الأسهم السعودية تحقق قفزة تاريخية جديدة وتقترب من حاجز 8400 نقطة

حققت سوق الأسهم السعودية، خلال تعاملاتها في مستهل الأسبوع، أمس (الأحد)، قفزة جديدة، نجحت خلالها في تحقيق قمة تاريخية لم يسبق لها مثيل منذ خمس سنوات متتالية، ويأتي هذا الأداء الإيجابي في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد السعودي، خلال السنوات الماضية، تحقيق نمو إيجابي، قاد إلى توسيع دائرة الاستثمار داخل البلاد. وتعد سوق الأسهم السعودية، خلال الفترة الراهنة، من أكثر القنوات الاستثمارية التي تحظى باهتمامات كبار المستثمرين، خصوصا أن القناة الاستثمارية المنافسة «القطاع العقاري»، بدأت أسعاره في دخول مرحلة تصحيح جديدة، في ظل الانخفاض الملحوظ لأوامر الشراء. وفي هذا السياق، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية، يوم أمس، عند مستويات 8383 نقطة، وذلك بارتفاع جديد، بلغ مجموعه النقطي 66 نقطة، جاء ذلك عقب نجاحه في تجاوز منطقة 8400 نقطة، قبل أن يعود دونها في نهاية التداولات، وسط سيولة نقدية متداولة بلغت نحو ستة مليارات ريال (1.6 مليار دولار)، في ظل جرعة جديدة من التفاؤل بدأت تدخل إلى نفوس المتعاملين الأفراد. ولم يستبعد متخصص مالي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أمس، مرور تعاملات السوق المالية السعودية خلال هذا الأسبوع بنوع من عمليات جني الأرباح، مشيرا إلى أن جني الأرباح الطبيعي يعطي تعاملات السوق فرصة جديدة لمواصلة الصعود، في ظل إمكانية دخول سيولة استثمارية جديدة. وفي هذا الإطار، كانت أكثر أسهم الشركات ارتفاعا خلال تعاملات السوق أمس، كل من سهم شركة «إسمنت الجنوبية» بنسبة 9.21 في المائة، وسهم شركة «الكهرباء» بنسبة 4.95 في المائة، وسهم شركة «إسمنت اليمامة» بنسبة 4.94 في المائة، وسط ارتفاع أسعار أسهم 71 شركة مدرجة، مقابل تراجع أسهم 43 شركة أخرى. وعطفا على ذلك، أكد فهد المشاري الخبير الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن سوق الأسهم السعودية باتت تؤثر بشكل إيجابي على أسواق المنطقة كافة، وقال: «سوق الأسهم السعودية باتت مهيأة للصعود خلال هذه الفترة بشكل كبير، على عكس السنوات الماضية التي كانت تعاني فيها من تراجعات حادة، أثرت حتى على معدلات السيولة النقدية المتداولة». ولفت المشاري، خلال حديثه، إلى أن تداولات سوق الأسهم المحلية في البلاد مرشحة للدخول في عمليات جني أرباح «طبيعية»، موضحا أن مؤشر السوق مرشح خلال هذه الفترة للحفاظ على مستويات 8214 نقطة، كمستويات دعم قوية قد يتمسك بها فيما تبقى من تعاملات العام الحالي. وأكد المشاري أن جني الأرباح الطبيعي يعطي تعاملات السوق فرصة جديدة لمواصلة الصعود، مضيفا «السيولة الاستثمارية المتحفزة للدخول في سوق الأسهم تنتظر أي عمليات جني أرباح، وهو الأمر الذي يعطيها فرصة الدخول الآمن من حيث أسعار الشراء المستهدفة». وتأتي تعاملات سوق الأسهم السعودية، خلال الأيام الحالية، متوافقة مع ما نشرته «الشرق الأوسط» أخيرا، حول توقعات خبراء ماليين، بتوجه مؤشر سوق الأسهم السعودية، مع قرب نهاية العام الحالي، إلى الإغلاق فوق أعلى قمة سنوية تم تحقيقها، خصوصا بعد أن أغلق في 21 أغسطس (آب) الماضي عند أفضل إغلاق له منذ سنوات عدة، حيث سجل 8214.85 نقطة، وهي النقطة التي نجح مؤشر السوق فعليا في تجاوزها خلال تعاملات الأيام القليلة الماضية. وكانت هيئة السوق المالية السعودية، أكدت في وقت سابق، أن المتعاملين والمستثمرين في السوق المالية المحلية في البلاد، يحق لهم التقدم بشكوى رسمية في حال تعرضهم لأي عمليات غش أو تدليس أو تلاعب، أو حتى ممارسات غير عادلة أثناء تعاملهم في السوق المحلية، وهو أمر يدل على زيادة معدلات الشفافية والإفصاح. وتنوي هيئة السوق، بحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» حينها، فتح المجال بصورة أكبر للمستثمرين الأفراد في التقدم بالشكاوى، وبالتالي معاقبة المخالفين، وسط مؤشرات واضحة تدل على أن هيئة السوق بإدارتها الجديدة تنوي عدم الخوض بشكل كبير جدا في الممارسات اليومية أثناء التعاملات، إلا أنها ستتدخل في حال وجود مخالفات صريحة تضر بمصالح المتعاملين وأموالهم. وفي هذا الجانب، أكدت هيئة السوق المالية السعودية في بيان رسمي سابق، حق المتعاملين والمستثمرين في السوق المالية في التقدم بشكوى للهيئة، في حال تعرضهم للغش أو التدليس أو التلاعب أو الممارسات غير العادلة، أثناء تعاملاتهم في السوق المالية، أو في حال نشوء خلافات مع الأشخاص المرخص لهم فيما يتعلق بفتح الحسابات أو إدارة المحافظ أو صناديق الاستثمار وغيرها.