سوق العقارات في كيب تاون بجنوب أفريقيا لا يحدها أفق

يقع المنزل في ضاحية أبر كونستانتيا، وهي ضاحية مرتفعة السعر نسبيا وغنية بالأشجار المورقة، قريبة من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا. كان المنزل في الأساس مصنعا للمشروبات يعود تاريخ بنائه لعام 1790 قبل أن يتحول إلى منزل لاحقا.
يتكون المنزل من أربع غرف نوم، وثلاثة حمامات، وعدد من الأفنية، وملحق للضيوف، ومبنى منفصل للعاملين، وسقيفة لسيارتين. وتبلغ مساحة المنزل 7029 قدما مربعا، ويقع فوق تلة قليلة الانحدار وسط قطعة أرض مساحتها 75 هكتارا مزروعة بأشجار البلوط مكتملة النمو، وفي الخلف يطل علينا مشهد للجبال.
والمنزل بمعزل عن الطريق، ويقع في نهاية طريق مفروش بالحصى، في بدايته بوابة كبيرة وعلى جانبيه أشجار الزيتون. للبيت مدخلان، الأول من خلال طريق مغطى بكرمات العنب يفضي في نهايته إلى أبواب خشبية ضخمة تؤدي إلى المطبخ.
وعلى جانب البيت، وخلف سلالم خارجية تقودك إلى شرفة ضخمة بالطابق الثاني، يقع المدخل الرئيسي، حيث يفتح باب مزدوج ليقودك إلى صالة دخول كبيرة. وإلى اليمين هناك جناح الضيوف، الذي كان في السابق جزءا من قبو لحفظ المشروبات، وما زال الباب يحتفظ بمصاريعه الداخلية الأصلية... وفي الأمام مباشرة، توجد أبواب زجاجية قابلة للطي تفضي إلى فناء داخلي به بركة ماء وفوقه جسر خشبي صغير.
وأفادت ميري دور، وكيلة البيع بشركة «كريستي إنترناشيونال ريال ستيت» التي عرضت المنزل للبيع مقابل نحو 1.2 مليون دولار، بأن المكان «يتميز بواجهاته المفتوحة»، فهناك ثلاثة أبواب زجاجية إلى يسار الفناء تؤدي إلى غرفة معيشة واسعة بسقف من العروق الخشبية، وبالغرفة مدفأة وثريا ضخمة. وتقع غرفة الطعام الرئيسية خلف الأبواب الزجاجية بمسافة بعيدة.
وإلى يسار المدفأة أبواب زجاجية تؤدي إلى المكتبة، ولو صعدت درجتي سلم ستصل إلى الغرفة العائلية وغرفة الطعام غير الرسمية ومكان مشاهدة التلفزيون. كذلك هناك عدد من الأبواب الزجاجية تؤدي إلى فناء به مسبح. وعلى الجانب الآخر من المكتبة هناك مطبخ على الطراز الريفي بوسطه جزيرة وبعض الأدوات المصنوعة من مادة «ستانليس ستيل»، وبمبنى خارجي هناك مغسلة وغرف لكي الملابس.
ويفضي ممر خارج غرفة المعيشة إلى الجناح الرئيسي، وإلى غرفتي نوم رئيسيتين وحمام. وغرفة النوم الرئيسية ملحق بها غرفتا تغيير ملابس وأبواب مصممة على الطراز الفرنسي تفضي إلى الحديقة وإلى فناء داخلي. وبالحمام حوض استحمام وحوض اغتسال مزدوج، ودش استحمام بمصفاة كبيرة.
ويتكون بيت الضيوف الملحق الذي يقع أمام المسبح من غرفتين وحمام، ومنطقة لاحتساء الشاي في المدخل.
وفي نهاية الطريق إلى المنزل ستجد فندق «سيلرز هونرت» الذي يتكون من 52 غرفة، والذي كان في السابق قصر صاحب العزبة، وبالفندق ناد صحي، ومطعم، ومن خلفه مشهد رائع لجبال «تيبل مونتين».
وهناك أماكن للمشي والتنزه قريبة من المكان مثل حديقة «كريتسنبوش ناشيونال بوتانيكال غاردن» ومركز التسوق بقرية «كونستانتيا» التي تضم كثيرا من المطاعم ومتاجر بيع الملابس، والبنوك، والصيدليات، ومتجرا للأجهزة. تقع شواطئ المحيط الأطلسي على بعد 12 ميلا من المنزل، فيما تبعد مدينة كيب تاون 20 دقيقة بالسيارة عن المكان.

