لينديلوف... موهبة شابة ستضفي الهدوء والقوة على دفاع مانشستر يونايتد

أشاد قائد نادي بنفيكا البرتغالي وقلب دفاعه لويساو بزميله في خط الدفاع فيكتور لينديلوف، وقال: إنه كان يخطئ في بعض الأوقات ويعتقد أن لينديلوف البالغ من العمر 22 عاما في الثلاثينات من عمره، وهو ما يفسر إصرار المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو على ضم المدافع السويدي الشاب لتدعيم خط دفاع فريقه.
ولم يكن لويساو هو الوحيد الذي يرى أن المدافع السويدي صاحب الـ22 عاما يبدو ناضجا للغاية وأكبر من سنه الحقيقية، بسبب قدرته الكبيرة على البقاء هادئا تحت أي ضغوط، واستغلال الأمور في صالحه؛ وهو ما أهّله للصعود بسرعة الصاروخ من الفريق الرديف لنادي بنفيكا البرتغالي إلى أن يصبح أحد أفضل المواهب الشابة في أوروبا في غضون 18 شهرا فقط.
في بداية عام 2016، كان لينديلوف لاعبا شابا لم يثبت بعد أنه يستحق أن يحجز مكانا أساسيا في الفريق الأول لنادي بنفيكا على حساب المدافعين الأساسيين. وكان المسؤولون في بنفيكا يعلمون أن هذا المدافع الشاب يملك موهبة كبيرة، لكنهم لم يروا دليلا على أنه يستحق التواجد في التشكيلة الأساسية. صحيح أن لينديلوف قد لعب لصفوف نادي فاستيراس السويدي وهو في السادسة عشرة من عمره، لكن خبرته في اللعب في الدوريات الأقل في السويد لم تكن تعني أنه قادر على اللعب في مباريات قوية أمام أندية مثل بورتو وسبورتينغ لشبونة في الدوري البرتغالي الممتاز. لقد تعاقد معه بنفيكا وهو في السابعة عشرة من عمره إيمانا من النادي بموهبة هذا اللاعب الشاب، لكن كان يتعين عليه أن يثبت نفسه ويعمل بكل قوة من أجل الاعتماد عليه.
قد لا يتحلى بعض اللاعبين الشباب بالصبر اللازم عندما يكونون في نفس وضع لينديلوف، وربما لا يعملون بالقوة اللازمة من أجل إثبات أنفسهم، وربما يعتقدون أنهم حققوا ما يكفي في هذه السن الصغيرة، لكن لينديلوف عمل بكل قوة وعزيمة وإصرار من أجل إثبات نفسه، رغم أنه كان قائدا لمنتخب السويد في المراحل السنية الصغيرة وكان عنصرا أساسيا في المنتخب السويدي تحت 21 عاما الذي فاز ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2015 بعد الفوز على البرتغال في المباراة النهائية بركلات الترجيح. وبرغم كل ذلك، عندما عاد لينديلوف إلى ناديه استعدادا للموسم الجديد، لم يتغير أي شيء وظل اللاعب السويدي الشاب يعمل في صمت في انتظار الفرصة.
ومع بداية العام الجديد، لم تكن الفرصة سانحة بعد لظهور لينديلوف وأشارت تقارير إلى احتمال رحيله إلى نادي ميدلسبره الإنجليزي، لكنه كوفئ على صبره عندما أصيب المدافع ليساندرو لوبيز خلال استعدادات بنفيكا لمواجهة نادي موريرينسي قبل وقت قصير من انتهاء فترة الانتقالات الشتوية.
لم يكن لينديلوف يهدف إلى أن يثبت للمسؤولين أنهم كانوا على خطأ عندما قرروا عدم الدفع به، لكنه كان يهدف إلى اللعب بشكل أساسي واستغلال الفرصة وعدم الخروج من الملعب مرة أخرى. لعب لينديلوف آخر 30 دقيقة من عمر اللقاء وقدم أداء رائعا في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. وكان الشيء الأبرز في أدائه هو هدوؤه الشديد، ولم يكن ذلك غريبا إذا ما علمنا أنه كان يلقّب بـ«رجل الثلج» في لشبونة، وكان واضحا أن هذا اللاعب الشاب مستعد لأي اختبارات خلال الأشهر المقبلة. وقدم لينديلوف أداء استثنائيا في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني، ولعب جميع دقائق الـ14 مباراة الأخيرة مع نادي بنفيكا في الدوري البرتغالي، وساعد فريقه في الفوز في 13 مباراة منها ليفوز النادي بلقب الدوري البرتغالي الممتاز بفارق نقطتين عن سبورتينغ لشبونة.
