بيونغ يانغ تهدد باستهداف المنشآت العسكرية الأميركية بصواريخ بالستية

أعلنت كوريا الشمالية اليوم (الأربعاء) أنها تبحث استهداف مناطق قرب المنشآت العسكرية الاستراتيجية الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ بصواريخ باليستية متوسطة المدى.
وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن بيونغ يانغ «تبحث بعناية الخطة الحربية لإقامة غلاف ناري في المناطق المحيطة بجزيرة غوام بواسطة صواريخ باليستية استراتيجية متوسطة المدى من طراز هواسونغ - 12».
وأضافت أن الخطة «سيتم الانتهاء منها وستوضع قيد التطبيق بشكل متزامن ومتتابع متى يتخذ القائد الأعلى للقوات النووية لكوريا الشمالية كيم جونغ أون القرار».
ويأتي التهديد بعدما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب كوريا الشمالية أمس «بالنار والغضب» على خلفية تطوير برنامجها الصاروخي، وبعد أيام على فرض مجلس الأمن عقوبات جديدة على بيونغيانغ بسبب تطوير ترسانتها النووية.
وقال ترمب: «سيكون من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تطلق مزيداً من التهديدات ضد الولايات المتحدة. سيواجهون بالنار والغضب بشكل لم يعرفه العالم سابقاً».
وتعكس هذه التصريحات التصاعد في حدة الخطاب الأميركي، خصوصا أن الإدارة السابقة ركزت على إيجاد حلول غير عسكرية، إذ أوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكولونيل كريس لوغان أن أميركا تسعى إلى نزع السلاح النووي بطريقة سلمية في شبه الجزيرة الكورية، محذراً من أن الحل العسكري «لم يكن يوماً بعيداً عن الطاولة».
وأوضح لوغان: «نبقى مستعدين للدفاع عن أنفسنا وعن حلفائنا ولاستخدام القدرات التي نملكها بشكل كامل ضد الخطر المتنامي لكوريا الشمالية».
وقالت عضو الكونغرس عن جزيرة غوام الأميركية مادلين بوردالو إنها واثقة من قدرة القوات الأميركية على حماية الجزيرة من التهديدات النووية لكوريا الشمالية.
ودعت بوردالو الرئيس ترمب إلى «إظهار زعامة راسخة والعمل مع المجتمع الدولي لنزع فتيل التوتر ومنع كوريا الشمالية من تطوير برنامج أسلحتها».
وجاءت تحذيرات ترمب بعد وقت قصير على نشر صحيفة «واشنطن بوست» مقتطفات من تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية يعرب فيه مسؤولون عن اعتقادهم أن كوريا الشمالية «باتت تملك أسلحة نووية لصواريخها الباليستية، بما في ذلك صواريخها العابرة للقارات».
من جهتها، قالت بيونغيانغ إن الحزمة الأخيرة من العقوبات الدولية «لن تثنيها من مواصلة تطوير ترسانتها النووية، مؤكدة أنها لن تتفاوض على سلاحها النووي في ظل استمرار التهديدات الأميركية لها».
وحتى الشهر الماضي كان الخبراء يقولون إن كوريا الشمالية بحاجة إلى أكثر من سنتين لتطوير صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي، لكن هذه الحسابات تغيرت بعدما أجرت بيونغيانغ الشهر الماضي تجربتين صاروخيتين.
وأظهرت التجربة الأولى التي وصفها كيم بأنها هدية إلى «الأميركيين» المدى الذي يمكن أن يصل إليه الصاروخ وقدرته على ضرب ألاسكا.
أما الصاروخ الثاني الذي تمت تجربته الأسبوع الماضي فقد حلّق لمسافة أطول، مع تقدير بعض الخبراء أن نيويورك يمكن أن تكون في مرماه. وقال ترمب إن كيم «بات يشكل تهديداً كبيراً أبعد من دولة عادية».