نظرة عامة على السوق
هنا في كيب تاون، الطلب مرتفع وكذلك الأسعار. فبحسب مايك غريف، المدير التنفيذي لشركة «غريف بروبرتيس»، فقد «أثبتت سوق العقارات في كيب تاون أنها في حالة نمو عاما بعد عام على مدار تاريخها»، فيما أشار ليو غيفين، مدير شركة «ليو غيفين سوذبي إنترناشيونال ريالتي»، إلى أن «هذه السوق العقارية هي الأكبر على الإطلاق في جنوب أفريقيا».
ففي السنوات الخمس الأخيرة، تسبب التضخم في سوق العقارات إلى ارتفاع الأسعار ما بين 10 و12 في المائة، بيد أنها تراجعت إلى 8 في المائة في الربع الثاني من 2016. وأفاد غريف بأن هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع الأسعار، منها المهاجرون الداخليون القادمون من جوهانسبرغ، وبريتوريا، وغيرها من المناطق في جنوب أفريقيا الذين قرروا الانتقال إلى كيب تاون.
هناك حاليا هجرات اقتصادية ضخمة من أصحاب رؤوس الأموال، وكذلك ذوو المهارات إلى كيب تاون وضواحيها، وفق غيفين، الذي تابع قائلا: «من الملاحظ أن المدينة باتت تقدم أفضل أنواع الخدمات وأرقى أسلوب حياة في البلاد».
تتميز المنازل على ساحلي شبه جزيرة كيب تاون بقيم سوق مختلفة عن غيرها. فعلى جانب الأطلسي، ووفق الضاحية التي تسكنها، يبلغ سعر شقة تتكون من غرفتي نوم وتطل على المحيط نحو 616.600 دولار إلى 952.000 دولار أميركي، فيما كان السعر أعلى بكثير العام الماضي (في نهاية عام 2016 بلغ متوسط السعر نحو 1.16 مليون دولار). بينما يصل سعر فيلا تطل على المحيط والجبال من جميع الاتجاهات إلى 7.5 مليون دولار.
وبالمقارنة، على ساحل «فالس باي» الأهدأ والأكثر بعدا عن المدينة، يبلغ سعر شقة من غرفتي نوم نحو 230.000 دولار إلى 307.000 دولار، فيما يبلغ سعر منزل قريب من المحيط أو يطل عليه نحو 270.000 إلى 1.6 مليون دولار.
في أحياء بيشوبس كورت وكونستانتانيا الراقية، فإن العقارات كبيرة المساحة التي كانت تستخدم في السابق باعتبارها مناطق لممارسة رياضة الفروسية ولصناعة وحفظ المشروبات هي الأكثر انتشارا، وتباع المنازل بسعر يتراوح بين 675.000 إلى 15 مليون دولار أميركي.

من يشتري في كيب تاون؟
تشكل نسبة المنازل التي يمتلكها أجانب ما بين 8 و10 في المائة من المنازل في كيب تاون، وهي نسبة تزيد بنحو 3 في المائة عن باقي مناطق جنوب أفريقيا. وأفاد غيفين، بأن المشترين الأجانب يركزون في الغالب على الأسواق الفاخرة، وذلك بغرض الاستثمار «اعتمادا على قوة العملات الدولية أمام العملة المحلية الريند»، مضيفا: «في كيب تاون ستجد كثيرا من العقارات لتشتريها أكثر من أي وجهة سياحية أخرى في العالم».
وأضاف أن البريطانيين وغيرهم من باقي دول أوروبا شكلوا أكثر من نصف عدد المشترين الأجانب عام 2016، فيما «ارتفعت نسبة المبيعات بشكل ملحوظ للمشترين الألمان والفرنسيين، والأميركيين».
وقالت لوري وينر، مديرة التطوير لمنطقة كيب تاون بشركة «بام غولدنغ بروبرتيز» العقارية، إن «هناك أيضا مشترين من مناطق أخرى من العالم مثل أفريقيا، وقلة من آسيا... فكثيرون يسعون للاستمتاع بأسلوب حياتنا الرائع. البعض يشتري ليستخدم المنزل كبيت ثان، فيما يشتري آخرون بغرض التجارة».

أساسيات الشراء
لا توجد قيود على شراء الأجانب للعقارات في جنوب أفريقيا، بحسب وينر، فأسلوب الرهن العقاري متاح، لكن الأجانب بمقدورهم اقتراض نسبة 50 في المائة فقط من سعر العقار، وفق جوانا توماس، سمسارة العقارات بمؤسسة «سوذبي إنترناشيونال ريال استيت» بمدينة كونستانتيا، ويبلغ سعر الفائدة على القرض 10.5 في المائة، مضيفة أن «شروط الإقراض هنا صارمة».
ويتولى المحامون المختصون بنقل الملكيات إتمام عملية البيع.

المواقع الإلكترونية:
موقع غرب مدينة كيب تاون: westerncape.gov.za
الموقع السياحي لمدينة كيب تاون: capetown.travel
الموقع الرسمي لمدينة كيب تاون: capetown.gov.za

* اللغات المستخدمة والعملات:
الأفريقية، والإنجليزية، ولغة زوسا وغيرها... والرند الجنوب أفريقي يعادل 0.072 دولار أميركي.

الضرائب والرسوم:
تبلغ الضريبة العقارات السنوية على هذا البيت أكثر قليلا من 4 آلاف دولار.

التكلفة النهائية للمصروفات:
تبلغ التكلفة النهائية للمصروفات نحو 8 إلى 10 في المائة من سعر البيع، ويشمل ذلك رسوم نقل الملكية وأتعاب المحامي.
* خدمة «نيويورك تايمز»