ترمب يرفض إرسال إرهابي إلى غوانتانامو

لأول مرة منذ أن صار رئيسا، وعكس وعود كان وعد بها خلال حملته الانتخابية، وعكس توصية وزيره للعدل، ومتشددين في الحزب الجمهوري يريدون محاكمات عسكرية للإرهابيين، أعلن الرئيس دونالد ترمب إمكانية محاكمة إرهابي في محكمة أميركية مدنية، ويوم الجمعة، مثل أول واحد، الجزائري - الآيرلندي علي شرف داماش، في محكمة مدنية في فيلادلفيا (ولاية بنسلفانيا).
كانت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يتابعان داماش منذ أكثر من 6 سنوات، بعد أن ورد اسمه في قائمة المتهمين بالاشتراك في محاولة قتل الفنان السويدي لارس فيكس، الذي كان رسم رسومات كاريكاتيرية تسيء إلى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم.
في عام 2010، كان داماش يعيش في آيرلندا، بعد أن حصل على الجنسية الآيرلندية. وعندما ورد اسمه في تحقيقات الرسام السويدي، اعتقلته حكومة آيرلندا، ثم أفرجت عنه، حسب قرارات من محاكم هناك. في ذلك الوقت، رفضت محاكم آيرلندا طلبا من الولايات المتحدة بنقل داماش إليها. غير أن وكالة «سي آي إيه» وشرطة «إف بي آي» ظلتا تتابعانه. وفي عام 2015، سافر إلى إسبانيا لقضاء إجازة صيفية، وهناك اعتقل. ثم نقل إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق.
في عام 2011، اعترفت الأميركية كولين لاروز، المعروفة باسم «جين الجهادية»، أثناء محاكمتها في الولايات المتحدة، بأن داماش، وآخرين، اشتركوا معها في محاولة قتل الفنان السويدي. وأيضا، في التخطيط لهجمات إرهابية أخرى في بعض الدول الأوروبية.
في العام الماضي، خلال حملته الانتخابية، وعد ترمب بإرسال كل إرهابي تعتقله القوات الأميركية، أو وكالات الاستخبارات الأميركية إلى سجن غوانتانامو (في القاعدة العسكرية الأميركية في كوبا). وأيضا، أي مقاتل تعتقله القوات الأميركية التي تشترك في الحرب ضد الإرهاب خارج الولايات المتحدة.
في مارس (آذار) الماضي، في مقابلة في تلفزيون «سي إن إن»، قال جيف سيشن، وزير العدل، إنه نصح الرئيس ترمب بإرسال أي إرهابي تعتقله الحكومة الأميركية إلى غوانتانامو. وكان عدد من قادة الجناح اليميني في الحزب الجمهوري في الكونغرس نصحوا ترمب بأن يفعل ذلك.
يوم الجمعة، أشاد ديفيد كول، المدير القانوني للاتحاد الأميركي للحريات المدنية (إيه سي إل يو) بقرار ترمب. وقال: «يظل الصواب هو محاكمة المعتقلين في قضايا الإرهاب في محاكم أميركية مدنية، لا محاكم عسكرية. تملك محاكمنا المدنية حق، وإمكانية، أن تفعل ذلك».
توجد «جين الجهادية»، أشهر إرهابية أميركية، في سجن في ولاية يوتا، حيث تقضي عشر سنوات في السجن بتهمة الاشتراك في مخططات إرهابية. اسمها الحقيقي هو «كولين لا روس»، وبعد أن اعتنقت الإسلام، غيرت اسمها إلى «فاطمة لاروس».