يفصله عن الحدود السورية في مرتفعات الجولان المحتلة يوليو الماضي (أ.ف.ب)

بعد فشل المحادثات الإسرائيلية في واشنطن، الأسبوع الماضي، أعلن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سيسافر بشكل غير مخطط مسبقا، إلى مدينة سوتشى الروسية، يوم الأربعاء المقبل، ليلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليتباحث معه في المطالب الإسرائيلية بخصوص الترتيبات الأخيرة في سوريا.
وقال مصدر سياسي في تل أبيب، إن نتنياهو يؤمن بأن الروس معنيون بإيجاد صيغة للتعاون مع إسرائيل في سوريا وغيرها، ويمكنهم التأثير على إيران أكثر من الولايات المتحدة «التي تهدد طهران ولكنها لا تترك انطباعا بأنها معنية بعلاج جذري للحد من نفوذها في المنطقة».
وكان وفد إسرائيلي رفيع قد عاد من واشنطن، في نهاية الأسبوع المنصرم، من دون أن يحقق مراده في تعديل اتفاق التهدئة الروسي الأميركي في سوريا. وضم الوفد كلا من رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، هرتسي هليفي، ورئيس القسم السياسي - الأمني في وزارة الدفاع، زوهر فلتي، والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ايتان بن ديفيد. واتضح من تقريره في جلسة الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة رفضت الالتزام بتضمين الاتفاق حول إنهاء الحرب السورية، المطلب الإسرائيلي بإجلاء قوات الجيش الإيراني وميليشياته الشيعية الدولية المنتشرة في سوريا.
استغرقت الزيارة عدة أيام، أجرى الوفد خلالها لقاءات مع قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية ورجال مجلس الأمن القومي، ومبعوث الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط، جيسي غرينبلات. وقال مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات إن «الوفد الإسرائيلي قدم معلومات استخباراتية حساسة وموثوقا بها ومزعجة للغاية»، تدعمها وثائق وصور تعطي فكرة عن الانتشار الإيراني المتنامي في سوريا. وتم عرض المواد أمام الأميركيين استعدادا للتسوية المتوقعة بين واشنطن وموسكو، التي من المفترض أن تضع حدا للقتال في سوريا، بعد أن نجحت في تحقيق هدوء منذ شهر مايو (أيار) الماضي.
ووصف كلا الطرفين المحادثات على أنها كانت مفصلة ومهنية، فيما تم وصف الأجواء بأنها كانت ودية، بحسب ما نشر غرينبلات على حسابه في «تويتر». ومع ذلك، يسود قلق كبير في إسرائيل، لأن الأميركيين رفضوا الالتزام، كجزء من الاتفاق في سوريا بأن تطالب الولايات المتحدة بإجلاء القوات الإيرانية و«حزب الله»، الحلفاء القدامى للأسد. وتخشى إسرائيل أن تستغل إيران و«حزب الله» الوضع لتحويل سوريا إلى محمية لهما. ويعم القلق الرئيسي إزاء نشر قوات إيران و«حزب الله» في الجولان السوري، على الحدود مع مرتفعات الجولان الإسرائيلية، بهدف فتح جبهة أخرى مع إسرائيل في حالة اندلاع حرب شاملة. بل إن مصادر الاستخبارات في إسرائيل وجدت اسما لتلك الحرب، وأطلقوا عليها «الحرب الشمالية الأولى»، على أساس التقييم بأنه إذا فتحت الجبهة مرة أخرى في الشمال، فإنها ستشمل سوريا ولبنان معا، بالتعاون مع القوات الإيرانية.
وخلال المحادثات أكد أعضاء الوفد الإسرائيلي أمام الأميركيين، وفقا لتلك المصادر: «إذا لم يطرأ التغيير الملموس على نهجكم، وإذا لم تنخرطوا بشكل أكبر، وأكثر حزما، وأكثر عنفوانا، فإنكم ستتركون الشرق الأوسط للإيرانيين برعاية روسية». وقال أعضاء الوفد الإسرائيلي، إنهم لاحظوا لدى الأميركيين «نوعا من الارتباك وعدم وجود خط واضح واختلافات في الرأي لدى الإدارة حول طبيعة الاتفاق المقبل والاختلاف حول ما هو الصواب والخطأ في سوريا من أجل تحقيق الهدوء في المنطقة كلها». ويشعرون في إسرائيل، بالقلق بشكل خاص من أن تؤدي المشاكل الداخلية التي ينغمس فيها الرئيس ترمب، والأزمة مع كوريا الشمالية، إلى قرار أميركي بعدم القيام بفرض العضلات بشكل زائد في سوريا، وترك إسرائيل تحت رحمة روسيا وسوريا وإيران و«حزب الله».
ومن أجل محاولة التأثير على جبهة أخرى، قرر نتنياهو التوجه إلى الكرملين في محاولة للتأثير على الرئيس بوتين لمنع التوسع الإيراني في سوريا، كجزء من الاتفاق.
يشار إلى أن القوة العسكرية الإيرانية المنتشرة في جميع أنحاء سوريا اليوم، تضم نحو 500 جندي إيراني ونحو خمسة آلاف مقاتل من «حزب الله» و9 - 10 آلاف من المقاتلين الشيعة الذين وصلوا من أفغانستان وباكستان والعراق. وتعمل القوات حاليا كجزء من فيلق خاص أنشأه الحرس الثوري للعمل في سوريا. ويقضي قائد قوة القدس قاسم سليماني، معظم وقته في سوريا ويرى أن تعميق التدخل الإيراني هناك هو مهمته الرئيسية، وفي المقدمة إقامة «مجمع منفصل» (قاعدة بحرية) لإيران و«حزب الله» في ميناء طرطوس. وتعتقد إسرائيل أن هذه القوات ستتعزز بشكل كبير إذا لم تفعل القوى العظمى شيئا لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا وأن «حزب الله» بدأ بالفعل في إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخباراتية في مرتفعات الجولان. وقالت المصادر الإسرائيلية: «في ضوء التأتأة الأميركية، إسرائيل توضح للجميع أنها تحتفظ في كل الحالات، بحق الدفاع عن نفسها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.