أمير الكويت يسعى لحل أزمة قطر على المبادئ الستة قبيل سفره إلى واشنطن

مع اختتام مبعوث أمير الكويت جولته التي شملت 6 دول، هي الدول الخمس ذات الصلة بالأزمة القطرية وسلطنة عُمان، يواصل مبعوثان أميركيان جهودهما لتحريك ملف الأزمة الخليجية، حيث تركزت مباحثاتهما أمس في كل من المنامة وأبوظبي على تشجيع الأطراف على الوصول إلى تسوية، مع تقديم الدعم للجهود الكويتية.
وفي هذا الصدد، تسابق الكويت الزمن لتحقيق تقدم إيجابي في هذه الأزمة قبيل سفر الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى الولايات المتحدة في السادس من سبتمبر (أيلول) المقبل. وذكرت مصادر كويتية لـ«الشرق الأوسط» أن الوساطة الكويتية تسعى لوضع إطار لحل الأزمة يقوم على اقتناع الأطراف بالعودة إلى المبادئ الستة التي أعلنت في اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة في 5 يوليو (تموز) الماضي.
وكان مبعوث أمير الكويت قد نقل رسائل لقادة السعودية ومصر والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان، تعلقت بإيجاد آلية للخروج من الأزمة، التي اندلعت في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي على خلفية اتهام الدول الأربع المقاطعة لقطر الأخيرة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاج سياسة تقوم على زعزعة الاستقرار وتشجيع الإرهاب وتمويله في المنطقة.
وبحسب مطلعين، تمثل المبادئ الستة إطار عمل يمكن أن يجمع الأطراف المتنازعة في الأزمة، وصولاً إلى ما تسعى له الكويت من جمع الأطراف على طاولة حوار مباشر يمكن أن يحضرها وزراء الخارجية.
وتنص المبادئ الستة على الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكل صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة، وإيقاف أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون الخليجي، وكذلك الالتزام بمخرجات القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت في الرياض في مايو (أيار) 2017، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو دعم الكيانات الخارجة عن القانون، والإقرار بمسؤولية دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
وأجرى مبعوثان أميركيان لتحريك ملف الأزمة الخليجية، أمس، محادثات في المنامة وأبوظبي، بعد أن أجريا مباحثات مماثلة في الكويت والدوحة، تركزت على دعم الجهود الكويتية لتسوية الأزمة القطرية.
والتقى عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، ونائب مساعد وزير الخارجية تيموثي لندركينغ في إطار جولتهما الحالية في عدد من دول المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء البحرين أن اللقاء استعرض «العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين»، إلى جانب بحث مستجدات الأحداث في المنطقة والأوضاع الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان المبعوثان الأميركيان وصلا أول من أمس، إلى الدوحة، ثاني محطات جولتهما في المنطقة بعد الكويت، وصرح خالد الجار الله نائب وزير الخارجية الكويتي، بأنه بحث معهما الجهود لحل الأزمة الخليجية.
ويقوم المبعوثان الأميركيان للخليج، بمساعٍ لحل الأزمة الدبلوماسية بين قطر والدول المقاطعة لها، من خلال الحوار مع الأطراف المعنية، ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت.
وفي أبوظبي، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الشاطئ، أمس، الجنرال أنتوني زيني. وفي المنامة، أجرى وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، محادثات مع المسؤولين البحرينيين تركزت بحسب وكالة الأنباء البحرينية على «تقوية العلاقات وأوجه التعاون المختلفة التي تجمع البحرين بالجزائر»، كما جرى خلال اللقاء «بحث وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والمستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي».
إلى ذلك وصل المبعوثان الأميركيان إلى مصر، واجتمعا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري. وأكد شكري خلال لقائه معهما تمسك الرباعية العربية بمطالبها التي قدمتها لقطر، مشددا على أن انفراج الأزمة مرهون بامتثال قطر لمطالب الدول المكافحة للإرهاب، جاء ذلك خلال لقائه مساء أمس.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية سامح شكري طرح خلال اللقاء جميع الشواغل المصرية حيال استمرار الدور السلبي الذي تقوم به قطر في رعاية الإرهاب والتطرف عبر توفير التمويل والملاذ الآمن للإرهابيين، ونشر خطاب الكراهية والتحريض، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، بما يهدد الأمن الإقليمي العربي والسلم والأمن الدوليين.
كما استمع وزير الخارجية المصري من المبعوث الأميركي إلى نتائج اللقاءات التي أجراها مع قيادات ومسؤولي الدول الخليجية التي زارها خلال جولته، وتقييم جهود المساعي الحميدة التي يبذلها أمير الكويت لحل الأزمة. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية التضامن والتنسيق الوثيق بين الدول العربية الأربع، والتوافق فيما بينها حيال ضرورة تنفيذ قطر لقائمة المطالب الثلاثة عشر التي قُدمت إليها والالتزام بالمبادئ الستة الحاكمة لها، والتي تتسق مع القانون الدولي، وفقا لما تم التأكيد عليه في اجتماعي القاهرة والمنامة.
وفي السياق ذاته، قال الوزير الإماراتي أنور قرقاش، أول من أمس، بعد يوم من تسليم المبعوث الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، رسالة لرئيس الإمارات، إنه «من ‏المنطقي أن تتعامل قطر مع هواجس وقلق الدول الأربع بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب، ولا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية»، وقال: «أزمة قطر مع عالمها».
‏وتابع قرقاش في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «من المنطقي أن تتعامل الدوحة مع ملف تدخلها، وتحريضها في الشأن الداخلي لجيرانها ومحيطها»، وقال: «أساسيات لخروج قطر من أزمتها، ملخص مفيد لا يمكن تجاوزه». وأضاف: «‏أزمة قطر مع جيرانها ومحيطها، والحلول من خلال التصدي لهذه المشاغل والحقائق. ارتجاء الحل من الضغط (البعيد) لن يجدي. الحل في شجاعة مواجهة الأزمة»، وأكد «‏‏الشجاعة والمكاشفة ضروريان في ظل غياب الثقة وسجل من التحريض. نجاح الدبلوماسية يرتكز على مراجعة الدوحة لدعمها التطرف وتدخلها في شؤون المحيط».
إلى ذلك قال المحلل السياسي الكويتي الدكتور عائد مناع، إن الكويت تسعى بكل قوة لتحقيق انفراجة في الأزمة الخليجية الحالية، وسيكون للدعم الأميركي لهذه الوساطة قوة دفع مؤثرة، وإذا تمكنت الجهود الكويتية من إحراز تقدم في التوصل إلى اتفاق مبدئي على حل لعدد من نقاط الخلاف، فإن زيارة الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى واشنطن في سبتمبر (أيلول) المقبل ستناقش ذلك مع الرئيس دونالد ترمب وإدارته، للحصول على دعم قوي وصريح، وعلى إعلان أميركي بمشاركة الكويت في ضمان الاتفاق الجديد، وقال مناع، إن الاتفاق يفترض أن يكون اتفاقاً قابلاً للتنفيذ ومحدداً للآليات والمواعيد التنفيذية، حتى لا تعود الأزمة مرة أخرى إلى الانفجار.