دراسة أميركية: 10 آلاف جندي حاولوا الانتحار خلال 5 أعوام

كشفت دراسة أميركية جديدة، نشرتها مجلة «جاما» المتخصصة في الطب النفسي، عن أن قرابة 10 آلاف جندي أميركي حاولوا الانتحار خلال السنوات ما بين 2004 و2009. وقالت الدراسة إن محاولات الانتحار زادت، خلال تلك السنوات، وسط وحدات الجنود التي شهدت محالات انتحار مشابهة في أوقات سابقة، وإن معدل محاولات الانتحار ارتفع بنسبة أكثر من ضعفين في الوحدات العسكرية التي فيها 600 جندي تقريبا، ووقعت فيها حالة محاولة انتحارية في العام السابق.
وأشارت الدراسة إلى أن 86 في المائة من الجنود الراغبين في الانتحار من الذكور، و68 في المائة تحت سن الثلاثين، و60 في المائة بيض، وإلى ارتفاع محاولات الانتحار ضعفين خلال السنوات ما بين 2001 و2011 بين الجنود الذين شاركوا في معارك في أفغانستان وفي العراق.
ونقل تلفزيون «سى إن إن»، أمس، مقابلة مع مارك راسيتي، في هونولولو (هاواي)، الذي تقاعد من القوات الأميركية بعد أن أصيب بمرض «بي تي إس دي» (اضطرابات بعد صدمة القتال). كان يعمل مساعد طبيب عسكري، وأرسل إلى العراق 5 مرات، وشاهد انتحار 3 من زملائه العسكريين الطبيين. وقال إنه حاول الانتحار أكثر من مرة.
وقال: «سبب محاولة انتحاري إحساس بالذنب» (لفقدان زملائه).
وقال روبرت أورسانو، أستاذ علم النفس في مركز دراسة الصدمات النفسية وسط الجنود، التابع لجامعة القوات المسلحة التابعة للبنتاغون: «تاريخيا، كان العمل العسكري يحمي الجنود من الانتحار. وكانت نسبة الانتحار نصف نسبتها وسط غير العسكريين، لكن، مع عام 2009، زادت النسبة كثيرا وسط العسكريين. وبعد ذلك العام، صارت تزيد كثيرا».
وقال إن دراسة أجراها المركز أوضحت أن نسبة 20 في المائة من حالات الانتحار في الولايات المتحدة حدثت لعسكريين، أو عسكريين متقاعدين، في ذلك العام، 2009، وبمناسبة زيادة نسبة الانتحار وسط العسكريين عنها وسط المدنيين، أصدر البنتاغون تقريرا عن الموضوع، قال فيه إن معدلات الانتحار وسط العسكريين خلال النصف الأول من ذلك العام بلغت 211 حالة. في ذلك الوقت، قال نائب رئيس هيئة الأركان، الجنرال، بيتر شياريلي: «هذا أمر فظيع، وأنا لا أريد أن أقلل من أهمية هذه الأرقام بأي شكل من الأشكال». وقال إنه، حسب إحصائية البنتاغون، أقدم 197 جندياً على الانتحار في عام 2008، منهم 140 جندياً في الخدمة و57 من قوات الحرس القومي والاحتياط.
ونوه إلى أن قيادات القوات المسلحة عاجزة إزاء الأسباب الكامنة وراء الظاهرة. وأضاف: «ما زلنا لم نجد أي صلة سببية ذات دلالة إحصائية من شأنها أن تسمح لنا على نحو فعال بالتنبؤ بالسلوك البشري... في الحقيقة، ليس هناك جواب بسيط. كل حادث انتحار يعتبر حالة فريدة كالأفراد ذاتهم».