وبفضل هذا الأداء الرائع، انضم لينديلوف لصفوف المنتخب السويدي المشارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016، ولم يشعر متابعوه بأي غرابة عندما تعاقد معه مانشستر يونايتد مقابل 31 مليون جنيه إسترليني. يقول كلايس إريكسون، المدير الفني لمنتخب السويد تحت 19 عاما: «لقد ولد ليكون قائدا. إنه لا يصرخ في اللاعبين، لكنه يقودهم بطريقة جيدة، وأعتقد أن لديه فرصة جيدة للنجاح في مانشستر يونايتد لأنه يفعل كل شيء بكفاءة تصل إلى 100 في المائة. سوف يلعب في أعلى مستوى ممكن؛ ولذا لا يمكن لأي شخص بأن يتنبأ بما سيحدث، لكني أعتقد أنه قادر على تحمل الضغوط. إنه قوي للغاية من الناحية الذهنية، وأعتقد أنه لن يواجه مشكلة في هذا الصدد».
إن قراره بالرحيل عن بلده في هذه السن الصغيرة يعد مؤشرا على قوة شخصيته. ولم ينظر لينديلوف إلى الخلف مطلقا منذ ظهوره لأول مرة بقميص بنفيكا أمام موريرينسي، حيث ساعد بنفيكا على الدفاع عن لقب الدوري البرتغالي وأصبح لاعبا مؤثرا في صفوف منتخب بلاده. ورغم أن لينديلوف بدأ مسيرته الكروية ظهيرا أيمن ويلعب في بعض الأحيان جناحا أيمن، فإن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع، وأعجب مورينيو بقوته وتفوقه في ألعاب الهواء واستحواذه على الكرة وقدرته على تنويع طرق اللعب. ويشعر نادي مانشستر يونايتد بالثقة في قدرة لينديلوف والمدافع الإيفواري صاحب الـ23 عاما إريك بايلي، الذي قدم أداء رائعا في أول موسم له في «أولد ترافورد»، على تكوين ثنائي دفاعي قوي لم يره الفريق منذ ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش.
ورغم أن لينديلوف لا يتمتع بسرعة خارقة، فإنه يتميز بقدرة كبيرة على قراءة اللعب؛ وهو ما جعله يحصل على بطاقة صفراء واحدة خلال الموسم الماضي. وأظهر اللاعب موهبة مذهلة عندما أحرزا هدفا رائعا من ركلة خلفية في مرمى سبورتينغ لشبونة في أبريل (نيسان) الماضي وساعد فريقه على اقتناص نقطة من اللقاء.
ويعتقد إريكسون أنه مدافع متكامل، ويقول: «إنه يلعب بطريقة رائعة للغاية، ويمكنه قراءة اللعب وتوقع الخطر منذ أن كان في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره. إنه يتحلى بجميع الصفات الرياضية بنسبة 100 في المائة. لقد كان قائدا للمنتخبات الوطنية في المراحل السنية المختلفة؛ لذا فأنا لست متعجبا من الطريقة التي تطور أداؤه بها الآن. إنه أفضل لاعب يمكنك أن تتعاقد معه، فهو هادئ للغاية وقوي بالنسبة لعمره. كان من السهل رؤية أنه لاعب جيد للغاية، وأنه سيذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فهو واحد من أفضل المدافعين الذين ظهروا في السويد على مدى سنوات، ولا أرى أي نقطة ضعف في أدائه». وبعد كل هذه الإشادات، بات من السهل معرفة الأسباب التي دفعت جوزيه مورينيو للتعاقد معه.
وأصبح ليندبلوف، الذي قال بنفيكا إنه انتقل ليونايتد مقابل 35 مليون يورو (39.32 مليون دولار)، أول صفقة لفريق المدرب مورينيو استعدادا للموسم الجديد بعد التتويج بلقب الدوري الأوروبي الشهر الماضي ليتأهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل. وأبدى مورينيو، الذي أنهى فريقه الدوري المحلي في المركز السادس، سعادته بتعزيز خط دفاعه. وقال المدرب البرتغالي «فيكتور لاعب موهوب وشاب وأمامه مستقبل رائع في يونايتد».
وأضاف: «تبين في الموسم الماضي حاجتنا إلى خيارات إضافية لإعطاء ثقل للتشكيلة وفيكتور هو أول المنضمين إلينا هذا الصيف وأعرف أن مجموعتنا الرائعة من اللاعبين سترحب به». وقال ليندبلوف، الفائز بثلاثة ألقاب في الدوري البرتغالي وخاض مباراته الدولية الأولى العام الماضي ضد تركيا: «أنا سعيد للغاية بالانضمام إلى مانشستر يونايتد». وتابع: «استمتعت بفترتي في بنفيكا وتعلمت الكثير، لكنني أتطلع للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في أولد ترافورد وتحت قيادة جوزيه مورينيو وأطمح لمساعدة الفريق في الفوز بألقاب أكثر».