وزير يمني: الميليشيات مرتبكة منذ تحرير «معسكر خالد»

أكد وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب فتح، لـ«الشرق الأوسط»، أن التمرد الحوثي مرتبك منذ الهزيمة الثقيلة التي لحقت بالميليشيات التابعة له في معسكر خالد بن الوليد، وهي الهزيمة التي تعرض لها على أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الوطنية بالتنسيق مع قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأبان أن قيادات التمرد الحوثي «ووفقا لطبيعتهم الهمجية تورطوا بأعمال إرهابية وجرائم حرب متعددة منذ قفزهم على الشرعية في اليمن، وهم الآن يعملون وفق الأجندة التي تعمل عليها أي جماعة إرهابية، تماما كما تفعل عناصر تنظيم القاعدة وعناصر تنظيم داعش الإرهابيين».
وركز الوزير اليمني على أن تصرف الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها لم يكن مستغربا، على اعتبار أنهم استهدفوا من قبل تدمير المساجد والمدارس، واستولوا على المساكن الخاصة بالمواطنين.
وقتل مسؤول تسليح الحوثيين بمحافظة البيضاء وستة من مرافقيه، في جبهة البيضاء، حيث تجددت المعارك في جبل نوفان والجسيمة والأطراف المحيطة بها في مديرية القريشة، وسط مواجهات متقطعة في بقية الجبهات، إثر محاولات تقدم المقاومة الشعبية إلى مواقع الانقلابيين، في حين صعدت هذه الأخيرة من قصفها على القرى السكنية.
ونجحت المقاومة الشعبية في نصب كمين لعدد من العناصر الانقلابية في جبهة الحازمية بمديرية الصومعة، حيث قتل في الكمين عدد من الميليشيات بينهم قيادات.
وقال الناطق باسم مقاومة البيضاء مصطفى البيضاني، إن «المقاومة نصبت كمينا محكما لمسؤول التسليح للميليشيات الانقلابية بمنطقتي العبدية والوهبية أثناء مروره في الطريق الرابط بين الحازمية وموقع شاردة بمديرية الصومعة، ما أسفر عن قتله مع ستة من مرافقيه وإعطاب سيارته»، طبقا لما نقل عنه موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت».
ومنذ أكثر من عامين تسعى ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لبسط سيطرتها الكاملة على محافظة البيضاء، لما تمتاز به المحافظة من موقعها الجيوغرافي وسط اليمن وتحيط بها محافظات شمالية وجنوبية.
إلى ذلك، اعترضت دفاعات التحالف صاروخا باليستيا أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح من الخوخة في الحديدة، باتجاه مدينة المخا الساحلية، غرب تعز، التي استعادتها قوات الشرعية بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية.
وأطلق محور تعز العسكري بالاشتراك مع «اللواء 22 ميكا» والشرطة العسكرية، عملية عسكرية أمنية في تعز لمداهمة أوكار العناصر الإرهابية في المدينة التي تقف وراء الاغتيالات التي تطال أفراد عناصر الجيش الوطني.
وقال بيان صادر عن محور تعز العسكري، إن «أطقم عسكرية تابعة لقيادة المحور و(اللواء 22 ميكا) والشرطة العسكرية، باشرت عملية ملاحقة ومداهمة لأوكار العناصر الإرهابية التي تقف خلف عمليات اغتيال أفراد الجيش الوطني في المدينة، وذلك في حي الجمهوري بمدينة تعز، وتمكنت من القبض على أحد العناصر الإجرامية المتهمة في اغتيال كثير من أفراد الجيش الوطني، فيما تواصل ملاحقة المدعو أنس عادل أحد العناصر الإرهابية وكل من له علاقة أو صلة بعمليات الاغتيالات».
وتأتي هذه الحملة بعد أيام من الحملة العسكرية التي أطلقتها لاستكمال ما تبقى من أجزاء الجبهة الغربية في المدينة، وسط تحقيق الجيش الوطني تقدما والسيطرة على مواقع وتباب استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، فإنه من «المرجح أن تنتقل المعارك، خلال الأيام المقبلة، إلى حذران وشارع الخمسين ومفرق شرعب، ومن ثم الوصول إلى شارع الستين الذي من خلال الوصول إليه سيتم قطع خط إمداد الانقلابيين القادم من محافظة إب والمحافظات الشمالية، إضافة إلى التحامها مع قوات الجيش في الساحل الغربي، وفتح المنفذ الغربي للمدينة».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «وحدات الجيش الوطني تواصل تطهيرها لجيوب الانقلابين في الأطراف الشمالية الشرقية لمدرات ونقطة الهنجر، حيث إن ما يعيق تقدم قوات الجيش بشكل أسرع هو الألغام الكثيفة التي زرعتها قبل فرارها من مواقعها، بينما اشتدت المعارك في تبة القرن المحاطة بالألغام الكثيفة».
وأكدت أن «محيط منطقة مدرات وجبل هان الشمالي والغربي، وكذا أطراف (اللواء 35 مدرع) الشمالية باتجاه تبة الضنين، تشهد مواجهات عنيفة تبادلها القصف بمختلف الأسلحة، والجيش الوطني يسير وفق خطط مرسومة له وشن هجماتها من اتجاهات مختلفة في آن واحد، ما مكنهم من الاقتراب مما تبقى من الأجزاء التي ما زالت تتحصن فيها الميليشيات الانقلابية التي تواصل زراعة الألغام بشكل كثيف في الطرقات وحتى المنازل»، مضيفة أن وحدات من «اللواء 35 مدرع» في جبهة الصلو، جنوبا، تمكنت من «أسر القيادي الحوثي صالح حسن الحبيشي خلال محاولته الفاشلة بالتسلل إلى مواقع الجيش في منطقة الزنح».
وكثفت ميليشيات الحوثي وصالح هجماتها في الجبهات الأخرى، شرق وجنوب المدينة، مع القصف العنيف بمختلف الأسلحة على أحياء تعز السكنية وقرى المحافظة، للتعويض عن خسائرها في الجبهة الغربية، علاوة على قنص المدنيين من مواقع تمركزها في أطراف المدينة.